قال مصدر في البنتاغون، أمس، من دون أن يكشف اسمه أو وظيفته، إن قلقاً كبيراً عم مبنى البنتاغون بعد أخبار بأن الأكراد حلفاء الولايات المتحدة في سوريا قد يطلقون سراح 3200 معتقل «داعشي» وأقربائهم، وذلك احتجاجاً على قرار الرئيس ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا. ونقلت مصادر إخبارية، أول من أمس، تصريحات مسؤولين في المعارضة السورية بأن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تعتقل «الداعشيين» في شرق سوريا ستطلق سراحهم. وأن العدد يشمل 1100 من مقاتلي «داعش»، و2080 من أقاربهم، خصوصاً النساء والأطفال، بالإضافة إلى أرامل وأطفال أيتام قتل أزواجهن وآباؤهم. وقال المصدر: «سيكون أحسن خيار هو أن تتولى حكومة سوريا الإشراف على بقايا (الدواعش). لكن، هذا أحسن خيار وسط خيارات كل واحد أسوأ من الآخر». وأضاف: «في الجانب الآخر، إذا صار هؤلاء أحراراً، من دون حتى مراقبة حكومة سوريا، ستكون كارثة حقيقية، ليس فقط في المنطقة، ولكن، بصورة خاصة، في أوروبا». وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، الأسبوع الماضي، في تقرير عن مصير معتقلي «داعش»، إن كثيراً منهم معتقلون بمعتقلات في شمال شرقي سوريا، حيث يوجد مقر «قوات سوريا الديمقراطية»، حليفة الولايات المتحدة. يعنى هذا أن قلق البنتاغون من مصير المعتقلين «الداعشيين» بدأ قبل قرار الرئيس ترمب بالانسحاب من سوريا، وذلك لأن القوات الكردية الحليفة كانت تخطط لسحب قواتها من مواقع مواجهة «الداعشيين»، وقالت إنها «ستحتاج إلى جميع مقاتليها للدفاع ضد غزو عسكري تركي محتمل».
يعنى هذا أن الانسحاب الأميركي سيزيد احتمالات حرب بين تركيا والقوات الكردية الحليفة لأميركا، ما يزيد من احتمالات تخفي هذه القوات من اعتقال، وحراسة، وإعاشة «الداعشيين» ونسائهم وأطفالهم. وقال تلفزيون «سي إن إن» صباح أمس الجمعة، إن مصادر في البنتاغون أكدت زيادة القلق بسبب توقع إطلاق سراح «الداعشيين». وأضاف التلفزيون أن انقساماً قد يحدث وسط «قوات سوريا الديمقراطية»، حليفة واشنطن، وذلك لأن المقاتلين العرب والأكراد داخل هذه القوات قد تكون لهم أجندة مختلفة. وأضافت القناة التلفزيونية أن القوات الأميركية كانت ضغطت على حلفائها الأكراد لضم آلاف من المقاتلين العرب إليها، حتى لا تكون المواجهة فقط بين الأكراد والعرب، خصوصاً مواجهة السنة في سوريا والعراق. وأن المقاتلين العرب صاروا يشكلون الآن نحو 40 في المائة من القوات حليفة الولايات المتحدة، التي يصل قوامها إلى 75 ألف مقاتل. وقالت القناة التلفزيونية إن تدريب المقاتلين العرب، وتقديم المشورة للقوات الحليفة، وتمويلها، وتزويدها، تم كله بخطط، وأسلحة، وأموال أميركية.
وجاءت تصريحات قلق البنتاغون من احتمال إطلاق سراح آلاف «الداعشيين» بعد تحذيرات سابقة بأن «داعش»، حقيقة، لم ينهزم بعد أن سقط «داعش» في الشهر الماضي.
واتفق عدد من الخبراء الأميركيين الذين عملوا، أو يعملون، في مجال الحرب ضد الإرهاب، على أن خطر تنظيم داعش لن ينتهي بنهاية دولة ما يسمى «الخلافة». وأشار هؤلاء الخبراء، في تقرير مشترك، إلى موجات مؤامرات وتفجيرات وعنف صارت تعم العالم تقريباً. وأن تنظيم داعش يبدو عازماً على نشر مزيد من الهلع والعنف، خصوصاً في دول أوروبية وفي الولايات المتحدة.
وقال راسل ترافرز، نائب رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب (إن سي سى)، في واشنطن، «إذا نظرتَ عبر العالم، لا بد أن تلاحظ محافظة تنظيم داعش على الطبيعة المتماسكة له. لم يحدث أي تفكك، على الأقل حتى الآن. ويظل (داعش) يواصل نشر رسالته، قولاً وفعلاً، ويتردد صداها عبر العالم».
وقال كريستوفر بي كوستا، مدير كبير سابق في قسم الحرب ضد الإرهاب في مجلس الأمن الوطني بالبيت الأبيض في عهد الرئيس ترمب، «تظل شبكة (داعش) تنتشر حول العالم. أخشى أنه من دون استمرار الضغط على الإرهابيين، خصوصاً حيث توجد مساحات شاسعة غير خاضعة لحكومات ضعيفة، سيستخدمها الإرهابيون ملاذات. وستكون هناك تهديدات متجددة».
وأضاف ترافرز أن «الاضطرابات المستمرة في سوريا تجعل من الصعب على وكالات التجسس مراقبة الإرهابيين الهاربين». وقال: «أنا قلق بسبب المقاتلين المتمرسين جداً، الذين سيظهرون بشكل دوري هنا وهناك. نحن نتعقب بعضهم، ولا تعقب لآخرين».
خلال الشهور القليلة الماضية، وضمن سلسلة تصريحات جنرالات أميركيين، قالوا إن الحرب ضد تنظيم داعش ليست قصيرة وليست سهلة، قال قائد قوات «المارينز»، الجنرال روبرت نيلر، إن هذه الحرب «يجب أن تتضمن مشاركة مباشرة في القتال في سوريا والعراق ومساعدة دول أخرى في ذلك»، كما أوردت وكالة «رويترز» في ذلك الوقت.
وأضاف، في فيديو نشره موقع البنتاغون على الإنترنت، أن الولايات المتحدة «لا تملك الإمكانات الكافية، ولا تستطيع بمفردها، مواجهة (داعش) في كل المنطقة، ولذلك تتضمن استراتيجيتها إقامة تحالفات مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب بشكل فعال».
البنتاغون قلق من إطلاق سراح 3200 «داعشي»
البنتاغون قلق من إطلاق سراح 3200 «داعشي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة