لوكاكو... معضلة المدرب المؤقت لمانشستر يونايتد

المهاجم البلجيكي لم يصوب كرة واحدة باتجاه مرمى ليفربول وعليه إثبات أن خطط مورينيو الدفاعية وراء تدهور مستواه

TT

لوكاكو... معضلة المدرب المؤقت لمانشستر يونايتد

بات الأمر معلناً ونهائياً الآن ـ لقد رحل جوزيه مورينيو عن مانشستر يونايتد ولم يعد مدرباً للفريق، وذلك بعدما قرر النادي طرده في أعقاب الأداء المريع الذي قدمه اللاعبون على أرض استاد أنفيلد معقل فريق ليفربول، الأحد الماضي.
وفي الوقت الذي احتاج ليفربول إلى هجمتين فقط للفوز على خصمه خلال عطلة نهاية الأسبوع، حمل الهدفان اللذان سجلهما شيردان شاكيري دلالات وتبعات مهمة على الفريق المنافس. وبسبب افتقار الفريق الزائر إلى الطموح على نحو لافت، كتبت نهاية مورينيو في مانشستر يونايتد في وقت تفصل 11 نقطة بين يونايتد وتشيلسي صاحب المركز الرابع في ترتيب جدول الدوري الإنجليزي الممتاز الآن، بينما تفصله عن ليفربول المتصدر 19 نقطة كاملة!
جدير بالذكر أن الأمر استغرق من ليفربول بقيادة المدرب يورغين كلوب حتى الدقيقة 73 من المباراة كي يستعيد تقدمه في المباراة بعد الخطأ الذي وقع فيه أليسون. ومع هذا، تبقى النتيجة النهائية للمباراة انعكاساً صادقاً لمجرياتها. من بين إجمالي 36 محاولة من جانبهم لتسجيل أهداف - أكبر عدد في مباراة واحدة بالدوري الممتاز خلال الموسم - لم يفلح ليفربول في خلق الكثير من الفرص التي تتسم بالخطورة، لكن مانشستر يونايتد أبدى قدراً بالغاً من السلبية على مدار المباراة على نحو كان ليجعل أي نتيجة لصالحه ظلماً بيناً.
وتمكن لاعبو مانشستر يونايتد بقيادة المدرب مورينيو في تصويب ست كرات فقط باتجاه مرمى الخصم على مدار المباراة، ولم تأت أي منها ما بين بداية الشوط الثاني وإحراز ليفربول الهدف الثالث. وبذل لاعب خط وسط ليفربول البرازيلي روبرتو فيرميون مجهوداً أكبر بنسبة 50 في المائة لاختراق المرمى (تسع مرات) عن إجمالي لاعبي الفريق المنافس، بينما أخفق مهاجم مانشستر يونايتد، روميلو لوكاكو، في تصويب كرة واحدة باتجاه المرمى.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ظل خلالها لوكاكو هادئاً داخل الملعب في الشهور الأخيرة. في الواقع، لم يثر المهاجم البلجيكي جلبة تذكر خلال هذا الموسم. ولم يساعد أسلوب اللعب والتكتيكات التي انتهجها مورينيو خلال عطلة نهاية الأسبوع لوكاكو كثيراً، لكن تظل الحقيقة أن المهاجم الأول في صفوف الفريق لم يبذل مجهوداً يذكر للتخفيف من حدة الضغوط على عاتق خط دفاع مانشستر يونايتد المذعور ومدربه الفاشل.
وبعد مباراة الأحد التي يمكن وصفها بأنها كانت من طرف واحد، تعرضت شباك مانشستر يونايتد الآن لـ236 محاولة لتسجيل هدف، أكثر عن محاولات الفريق ذاته لهز شباك الخصم والبالغة 213. في الوقت الذي عاد فيه فارق الأهداف إلى الصفر. وبالنسبة لفريق بمثل هذه المكانة وبعد مرور 17 مباراة من الموسم، فإن هذا وضع لافت للغاية. على سبيل المثال، تحت قيادة المدرب ديفيد مويز كان فارق الأهداف للفريق 21+.
لا بد أن دفاع مانشستر يونايتد - الذي يعتبر خامس أسوأ خط دفاع في بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم ـ يتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية عن الوضع الذي آل إليه الفريق، لكن إسهام لوكاكو، أو بالأحرى عدم إسهامه، يشكل عاملاً محورياً كذلك. ولا تتعلق مشكلة أداء لوكاكو في أن اللمسة الأخيرة لديه كانت رديئة، لكن اللافت افتقار تحركاته إلى الذكاء الذي لطالما تميزت به.
