وزير الطيران المدني المصري: نقل 1215 مصريا من النازحين من ليبيا

القاهرة تقيم جسرا جويا لنقل مواطنيها العالقين في تونس

شغب وفوضى واشتباكات في معبر رأس جدير التونسي.. ومئات المصريين النازحين من ليبيا يسعون إلى مغادرة المعبر الحدودي أمس (رويترز)
شغب وفوضى واشتباكات في معبر رأس جدير التونسي.. ومئات المصريين النازحين من ليبيا يسعون إلى مغادرة المعبر الحدودي أمس (رويترز)
TT

وزير الطيران المدني المصري: نقل 1215 مصريا من النازحين من ليبيا

شغب وفوضى واشتباكات في معبر رأس جدير التونسي.. ومئات المصريين النازحين من ليبيا يسعون إلى مغادرة المعبر الحدودي أمس (رويترز)
شغب وفوضى واشتباكات في معبر رأس جدير التونسي.. ومئات المصريين النازحين من ليبيا يسعون إلى مغادرة المعبر الحدودي أمس (رويترز)

أعلن الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني المصري، أن الجسر الجوي الذي نظمته الوزارة منذ الخميس الماضي نقل 1215 مصريا من النازحين من ليبيا عن طريق مطار جربا التونسي، بعد عبور المصريين الحدود الليبية - التونسية. جاء ذلك في بيان إعلامي أصدرته وزارة الطيران مساء أمس. وقال كمال: «يجري التنسيق بشأن الجسر الجوي لنقل المصريين النازحين من ليبيا مع وزارة الخارجية والسلطات التونسية، حيث من المقرر وصول عدد من رحلات الجسر الجوي الساعات المقبلة، وأن هذا الجسر على نفقة الحكومة المصرية بشكل كامل ولا يجري مطالبة العائدين بسداد قيمة تكلفة عودتهم». وقال: «يجري بشكل كامل التنسيق مع السلطات التونسية لاستقبال طائرات الجسر الجوي المصري بمطار جربا التونسي، حيث يجري السماح بوجود طائرة مصرية على أرض مطار جربا التونسي طوال اليوم، حتى تتوافر أماكن للمصريين الذين يصلون إلى مطار جربا على مدار الأربع وعشرين ساعة».
من جهته، أكد السفير المصري لدى تونس، أيمن مشرفة، أمس، أن بلاده ستقيم جسرا جويا من تونس لإخراج آلاف المصريين العالقين في ليبيا على الحدود التونسية.
وقال مشرفة للصحافيين إثر اجتماع مع مسؤولين ليبيين وتونسيين في تونس: «يوجد نحو ستة آلاف مصري ينتظرون إجلاءهم. والحكومة تتعهد بإقامة جسر جوي ينقل ما بين 2000 إلى 2500 شخص يوميا». وأوضح أن مصر تدرس أيضا إمكانية إقامة خط بحري من ميناء جرجيس (جنوب شرق) دون أن يحدد جدول مواعيد إجلاء المصريين العالقين منذ أيام في ليبيا بالقرب من مركز رأس جدير الحدودي مع تونس.
وكانت الحكومة التونسية حثت الجمعة 50 ألفا إلى 80 ألفا من مواطنيها على العودة إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، وحذرت من أنها غير قادرة على استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الأجانب، حيث يعمل الكثير من الرعايا العرب والآسيويين في ليبيا، كما كان الحال خلال حرب عام 2011. ولم تعد تونس تسمح بالمرور سوى لرعايا الدول التي تتعهد بسرعة إعادتهم إلى بلادهم. وجرى تخصيص مطاري جربة وقابس لهذا الغرض، حسب الحكومة.
وقال الأمين العام لوزارة الخارجية التونسية محمد علي شيحي: «نأمل ألا نشهد تكرارا لأحداث مثل أحداث الأمس» الجمعة حين حاولت أعداد من المنتظرين على الجانب الليبي من الحدود دخول الأراضي التونسية عنوة، مما اضطر قوات الأمن والجيش التونسي لصدها ثم تعليق العبور.
ولم يفتح مركز رأس جدير إلا لساعات قليلة صباح السبت لتمرير ليبيين وتونسيين أمضوا الليل على الحدود.
وتشهد ليبيا منذ منتصف يوليو (تموز) مواجهات دامية بين الميليشيات المتنافسة في طرابلس وبنغازي (شرق).
ومنذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي الذي قتل في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 بعد حركة تمرد مدعومة من الغرب استمرت ثمانية أشهر، لم تتمكن السلطات الليبية من السيطرة على العشرات من الميليشيات المتمردة السابقة التي تفرض قوانينها في البلاد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.