أعلن عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، أن منتخب بلاده سيدخل نهائيات كأس أمم آسيا المقررة في الخامس من يناير (كانون الثاني) المقبل في الإمارات العربية المتحدة بطموح كبير، وهدفه في ذلك الوصول إلى الدور نصف النهائي من هذه البطولة القارية الكبيرة، وتأكيد أن الكرة العراقية تستحق أن تبقى في مكانة مرموقة على المستوى القاري رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها.
وتطرق مسعود في حوار لـ«الشرق الأوسط» إلى المستجدات في الكرة العراقية، ومشاركة فرق في الملحق المؤهِّل لدور المجموعات بدوري أبطال آسيا، ومستجدات رفع الحظر عن الملاعب العراقية، وكذلك تطبيق الاحتراف الداخلي، وغيرها الكثير من الأمور التي تهم الرياضيين العراقيين.
كما تحدث عن الانتخابات الآسيوية المقبلة التي ستشهد هذه المرة تنافس ثلاثة مرشحين عرب خليجيين في الجمعية العمومية المقررة في السادس من أبريل (نيسان) المقبل 2019، في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم كشف الكثير من الأمور خلال هذا الحوار مع «الشرق الأوسط»:
> كيف ترى استعدادات المنتخب العراقي للمشاركة في نهائيات كأس آسيا المقبلة في الإمارات؟
- الاستعدادات تسير وفق ما هو مخطط له، حيث نخوض مباريات ودية قوية ونجتمع في معسكرات تدريبية بشكل منظم وسنكون مع انطلاقة هذه البطولة جاهزين من أجل صنع إنجاز جديد للكرة العراقية.
> ماذا عن الفترة الماضية من الإعداد والمرحلة الأخيرة قبل السفر إلى الإمارات وخوض هذه البطولة القارية الكبيرة؟
- قبل قرابة الشهرين شاركنا في الدورة الرباعية الدولية التي كانت فيها منتخبات عالمية كبرى مثل البرازيل والأرجنتين إضافة إلى المنتخب السعودي المستضيف والقوي أيضاً على مستوى القارة، وخضنا مباراتين ضد الأرجنتين والسعودية ولم يكن يهمنا الفوز في هاتين المباراتين بقدر همنا الاستفادة الفنية من الوجود في هذه البطولة التي منحت الثقة للاعبينا.
> هناك عوائد مالية مجزية أيضاً حصلتم عليها تتمثل في مبلغ مليون دولار، ما الذي يمكن أن تساعد به في مراحل الإعداد؟
- لم يكن الهدف من المشاركة في البطولة الرباعية مادياً أبداً، ولكن الهدف الأول هو تلبية الدعوة السعودية الكريمة وتعزيز أواصر الأخوة والترابط والعلاقات الاستراتيجية التي نبنيها مع الجانب السعودي في الجانب الرياضي، وقد عقدنا قبل أشهر «توأمة» من خلال وزير الشباب العراقي السابق عبد الحسين عبطان، والمستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، وحظيت هذه التحركات الإيجابية بدعم حكومي كبير من قبل قادة البلدين الشقيقين، والجميع يعلم أن المنتخب السعودي حضر للعراق وخاض مباراة ودية ضد منتخبنا في مساهمة جدية وجديرة بالتقدير للمساهمة في رفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، كل هذه مؤشرات ممتازة وعمل حقيقي من أجل أن تتعزز العلاقات بين البلدين الشقيقين ولا تشوبها أي شوائب.
> في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها الاتحاد العراقي، كيف ستكون بقية مراحل الإعداد؟
- الأمور تسير وفق ما يُرام، وبعد مشاركتنا في البطولة الرباعية في الرياض، خضنا مباراة ودية ضد منتخب بوليفيا قبل أكثر من أسبوعين وانتهت المباراة سلبية في الإمارات، وفي المرحلة الأخيرة سنعسكر في الدوحة بعد منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ونخوض مباراتين وديتين أمام أوزبكستان وفلسطين قبل التوجه إلى أبوظبي وخوض المنافسات القارية في مجموعة لن تكون سهلة بكل تأكيد في وجود منتخبات إيران واليمن وفيتنام.
> كيف ترى حظوظ المنتخب العراقي في هذه البطولة، وهل من السهل عبور هذه المجموعة؟
- الحظوظ قوية، وأعتقد أن المنتخب الإيراني منتخب قوي ومتمرس جداً، وهو المنافس الأقوى للعراق في هذه المجموعة، أما بالنسبة إلى اليمن وفيتنام فإن الاستهانة بهما أمر خاطئ، لن يكون طريقنا مفروشاً بالورود، يجب أن نحترم جميع المنتخبات في المجموعة حتى نستطيع العبور والمواصلة.
على المستوى الشخصي أتمنى تأهل العراق واليمن كمنتخبين عربيين ولكن في كرة القدم كل شيء معقول، وأتمنى للمنتخب اليمني الشقيق أن يظهر بالقوة التي تجعله قادراً على العبور معنا للدور الثاني، ومن ثم المواصلة.