اليوم، لا يتخذ لوكاكو مواضع داخل الملعب تمكنه من تسجيل الأهداف ويتحمل جزءا من المسؤولية عن نقص الخدمة التي يتلقاها من زملائه داخل الملعب. لقد حقق لوكاكو معدل محاولات على المرمى عن كل 90 دقيقة خلال فترة مشاركته في صفوف ويست بروميتش ألبيون وإيفرتون (4.4 و3.3 على الترتيب) تفوق ما حققه خلال فترة وجوده مع مانشستر يونايتد (2.5). من الواضح تماماً أن ثمة خطبا جللا هنا.
ولا يحتاج المرء سوى النظر إلى سجله الدولي لرؤية كيف أن لوكاكو لا يزال يتمتع بقدرة كبيرة على وضع اللمسات الأخيرة، لكن الحقيقة تبقى أنك إذا لم تصوب باتجاه المرمى فإنك لن تسجل أهدافاً بطبيعة الحال. وكانت مباراة الأحد الماضي أمام ليفربول أحدث مثال على هذا الأمر. في الواقع، لقد كانت تلك المباراة الخامسة منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) التي أخفق خلالها لوكاكو في تصويب ولو كرة واحدة على مرمى الخصم. في الواقع، خلال الشهور الأخيرة صوب لوكاكو عدد كرات باتجاه المرمى أقل عن تلك التي أطلقها اللاعب الذي أوكلت إليه مهمة تحجيمه خلال مباراة الأحد. كان مدافع ليفربول فيرجيل فان دايك قد صوب 14 كرة باتجاه المرمى في بطولة الدوري الممتاز منذ بداية أكتوبر، بينما لم يحقق لوكاكو سوى 10 فقط على هذا الصعيد.
في بعض الأحيان، يفلت المهاجمون بمسألة نقص الخطر الهجومي الذي يشكلونه إذا ما تمكنوا في الربط بصورة جيدة بين زملائهم داخل الملعب، لكن اللافت في لوكاكو أن أداءه جاء دون المتوقع على هذا الصعيد أيضاً. من الواضح أن عدداً من الأسماء الكبرى في صفوف مانشستر يونايتد بحاجة ماسة إلى بداية جديدة الآن، ومن المؤكد أن لوكاكو واحد منهم. ومن المنتظر من النرويجي أولي غونار سولسكاير الذي سيتولى تدريب مانشستر يونايتد على نحو مؤقت حتى نهاية الموسم سيسعى إلى بث روح جديدة في صفوف مجموعة من اللاعبين بحاجة ماسة إلى الإنعاش. ويعود الأمر الآن إلى لوكاكو ورفاقه لإثبات أن تكتيكات مورينيو الدفاعية كانت العامل الجوهري وراء فقدان الكثير للغاية من اللاعبين لمستوى تألقهم المعتاد داخل الملعب على نحو صارخ.
في وقت سابق أعرب لوكاكو عن اعتقاده أنه كان في حاجة بالفعل إلى التخلص من جزء من عضلاته حتى يستعيد لياقته ومستواه في الدوري الإنجليزي. وكان المهاجم البالغ عمره 25 عاما هو هداف يونايتد الموسم الماضي برصيد 27 هدفا في كل المسابقات كما قاد بلجيكا إلى قبل نهائي كأس العالم 2018 لكنه واجه صعوبات هذا الموسم لتكرار إنجاز الموسم الماضي إضافة إلى أن الخطط الدفاعية التي كان يطبقها مورينيو لم تساعده في تحقيق ذلك.
وقال لوكاكو: «أنا والجهاز الطبي أجرينا الكثير من الفحوص لنعرف أين تكمن المشكلة». وأضاف «تكونت بعض العضلات خلال كأس العالم (لكن) في الدوري الإنجليزي لا يمكنني اللعب بنفس هذا القدر من العضلات كما يحدث في المباريات الدولية. كنت أعلم أني في حاجة بالفعل إلى التخلص من جزء من العضلات لذا ابتعدت لفترة عن صالة الألعاب الرياضية».
كما أكد لوكاكو أنه كان يعاني من الإرهاق في بداية الموسم الجاري. وقال «بعد كأس العالم أعتقد أني كنت مرهقا بعض الشيء... لم أكن ألعب بالقوة اللازمة والحماس اللازم».


مقالات ذات صلة

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.