في وقت أعلنت فيه بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) إحصائيتها الشهرية بشأن ضحايا العنف في العراق لشهر يوليو (تموز) الماضي، الذين بلغ عددهم 1700 قتيل بانخفاض نحو 700 قتيل عن شهر يونيو (حزيران)، فإنه، وطبقا للأرقام التي تعلنها المصادر الرسمية، ومن بينها مؤتمرات الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة، بلغ عدد قتلى «داعش» خلال الشهر الماضي أربعة آلاف و848 قتيلا، في نحو سبع محافظات عراقية.
وتشير الإحصائية الحكومية إلى أن نحو ثلث قتلى «داعش» سقطوا في ضربات جوية قامت بها القوة الجوية وطيران الجيش في الثلث الأخير من يوليو (تموز)؛ ففي محافظة صلاح الدين تشير الإحصائية إلى مقتل 1282 من عناصر «داعش»، وفي ديالى 1101، وفي الأنبار 906، وفي الموصل 586، وفي بابل 595، وفي بغداد 153، وفي كركوك 225.
في السياق نفسه، أعلنت الأجهزة الأمنية العراقية أنها أحبطت عملية «غزوة العيد» التي كانت «داعش» تنوي شنها للسيطرة على العاصمة بغداد. وكانت قيادة عمليات بغداد نفت، الشهر الماضي، وجود مسلحين عند أطراف بغداد، أو حصول مواجهات، معترفة في الوقت نفسه بوجود خلايا نائمة في بعض أحياء العاصمة، وتجري معالجتها استخباراتيا، لكن الإعلان عن إحباط خطة لـ«داعش» للسيطرة على بغداد، يتناقض مع تلك التصريحات. وطبقا لما أعلنه مصدر مسؤول في الشرطة الاتحادية في تصريح، فإن قوة خاصة من منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية اعتقلت المسؤول العسكري العام لـ«داعش» في قاطع الكرخ ومساعده، مشيرا إلى أن «المعتقلين خلال التحقيقات الأولية معهما أنكروا التهم الموجه لهما، ولكن بعد العثور على جهازي هاتف جوال مربوطين ببطاريتين تستخدمان لأغراض التفجير داخل العجلة التي كانا يستقلانها اعترفا على قياديين في ولاية بغداد».
وأضاف المصدر المسؤول أن «قوة خاصة تحركت على الفور، ونفذت عملية أمنية في بغداد، أسفرت عن اعتقال القيادي المدعو معاذ نزار عبد المعين المكنى (أبو عبد الله)، والقيادي عمار علي خليل عبد الحسين الخزعلي»، مؤكدا أن «أبو عبد الله اعترف بلقائه عددا من قادة (داعش) في الفلوجة، والاتفاق على شن غزوة على بغداد قبيل عيد الفطر». وأكد المصدر أن «الخزعلي كان مكلفا بتجهيز مواد تكفي لعدد من الانتحاريين والسيارات المفخخة قبيل غزوة العيد، كما اعترف بنقل الانتحاريين والأحزمة الناسفة والعجلات المفخخة من أطراف الفلوجة إلى بغداد».
بدوره، أكد مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى هويته، أنه «برغم أن تنظيم داعش يعتمد في كثير من تحركاته وتصرفاته على التهويل الإعلامي ورفع معنويات أصحابه في مناطق أخرى قد يكونون محاصرين فيها، لكنه من جانب آخر يعمل على خطط استراتيجية في الوصول إلى أهداف يراها مفصلية، وفي المقدمة منها العاصمة بغداد، بعد أن يعمد إلى خلخلة الجهود الأمنية في مناطق الأطراف».
وأضاف المسؤول الأمني أن «خطوات التحرك وإن كانت مكشوفة لدينا ونعمل على إحباطها، مثلما حصل في غزوة العيد التي نظر إليها الكثيرون حتى من بين المحليين والخبراء الأمنيين على أنها جزء من الماكينة الإعلامية لـ(داعش)، فإنه يسعى لتحقيق أهدافه بوسائل شتى، بالاعتماد بالدرجة الأساس على الخلايا النائمة».
وأشار المسؤول الأمني إلى أن «بعض المناطق الرخوة تتيح لـ(داعش) مواطئ أقدام بالاعتماد على تلك الخلايا وحدها، بينما في مدينة مثل بغداد، فإنها يكفيها الوصول إلى بعض أطرافها وتكثيف التفجيرات في بعض المناطق لتسوق هذا الهدف إعلاميا».
في غضون ذلك، بدأت القوات العراقية حملة قوامها تكثيف القصف الجوي على منطقة جرف الصخر، شمال محافظة بابل (جنوب غربي بغداد)، بعد أن حقق مسلحو «داعش» تقدما فيها.
وقالت الاستخبارات العسكرية في بيان، أمس، إن «طائرات حربية قصفت تجمعات لتنظيم (داعش) في ناحية جرف الصخر (60 كلم شمال بابل)، مما أسفر عن مقتل 15 من عناصر التنظيم وإصابة 40 آخرين وتدمير ثلاث عجلات كان يستقلها المسلحون».
وأضاف البيان أن «الطائرات الحربية مستمرة بقصف مواقع التنظيم في جرف الصخر». بدورها، أفادت مصادر عسكرية بقتل 23 من قوات الأمن، 11 جنديا و12 من عصائب أهل الحق، خلال اشتباكات وهجمات متفرقة وقعت، أمس، مع مسلحي «داعش» في ناحية جرف الصخر. وأشارت المصادر إلى مقتل 37 مسلحا في المعارك.
القوات العراقية تعلن إحباط خطة لـ«داعش» لاحتلال بغداد
مقتل العشرات من جنودها والميليشيات في معارك جنوب العاصمة
القوات العراقية تعلن إحباط خطة لـ«داعش» لاحتلال بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة