تركيا تناشد اليونان وقبرص تجنب الاستفزازات في إيجه والمتوسط

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار
TT

تركيا تناشد اليونان وقبرص تجنب الاستفزازات في إيجه والمتوسط

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار

دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار كلاً من اليونان وقبرص إلى الابتعاد عن الاستفزازات، والتحريض في بحر إيجه والبحر المتوسط، محذراً من أن ثمن هذه الاستفزازات «سيكون باهظاً».
وقال أكار: «ليعلم الجميع أنه لا طائل من وراء الاستفزازات الجارية في بحري إيجه والمتوسط، وفي قبرص»، مضيفاً في تصريحات خلال زيارته لقيادة قوة المهام التركية في أفغانستان، أمس (السبت)، نقلتها وسائل الإعلام التركية، أن «على الجميع أن يدرك ضرورة الابتعاد عن الاستفزازات والتحريض، وإلا فإن ثمنها سيكون باهظاً».
وتابع أكار محذراً: «على الجميع التعقُّل، وعدم التسبب بأي مغامرة. هذه هي نصائحنا الصادقة والجادة للمعنيين»، مبرزاً أن بلاده عازمة على تحقيق أمن شعبها، ومواصلتها الدفاع عن 780 ألف كلم مربع من أراضيها، و462 ألف كلم مربع من مياهها الإقليمية، التي وصفها بـ«الوطن الأزرق».
كما أوضح أكار أن تركيا لن تسمح بفرض أمر واقع في بحر إيجه والبحر المتوسط والشمال، لافتاً إلى أن أي قرارات أو تدابير يتم اتخاذها في هذه المناطق من دون تركيا «ستُعدّ باطلة وغير قابلة للتطبيق».
وسبق أن حذرت تركيا من أنها ستتخذ إجراءات ضد الخطوات الأحادية لقبرص للتنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط، مؤكدة أن القبارصة الأتراك لهم حقوق في تلك الاحتياطيات.
ومطلع مارس (آذار) الماضي، اعترضت سفناً حربية تركية سفينة تنقيب إيطالية، تابعة لشركة «إيني» للطاقة، بعدما دخلت بتوكيل من قبرص إلى المنطقة الاقتصادية التركية الخاصة شرق المتوسط. كما أعلنت اليونان عزمها قرب تحويل جزيرة، تبعد نحو ميل واحد عن الشواطئ التركية، إلى منطقة اقتصادية خالصة لها، وسط تحذيرات متكررة من تركيا من الإقدام على مثل هذه الخطوة.
من جهته، قال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، في تصريح أول من أمس، إن جزيرة كاستيلوريزو الصغيرة، الواقعة على بعد 1.6 كلم من الساحل التركي «لها أهمية خاصة لاقتصاد بلدنا... ونحن نسعى إلى استغلال الغاز الطبيعي الموجود في الجزيرة»، مشيراً إلى أن الجزيرة تحتوي على حقول غاز كبيرة تلبي احتياجات الأجيال القادمة.
ويقطن الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 12 كيلومتراً مربعاً، نحو 500 شخص فقط، وتقع ضمن المناطق والجزر المتنازع عليها في بحر إيجه بين اليونان وتركيا منذ سنوات.
وتشكل الجزر والمناطق الاقتصادية في البحر المتوسط وبحر إيجه سبباً للخلافات والتوتر بين اليونان وتركيا، وكان آخر مظاهر التوتر بينهما إطلاق تركيا أعمال الحفر في شرق البحر المتوسط أخيراً، بحثاً عن الغاز الطبيعي، الأمر الذي أثار غضب اليونان.
لكن أكار قال إن تركيا لن تتردد في اتباع كل الطرق لحماية حقوقها في بحر إيجه، وشرق البحر المتوسط.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.