القاهرة تواجه التعدي على أملاك الدولة بـ«وحدات التدخل السريع»

الحكومة وضعت إجراءات صارمة لوقف البناء العشوائي

TT

القاهرة تواجه التعدي على أملاك الدولة بـ«وحدات التدخل السريع»

أكدت الحكومة المصرية أنها سوف تتصدى بقوة للتعدي على أملاك الدولة العامة والخاصة، فضلاً عن التصدي لظاهرة البناء العشوائي من خلال «وحدات التدخل السريع» في ربوع البلاد، وقال محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية في مصر أمس، إنه «تم تفويض رؤساء الأحياء في المدن تحت الإشراف المباشر لنواب المحافظ، في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أملاك الدولة العامة والخاصة وإصدار القرارات اللازمة لذلك».
وانتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو (أيار) عام 2016 قيام بعض الأفراد بالتعدي على أراضي الدولة المصرية، مؤكداً حينها أنه لن يسمح أبدا بذلك، وأن الطرق والمشروعات التي يتم افتتاحها، عندما تحتاج إليها الوزارات أو أجهزة الدولة، يتم تسليمها لها، وحمايتها من التعدي عليها.
وشدد السيسي وقتها على «أننا نتحدث عن دولة قانون، ولا يمكن لأي شخص أن يحصل على شيء من دون وجه حق». مؤكداً أن الدولة تعمل من أجل التنمية، ويتعين وضع تخطيط سريع لطرح هذه الأراضي والمشروعات على المستفيدين.
وتستهدف الحكومة المصرية في خطتها، إزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة (البالغ عددها 402) ألف حالة على مساحة 7.8 مليار متر مربع... وقد فندت أنواع التعديات على أراضي الدولة في المساحة البالغة 7.8 مليار متر مربع، و159 مليون متر مربع تعد بالبناء، و1.81 مليون فدان تعد على الأراضي الزراعية، واستردادها وتقنين الحالات الجادة، ومن المستهدف تحصيل مبلغ وقدره 100 مليار جنيه، وذلك خلال الفترة من 2018 حتى 2022... وجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية في المحافظات المختلفة على مستوى مصر، تشن حملات أمنية مكبرة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعة وأملاك الدولة.
وحذر السيسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، من خطورة التعدي على الأراضي الزراعية، قائلاً إن «التعدي على الأراضي الزراعية أمر منتشر في مختلف أنحاء الجمهورية، ولا بد أن نعي خطورة ذلك».
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الموقف التنفيذي خلال الفترة الماضية، في مجال منظومة النظافة وجمع القمامة، ورصف الشوارع وإنارتها، والتعامل مع ظاهرة البناء العشوائي، ومتابعة سلامة تشغيل المنشآت الخدمية.
وتلقى رئيس الوزراء تقريراً أمس من وزير التنمية المحلية، تناول جهود المحافظات في هذا الصدد، فيما يخصُ منظومة النظافة، وأشار التقرير إلى أنه تم رفع كميات ضخمة من التراكمات القديمة من الشوارع.
وأكد وزير التنمية المحلية أنه تم تكليف هيئة نظافة وتجميل القاهرة بإدارة المنظومة، حيث يتولى الجمع السكني متعهدو جمع القمامة ونقل المخلفات إلى محطة مناولة البساتين، ثم إلى مجمع الفرز والتدوير والمدفن الصحي جنوب مدينة 15 مايو، وتقوم شركة متخصصة بإعادة التدوير لإنتاج السماد العضوي والدفن الصحي، وتقوم الهيئة بمعرفتها من خلال معداتها وعمالها بأعمال نظافة الشوارع والميادين، كما تم إنشاء نظام متابعة ميدانية إلكترونية لتلك المنظومة.
وسبق أن نفى مركز معلومات مجلس الوزراء المصري في أغسطس (آب) الماضي، حقيقة ما تداولته كثير من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من أنباء عن زيادة رسوم جمع القمامة من المنازل إلى 24 جنيهاً شهرياً، وأكد أن المركز تواصل مع وزارة البيئة حينها، التي نفت صحة تلك الأنباء تماماً.
وقالت وزارة البيئة إن «رسوم النظافة لم ولن يطرأ عليها أي زيادة في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن المنظومة الجديدة للنظافة ستعرض على مجلس النواب (البرلمان) في دور الانعقاد المقبل»، موضحة أن المنظومة الجديدة ستعتمد على الجمع السكني من المنازل والمحلات بواسطة شركات صغيرة ومتعهدي نظافة، فضلاً عن أنه سيتم إعادة تسعير رسوم جمع القمامة في المنظومة الجديدة، وإقرارها من قبل البرلمان.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».