بيت الشعر المغربي يمنح اللبناني وديع سعادة «جائزة الأركانة»

الشّاعر اللبناني وديع سعادة
الشّاعر اللبناني وديع سعادة
TT

بيت الشعر المغربي يمنح اللبناني وديع سعادة «جائزة الأركانة»

الشّاعر اللبناني وديع سعادة
الشّاعر اللبناني وديع سعادة

أعلن «بيت الشعر في المغرب» أن «جائزة الأركانة العالمية للشعر» لسنة 2018، في دورتها الثالثة عشرة، آلت إلى الشاعر اللبناني وديع سعادة، ليكون سادس مبدع عربي يتوج بهذه الجائزة، بعد المغربي محمد السرغيني في 2005، والفلسطيني محمود درويش في 2008، والعراقي سعدي يوسف في 2009، والمغربي الطاهر بن جلون في 2010، والمغربي محمد بنطلحة في 2016.
وضمت لجْنَة تحْكيم دورة هذه السنة من الجائزة، التي أحدثها «بيت الشعر في المغرب» عام 2002، التي سبق أن فاز بها من غير المغاربة والعرب، شعراء من الصين والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا والنيجر، كلاً من الناقد عبد الرحمان طنكول (رئيساً)، والناقد خالد بلقاسم، والشّعراء رشيد المومني ونجيب خداري ومراد القادري ورشيد خالص وحسن نجمي الأمين العام للجائزة.
وعن مبرّرات اختيار سعادة فائزاً بدورة هذه السنة من «الأركانة»، أشار «بيت الشّعر في المغرب» إلى أن الشاعر اللبناني «قدّم طِيلة نِصف قرنٍ، مُنجزاً شِعرياً متفرّداً أسْهم بجماليتِه العالية، في إحْداث انْعطافة في مسار قصِيدة النّثر العربيّة وفتْحِها على أفقٍ كوني يحْتفي بالشّخصي والإنساني والحياتي. ففي مزيجٍ مكثّفٍ ومدْهِشٍ، من البلاغة الرومنطيقية المُتأخرة، ومن الفانتازيا، ومن الشّذرية، ومن السّردي والسير ذاتي، يُقطّرُ وديع سعادة نصُوصَه بلغة شديدة الصّفاء، محاولاً إعادة ترْكيب الحياة، ممجّداً الغِياب والعابرين في قلقٍ وجُودي عمِيق وآسر، يُضيءُ العدَم ويُعانِقه، ويُؤنْسِنُ الطبيعة والأشياء»، مع الإشارة إلى أنه «أعْلن مبكّراً، في مجمُوعته الأولى (ليس للمساء إخوة)، انْكسار زجاجة العالم في يَده، فدأبَ على بِناء عوالِمه، وشُرُوخ ذاته، داخل الهشاشة، والحلم، والوهم، والنّبرة الخافتة، والحِكمة، والجنُون، وضجِيج الصّمت، وحَطب الذكرى، ملاحِقاً الأثر الذي يذوبُ ويزُول. هو الذي انتمى إلى كثير الأمكنة، وإلى اللامكان، ليكتبَ أسْطورة المَنافي ويمْحُوها، ليكتب أسْرار الماء والغابة، ليتذكّر الشّجر والحَجر والريحَ والذّئب الذي يُطاردُ الخرُوف في قلب الشّاعر. قصيدتُه انفلتت باكراً أيضاً من إسَار عمُود الشعر لتُلامس رحَابة الشّعر في نثْر الحياة وتَحرّرها وتمرّدها. وتعلّم أنّ ماءَ الشّعر لن ينْساب فِي أعْطاف القصيدة إلاّ حين يقُولُ ذاتَه. وهكذا كانت سِيرته هي شِعْره، لا شيء خارجَها، حيث يرتَطِمُ الشّعْر دوماً، بالشّاعر، في جدلٍ حميم، تتعدّدُ ألوانُه وظِلاله وأضْواؤُه، وتتحوّل وتتباعد لتتلاحم وتتناغم أكثر فأكثر... فتصير نبْعاً منه تنْبجِسُ قطرة الشّعر وإليه تعُود».
ولم ينس «بيت الشعر في المغرب» أن يستعرض جانباً من سيرة هذا الشّاعر اللبناني، فقال عنه إنّه ولد يوم 6 يوليو (تموز) 1948 في قرية شبطين شمال لبنان، وعمِل في الصّحافة العربية في بيْروت ولندن وباريس وأثينا ونيقوسيا، قبل أنْ يُهاجر مع أسرته إلى أستراليا أواخر العام 1988. ولا يزال يُمارس الصّحافة في مدينة سيدني الأسترالية، ويكتب في عددٍ من صُحف ومجلات الوطن العربي، كما صدرت له مجاميع شعرية، بينها «ليس للمساء أخوة» (1981)، و«المياه المياه» (1983)، و«رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات» (1985)، و«مقعد راكب غادر الباص» (1987)، و«بسبب غيمة على الأرجح» (1992)، و«محاولة وصل ضفتين بصوت» (1997)، و«نص الغياب» (1999)، و«غبار» (2001)، و«رتق الهواء» (2006)، و«تركيب آخر لحياة وديع سعادة» (2006)، و«من أخذ النظرة التي تركتُها أمام الباب؟» (2011)، و«قل للعابر أن يعود، نسي هنا ظلَه» (2012). كما منحت له، سنة 2011، «جائزة ماكس جاكوب» الفرنسية الشهيرة عن الأنطولوجيا التي أعدها له وترجم نصوصها أنطوان جوكي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.