> ما الطموحات للمنتخب العراقي بعد تجاوز دور المجموعات؟
- بكل تأكيد الطموحات كبيرة، نحن أبطال آسيا قبل 12 عاماً وآخر منتخب من غرب آسيا وعربي أيضاً يحقق هذه البطولة القارية، ولذا سنسعى لتحقيق الإنجاز من جديد وهذا ليس مستحيلاً، وإن لم نوفَّق في ذلك فيمكن القول إن المنتخب قادر على الوصول للدور نصف النهائي، بكل تأكيد طموحنا كبير وسنحظى بدعم قوي خصوصاً من الجمهور العراقي الموجود في دولة الإمارات، حيث سيقفون مع منتخب بلادهم بكل قوة وسيكون وجودهم مؤثراً في سبيل تحقيق إنجاز جديد تستحقه الكرة العراقية.
> هل لديكم الإمكانيات الفنية والمالية للمواصلة في هذه البطولة... الجميع يعلم أن المال عامل مهم جداً من أجل المواصلة خصوصاً من أجل دفع المكافآت والمحفزات التي تجعل اللاعبين يقدمون أفضل ما لديهم داخل أرض الملعب؟
- أخالفك الرأي في النقطة الثانية في ما يتعلق بالجانب المالي، في العراق المال ليس كل شيء واللاعب العراقي يضحي من أجل وطنه بالشيء الكثير ويقدم كل ما لديه حباً في بلاده وبهدف رفعتها، ولنا في ما حصل في نهائيات كأس آسيا 2007 نموذج حي وواقعي، المنتخب العراقي لم يحفز مالياً ليحقق ذلك اللقب ولكن كان الحافز معنوياً بشكل أكبر، حتى العديد من المنجزات تحققت في وقت يعاني فيه المنتخب من أزمة مالية وضعف في مصادر التمويل.
في هذا الموضوع، تحديدا أحب أن أطمئن جميع العراقيين أن الحكومة لم تقصّر في الدعم ولكن الذي أشدد عليه أن المال لن يكون الحافز الرئيسي من أجل تحقيق منجز في البطولة القارية المقبلة.
أما في ما يخص الجانب الفني، فالمنتخب العراقي لديه مجموعة من اللاعبين المميزين من أصحاب الخبرة والشباب الصاعدين سواء الموجودين في الدوريات المحلية أو الإقليمية أو حول العالم في بعض الدول، حيث يعيشون هناك ولكنهم يحملون الجنسية العراقية ويحظون بمتابعة دائمة ودقيقة من قبل الجهاز الفني والإداري ويكونون معنا في المعسكرات الإعدادية والبطولات التي نشارك بها ولذا المنتخب العراقي قادر على تكرار إنجاز 2007 أو على الأقل الوصول إلى دور متقدم، كما حصل في النسخة الأخيرة، حيث وصل إلى الدور نصف النهائي وحل في النهاية رابعاً.
> علاقاتك مع عدد من النجوم القدامى متوترة إلى حد كبير يتقدمهم النجم الكبير يونس محمود الذي رفع آخر كأس قارية للعراق كقائد للمنتخب، والحديث يدور حول عدم دعوتهم للوجود ضمن البعثة المشاركة في نهائيات كأس آسيا، هل تعتقد أن ذلك يؤثر سلباً على المنتخب الوطني بشكل عام وعليك بشكل خاص؟
- أحترم جميع النجوم الذين حققوا منجزات للكرة العراقية وجميعهم محل تقدير لديّ ولدى الشعب العراقي كافة، ولكن الشيء الذي أود أوضحه أن هناك مَن يطلب أن يكون النجوم ضمن البعثة وهذا غير ممكن لأن لدينا عدداً معيناً لا يتجاوز «43» شخصاً يتم رفعه واعتماده من الاتحاد القاري، ولذا ليس ممكن أن تتم إضافة أسماء على أنهم نجوم دون مناصب رسمية، بكل تأكيد سيحظى النجوم العراقيون بكل ما يمكن من الدعم والتقدير، وهناك تحركات لكي يدعمنا جمهور يأتي من العراق إلى الإمارات. لنجعل مصلحة العراقيين فوق كل اعتبار ونبتعد عن الأمور التي يمكن أن تُحل بسهولة، نحن عراقيون وبيتنا واحد، ولذا لا أتمنى أن تصعد مثل هذه الأمور وتنسينا المهمة الأكبر وهي المشاركة القوية في نهائيات كأس آسيا.
> ستحظى الكرة العراقية في النسخة القادمة بمشاركة ممثل لها في ملحق دوري أبطال آسيا وهي المنافسة الأقوى في القارة على مستوى الأندية، كيف ترى أهمية هذه المشاركة خصوصاً أن العراق لا يطبق الاحتراف داخلياً؟
- ستكون هناك أهمية كبيرة بوجود فريق القوة الجوية في الملحق القاري وهي خطوة للأمام بكل تأكيد، أما في ما يخص الاحتراف فأعتقد أنه سيطبَّق من العام المقبل، وقد تقدمنا خطوات مهمة جداً في هذا الجانب.
