أسئلة السيسي المفاجئة تُحرج مسؤولين

بعد سؤال إيرادات محافظة القاهرة... استفسر عن استهلاك الطماطم

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
TT

أسئلة السيسي المفاجئة تُحرج مسؤولين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

أسئلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمسؤولي الدولة خلال افتتاح المشروعات، تضعهم في حرج، خاصة مع عدم وجود إجابة وافية من بعض المسؤولين. فبعد أسبوع من عدم قدرة محافظ القاهرة خالد عبد العال، الرد على سؤال وجهه له الرئيس يتعلق بحجم إيرادات محافظة القاهرة. باغت الرئيس أمس مسؤولة الصوب الزراعية بمدينة العاشر من رمضان بسؤال عن حجم استهلاك مصر من الطماطم في العام الواحد، وفشلت المسؤولة في الرد على استفسار الرئيس. وقال الرئيس أمس: «لازم نكون عارفين إن الذي ننتجه كام في المائة من احتياجات السوق... ونقول الكلام ده للناس».
وقبل أيام وجه السيسي عدداً من الأسئلة لمحافظ القاهرة؛ لكن المحافظ التزم الصمت وعجز عن الإجابة على تساؤلات الرئيس. وقال الرئيس حينها إنه «يجب على المسؤول أن يكون ملماً بكل شيء داخل نطاق محافظته لمواجهة جميع أسئلة المواطنين والشارع، لوضع الحقائق كاملة أمام المواطن».
وعقب ذلك تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي وثق طرح الرئيس السيسي الأسئلة على محافظ القاهرة، وطالبوا بإجراءات مع أي مسؤول لا يعرف مهام وظيفته... الأمر الذي دفع أحد المحامين إلى تقديم بلاغ للنائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، ضد محافظ القاهرة، يتهمه فيه بالإهمال في أداء مهام وظيفته، ويطالب بمحاكمة عاجلة للمحافظ.
وسبق أن أحرج الرئيس السيسي، محافظ القاهرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما نبهه إلى وجود مشكلة في أعمدة الكهرباء بطريق مطار القاهرة الدولي، وقال له: «من فضلك، راجع هذا الموضوع، أنا فقط أذكرك»... ليرد عليه محافظ القاهرة: «توجيهات سيادتك نُفذت بالفعل»، ليحرجه السيسي معلقاً: «توجيهات إيه أنا شوفته وأنا راجع».
وفي سبتمبر الماضي أيضاً تلعثم وزير النقل هشام عرفات، عندما عبر الرئيس عن استيائه من شكل منطقة تقع أسفل كوبري محور التعمير بالإسكندرية، متسائلاً: «هو ده الشكل الطبيعي؟!»، ليتلعثم وزير النقل ويرد: «هذا منزل الكوبري»، فقاطعه السيسي مخاطباً اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية قائلاً: «يا كامل، هل هذا هو الشكل الطبيعي؟!»، فعقب «الوزير»: «سوف يتم توسعتها بجوار الطريق، يا فندم».
وكان السيسي قد افتتح أمس محطة الفرز والتعبئة ضمن مشروع الصوب الزراعية بمدينة العاشر من رمضان، بطاقة إنتاجية 800 طن تخزين منتج مبرد، وطاقة إنتاجية يومية 400 طن. وقال السيسي إن «منظومة العمل السبب الرئيسي فيما نشهده من إنجازات»، مطالباً المصريين بالشعور بالفخر والسعادة لما تم تحقيقه من إنجازات، خاصة وأن هذا المشروع يقام بسواعد شباب مصر من مختلف التخصصات. مضيفاً: «سوف نستمر في استكمال المشروع الذي سيدخل مصر كثاني أكبر دولة تنفذ مشروعاً زراعياً مثل هذا».
وأكد السيسي أنه يتم عمل أكبر مزرعة لإنتاج أفخر أنواع التمور في العالم على مساحة 40 ألف فدان، وهناك 2.5 مليون نخلة في المشروع، وأنه لإقامة مشروع مثل هذا لا بد أن تكون هناك ثلاجات ومحطات فرز ومعامل.
وشدد الرئيس المصري على ضرورة التزام الشركات المساهمة في تنفيذ هذه المشروعات بمهامها والتوقيتات المتفق عليها مسبقاً للانتهاء منها، مضيفاً: أن «الدولة تحاول تشغيل الشركات الوطنية بدلاً من الاعتماد على الشركات الأجنبية».
في السياق ذاته، وجه الرئيس، مسؤولي وزارتي الزراعة والتضامن وجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بإقناع مواطني القرى بعدم «تبوير أراضيهم الزراعية» بهدف كسب المال، واستخدام بدائل أخرى للحصول عليها، قائلاً: «بدل ما تبني بيت، وتبور قيراطين أو ثلاثة على أمل الحصول على عدة آلاف من الجنيهات، سوف نساعدك تعمل صوبة بعائد مثل عائد البيت (اللي أنت تريد أن تبنيه وتسيبه)». مشدداً على أن إجراءات حماية الأراضي الزراعية من التبوير ليست حلولاً أمنية أو هدم البيوت فقط، داعياً لتطبيق بدائل أخرى لتشجيع المواطنين على عدم البناء على الأراضي الزراعية.
وكان السيسي قد حذر في سبتمبر الماضي، من خطورة التعدي على الأراضي الزراعية، قائلاً: إن «التعدي على الأراضي الزراعية أمر منتشر في مختلف أنحاء الجمهورية، ولا بد أن نعي خطورة ذلك».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.