مفاوضات القاهرة في «غرف مغلقة» برعاية مصرية ـ أميركية

الوفد الفلسطيني تحرك من رام الله ولبنان وقطر وتركيا

الخارجية المصرية
الخارجية المصرية
TT

مفاوضات القاهرة في «غرف مغلقة» برعاية مصرية ـ أميركية

الخارجية المصرية
الخارجية المصرية

تنتظر القاهرة وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لبدء مرحلة المفاوضات اليوم بين الطرفين من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المبادرة المصرية. وجاء ذلك بينما لم يتمكن اثنان من أعضاء الوفد الفلسطيني من مغادرة قطاع غزة، للالتحاق بزملائهم الآخرين بسبب ظروف أمنية. وقالت مصادر مصرية إن اللقاءات المزمع عقدها ستكون منفردة مع كل وفد على حدة في شكلها الأولي، وذلك برعاية مصرية ومشاركة أميركية عبر نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز.
ووصل الوفد الفلسطيني إلى القاهرة في وقت متأخر من مساء أمس قادما من العاصمة الأردنية عمان، فيما لم يعرف تحديدا موقف الوفد الإسرائيلي، بينما ينتظر وصول بيرنز في خلال ساعات.
وقالت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» إن أماكن إقامة الوفدين ستكون سرية لـ«دواع أمنية»، وإن كان مراقبون يرجحون أن تكون إقامة الوفود في عدد من فنادق ضاحية مصر الجديدة بالقرب من المطار، والتي يقع في محيطها أيضا مقر الحكم في مصر. وأوضحت المصادر كذلك أن اللقاءات ستكون في «غرف مغلقة» مع كلا الوفدين على حدة، برعاية الجانب المصري وحضور أميركي ممثلا في بيرنز.
وفي غضون ذلك، لم يتمكن اثنان من أعضاء الوفد الفلسطيني من مغادرة قطاع غزة، للالتحاق بزملائهم الآخرين الذي انطلقوا للقاهرة قادمين من رام الله ولبنان وقطر وتركيا، بسبب ظروف أمنية.
واعتذر كل من خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس وخالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن الالتحاق بالوفد أمس بسبب الظروف الأمنية المعقدة في رفح الحدودية. وأبلغ القياديان أعضاء الوفد أن ثمة محاولات ستجري اليوم. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن غياب الحية والبطش لن يؤثر على سير المفاوضات في مصر لأن ثمة اتفاقا على أن الوفد المشكل من جميع الفصائل يمثل الموقف الفلسطيني الموحد.
ووصل إلى مطار القاهرة الدولي، كل من عزام الأحمد رئيس الوفد (فتح) وماجد فرج (فتح) وبسام الصالحي (حزب الشعب)، وقيس عبد الكريم (الجبهة الديمقراطية) قادمين على الخطوط المملكة الأردنية.
وكان المسؤولون الأربعة قد غادروا رام الله صباحا إلى أريحا شرق الضفة الغربية وعبر جسر اللنبي الإسرائيلي برا إلى الأردن وعقدوا اجتماعات في عمان قبل التوجه إلى مصر.
ويفترض أن يكون بقية أعضاء الوفد وصلوا في وقت متأخر أمس أو اليوم صباحا، وهم عزت الرشق (حماس) إلى جانب محمد نصر (حماس) قادمين من قطر، وعماد العلمي (حماس) قادما من تركيا، وزياد النخالة (جهاد إسلامي) قادما من لبنان، وماهر الطاهر (جبهة شعبية) قادما من سوريا، فيما ينتظرهم جميعا موسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس الذي يقيم أصلا في القاهرة.
أما الوفد الإسرائيلي، فيضم رئيس الشاباك (الأمن العام) يورام كوهين رئيسا، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد والمحامي يتسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاص.
ويفترض أن يغادر الوفد اليوم مطار بن غوريون على متن طائرة خاصة إلى مطار القاهرة إذا حسمت إسرائيل أمرها من المشاركة في المباحثات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.