محكمة بلجيكية تلزم الحكومة بتوفير الوثائق المطلوبة لإعادة أطفال «الدواعش»

TT

محكمة بلجيكية تلزم الحكومة بتوفير الوثائق المطلوبة لإعادة أطفال «الدواعش»

قال عضو البرلمان البلجيكي هانس بونتي، إن الدولة البلجيكية من خلال سفاراتها أو قنصلياتها في الخارج، يجب أن تتحرك لمساعدة الأطفال الذين يحملون الجنسية البلجيكية، وتوفير الوثائق المطلوبة لهم لإعادتهم إلى بلجيكا. وجاء ذلك تعليقاً على قرار محكمة بروكسل، بإلزام الحكومة بتوفير وثائق السفر المطلوبة، لطفلتين من أطفال «الدواعش»، تعيشان الآن في أحد المعسكرات على الأراضي التركية.
وقال قاضي محكمة بروكسل، أول من أمس، إن على الدولة البلجيكية أن تزود طفلتي أمينة غزال بوثائق سفر، حتى يتمكنوا من القدوم إلى بلجيكا. وقد أعلن ذلك بعد دعوى قضائية رفعت ضد الدولة البلجيكية من قبل جدة طفلتين ولدتا في سوريا (2 و4 سنوات) وأمهما محتجزة حالياً في تركيا بتهمة الإرهاب، وتتولى خالتهما رعايتهما الآن في تركيا، ولكن ليس لديهن شهادة ميلاد أو وثائق هوية تمنحهن حق الحصول على وثائق السفر.
وغادرت أمينة غزال، البالغة من العمر 29 عاماً، بلجيكا، قبل 6 سنوات للانضمام إلى منطقة خاضعة لهيمنة تنظيم داعش، وولدت طفلتين هناك من رجل بلجيكي، وحُكم عليها في 3 أبريل (نيسان) في تركيا بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الإرهاب. وكانت والدة أمينة غزال في تركيا من اعتنى بالطفلتين لفترة من الوقت ثم خالتهما. ورفعت الجدة رحمة عياد التي دافع عنها المحامي محمد أوزدمير، دعوى ضد الدولة البلجيكية، تقول إن الطفلتين لا تحصلان على استقبال أو تثقيف مناسب في تركيا، ويجب إعادتهما إلى بلجيكا من أجل العيش في ظل طفولة محترمة. ويجادل المحامي بأن الطفلتين يحملان الجنسية البلجيكية؛ لأن والدهن بلجيكي، والدولة من جانبها تعتقد أنه يجب أولاً على الأم تسجيل الطفلتين في بلجيكا للعودة إلى الوطن، ولكن هذا المنطق لم يقنع قاضي محكمة بروكسل، معتبراً أنه من واجب الدولة تزويد الطفلتين بوثائق السفر، وحسب الإعلام البلجيكي، فإن الدولة لا تزال لديها إمكانية الطعن في هذا القرار. وفي أواخر الشهر الماضي، ومن مناطق الصراعات حيث مخيمات احتجاز أرامل وأطفال «داعش»، إلى مقر البرلمان البلجيكي، جاء البروفسور خيرت لوتس، ليقدم تقريراً أعده مع بعثة طبية بلجيكية، وذلك خلال نقاش جرى داخل البرلمان حول هذا الملف، تحت عنوان: «عائلات الدواعش من الأوروبيين في روجافا، أين الحكومات الأوروبية؟».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال البروفسور النفساني خيرت لوتس: «الأمر يتعلق بأطفال وأرامل في معسكرات احتجاز، وتقريرنا يؤكد على أنهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية، وينتظرهم شتاء قارس، ويعيشون في أماكن لا تسمح للأطفال بأن يكبروا في ظروف طبيعية، وتجب إعادتهم بسرعة لدمجهم بشكل طبيعي في المجتمع البلجيكي. إنه الوقت المناسب الآن لإعادة هؤلاء ودون تأخير. هذا وقد سلمت البعثة الطبية البلجيكية التي زارت معسكرات عائلات الدواعش، نسخة من تقريرها إلى وزارات العدل والداخلية والخارجية في بروكسل، في انتظار تحرك سريع منهم للتعامل مع هذا الملف».
وفي مطلع الشهر الماضي، تلقت محكمة بروكسل، دعوة مستعجلة، لمطالبة الدولة البلجيكية بضرورة إعادة أطفال الدواعش إلى عائلاتهم في بلجيكا، وفي تعليق على هذا الأمر، قال وزير الداخلية البلجيكية جان جامبون، بأن تصرفات الآباء هي التي جعلت الأطفال يصلون إلى هذه الوضعية الصعبة. وحسب الإعلام البلجيكي، طالب الدفاع بإلزام الحكومة بدفع غرامة مالية عن كل يوم تأخير في استرجاع الطفلتين.
وفي تعليق له على هذا الأمر، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس، إن هناك اتصالات مع أسرة الطفلتين في بلجيكا حول هذا الملف، مضيفاً أنه طلب من سفارتي بلجيكا في كل من الأردن ولبنان إجراء الاتصالات اللازمة، وخاصة مع المنظمات الناشطة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، في محاولة لمعرفة مكان وجود الطفلتين، وبعدها سوف نقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية البلجيكية لتحديد الخطوات القادمة للتعامل مع هذا الأمر. وفي يوليو (تموز) الماضي، قرر فريق الدفاع البلجيكي عن أرملتين لعناصر من تنظيم داعش، التقدم بطلب للاستئناف ضد الحكم، الذي أصدرته محكمة الأمور المستعجلة في بروكسل، والذي تضمن الإشارة إلى أن الحكومة البلجيكية غير ملزمة بإعادة أطفال «الدواعش» إلى بلجيكا.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.