وأما في ما يتعلق بإيقاف اللعب للمباريات الدولية فهناك رفع جزئي في عدد من المدن الكبرى مثل البصرة وكربلاء وأربيل، ومتفائلون بأن الخطوة القادمة ستكون رفع الإيقاف عن ملاعب بغداد، حيث نواصل الجهود وبدعم الأشقاء من أجل تلبية المتطلبات في هذا الشأن.
> قبل أيام تم إغلاق باب الترشيحات للمناصب المتعلقة بالاتحاد الآسيوي وتقدم في الساعات الأخيرة الإماراتي محمد الرميثي، والقطري سعود المهندي، لمنافسة الشيخ سلمان بن إبراهيم على المنصب الذي يشغله، أين سيذهب الصوت العراقي؟
- أعتقد أن المنافسة ستكون قوية، والتكتلات والتحالفات ستحضر بكل تأكيد، ولكن نحن نرتبط بعلاقات مميزة جداً مع الجميع، لا نعمل مع أحد ضد أحد، وصوتنا سيذهب لمن نراه أنسب ويخدم الكرة الآسيوية، كلنا أشقاء، وبحكم أنني نائب لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يرأسه المستشار تركي آل الشيخ فسيكون لنا الموقف الذي نراه مناسباً، في النهاية أكرر أن الجميع أشقاء وعرب من منطقة الخليج العربي ونتمنى أن يحالف التوفيق من لديه القدرة على تقديم الشيء الإيجابي بشكل أكبر للقارة الآسيوية بعيداً عن الأسماء والحساسيات.
> ترشحت لمنصب عضوية المكتب التنفيذي، هل تتوقع أنك قادر على حصد الأصوات اللازمة للفوز بمقعد في الانتخابات المقبلة؟
- علاقتي مع الجميع ممتازة، وأقف على مسافة واحدة، وأثق بأصدقائي دائماً، ولذا أعتقد أنني سأفوز بمنصب في الانتخابات المقبلة، ليس همّي المناصب بقدر رغبتي في المساهمة في دفع عجلة ومسيرة كرة القدم الآسيوية وخدمتها بشكل رسمي من خلال المنصب الرسمي فيها.
> هل تتوقع أن تكون هناك صراعات قوية خصوصاً في ما يتعلق بالمرشحين لمنصب الرئيس؟
- الأكيد أنه سيحصل تنافس، وأتمنى ألا تكون كلمة صراعات هي الطاغية، نحن في مجتمع رياضة تجمّع ولا تفرّق وكذلك كرة قدم حيث الجميع يسعى أن تحقق الأهداف السامية لها فوق الأهداف الشخصية، والأكيد أن هناك تحالفات وتكتلات ستحصل، وهذا أمر طبيعي في كل منافسة على كرسي يكون المرشحون لحصده عدداً من الأسماء التي لها تأثير في محيطها.
> بحكم أنك النائب الثاني للاتحاد العربي لكرة القدم كيف ترى المشاركة العربية الأكبر في نهائيات كأس آسيا المقبلة؟ وماذا تتوقع أن تحقق؟
- شيء إيجابي كبير جداً أن يكون هذا العدد من المنتخبات هو الأكبر خصوصاً في ظل رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى «24» منتخباً، وأتمنى أن يكون الحضور العربي مؤثراً بالفعل في المنافسة وليس في عدد المشاركين، والأماني والآمال كبيرة أن يكون بطل النسخة القادمة منتخباً عربياً.
> أخيراً، كيف ترى تأثير العرب في الاتحاد القاري من حيث القدرة على تشكيل تكتل وتسيير الأمور بطريقة تضمن عدم تعرضهم للإجحاف في الفترة المقبلة؟
- الاتحاد القاري يقوده عرب منذ فترة، وحالياً رئيسه البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، والمنافسون على رئاسته في الانتخابات المقبلة أيضاً عرب خليجيون، ولكن الأهم كما ذكرت أن من يقوده يكون قادراً على أن يبقيه أو يعزز قوته في المناسبات العالمية، نريد ممن يقود الاتحاد الآسيوي أن يخدمه من كل النواحي ولا يكون الاتحاد القاري ضعيفاً، القوة مهمة وعلى هذا الأساس يمكن القول: إن من يثبت أنه قادر على قيادة الاتحاد القاري وتحقيق طموحات الآسيويين هو من سيفوز في الانتخابات المقبلة، الوضع لا يتعلق بالأسماء بل بالأفعال والقدرات على أن يكون الهرم القاري قوياً.
عبد الخالق مسعود: تاريخياً... لاعبو العراق لا يلعبون من أجل «المال»
رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم أكد ثقته بالفوز بعضوية تنفيذية المكتب القاري
عبد الخالق مسعود: تاريخياً... لاعبو العراق لا يلعبون من أجل «المال»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة