أسواق الولايات المتحدة تشهد نموا.. ولندن تتصدر أوروبا كملاذ آمن للاستثمارات

شركة {آي بي غلوبال} تؤكد أن قوة العملات الأجنبية مقابل الين توفر فرصا عقارية في اليابان

أسواق الولايات المتحدة تشهد نموا.. ولندن تتصدر أوروبا كملاذ آمن للاستثمارات
TT

أسواق الولايات المتحدة تشهد نموا.. ولندن تتصدر أوروبا كملاذ آمن للاستثمارات

أسواق الولايات المتحدة تشهد نموا.. ولندن تتصدر أوروبا كملاذ آمن للاستثمارات

قال تقرير لشركة آي بي غلوبال بأن الولايات المتحدة الأميركية تشهد نموا عقاريا مستقرا منذ السنوات القليلة الماضية، حيث ارتفعت في جنوب شرقي فلوريدا، وتحديدا في مدينة ميامي، الأسعار وواصلت ارتفاعها على مدار 27 شهرا متتاليا.
ولفت التقرير إلى أن السوق أصبحت أكثر استقرارا نظرا إلى أنّ النمو الجديد، والذي يعود إلى الاستثمار في العقارات من دون اقتراض مع الإشارة إلى أنّ 62.5٪ من الوحدات السكنية في ميامي تمّ إنجازه نقدا، في الوقت الذي لا يزال متوسط الأسعار في هذه المدينة متدنيا ومرتفعا إلى 244 ألف دولار، ما يفسح المجال أمام النمو وأمام رسوم لدخول السوق هي أكثر انخفاضا من تلك التي في المدن المركزية الأخرى في الولايات المتحدة.
إلى جانب ذلك، أوضحت «آي بي غلوبال» أن الأرباح الإجمالية أكثر تنافسية بمعدل 7.3٪، وهو واحد من أعلى المعدلات التي سجلت في أبرز المدن في الولايات المتحدة. أما في شيكاغو، فقطاع التكنولوجيا المتنامي الذي يشمل توسّع عمليات شركة غوغل في شيكاغو، يتسبب بزيادة في فرص العمل وهو بدوره عامل سيؤدي إلى زيادة في الطلب على الإيجارات. ونتيجة لذلك، سيتحسّن معدل الشغور الذي هو أصلا جيد ويبلغ 3.8٪ فقط نظرا إلى نقص الوحدات السكنية الكبير في المدينة.
وقال بول بريستون، مدير ورئيس شركة آي بي غلوبال «الشرق الأوسط»: «إن عودة الانتعاش إلى السوق العقارية في الولايات المتحدة الأميركية لا تزال مستمرة وخصوصا في مدينة ميامي، التي تشهد نموا كبيرا ومطردا، ونحن واثقون أنّ الوقت الحالي مثالي ومناسب لدخول هذه السوق ونركّز بشكل خاص على الفرص في المنطقة المالية في قلب وسط المدينة».
وأضاف: «شيكاغو مدينة مهمة أخرى في الولايات المتحدة لأنّ عدم التوازن بين العرض والطلب فيها يجذب المستثمرين. ونظرا إلى السمعة الحسنة التي حظي بها أول مشروع لنا في شيكاغو، مشروع ويست فان 235 نقوم حاليا باستكشاف المدينة بحثا عن مشاريع أعلى جودة».
وتابع: «مما لا شك فيه أنّ مدينة نيويورك لا تزال تُعد وجهة استثمارية أولى لأنّها قادرة على الحفاظ على قيمة الاستثمارات فيها رغم الفترات الاقتصادية الصعبة. ففي العام الذي سبق الفصل الأول من العام 2014، أدى الانتعاش إلى زيادة بنسبة 13.4٪ انعكست في عائدات كبيرة على استثمارات آي بي غلوبال في مانهاتن ونيوجيرسي حيث تثبت بيانات التقييم نموا متوسطا بنسبة 28٪ منذ النصف الثاني من العام 2011».
منطقة آسيا والمحيط الهادي
وكانت مدينة سيدني تستقطب المستثمرين العقاريين بشكل كبير، ولكنّ شركة آي بي غلوبال تعد أنّ منطقة الأعمال المركزية الشعبية لا تتمتع بقيمة استثمارية عالية، ولذلك ينصب التركيز أكثر على المناطق الداخلية في المدينة. ولكنّ مدينة بريسبين التي تقع على الساحل الشرقي تجذب حاليا الانتباه لأنّ الأسعار فيها ارتفعت على مدار ثمانية فصول متتالية منذ الفصل الأول من العام 2012. والاقتصاد فيها يزدهر كما أنّه من المتوقع أن يتجاوز عدد السكان فيها الضعفين بحلول العام 2061 لكنّ العرض لا يلبّي الطلب المتزايد فيها. وإنّ شركة آي بي غلوبال تستفيد من هذا الوضع وتوصي بهذه المنطقة كوجهة استثمارية ممتازة أطلقت فيها مشروعين في الأشهر الثمانية الماضية في شمال منطقة الأعمال المركزية في فورتيتود فالي نيوزستيد.
وشهدت مدينة ملبورن أيضا وفقا للتقرير نموا مميزا حيث إن الأسعار ارتفعت بشكل متوسط بنسبة 5٪ في السنوات العشر الماضية، وإنّ هذا الأداء المثير للإعجاب مدفوع بزيادة عدد السكان حيث إن 1500 مقيم جديد تتم إضافتهم إلى عدد سكان ملبورن الكبرى كل أسبوع، وفي الأشهر الاثني عشر الماضية وحتى شهر مارس (آذار) 2014. ارتفعت الأسعار بشكل كبير في المدينة بنسبة 8.4٪.
وقال التقرير «يتعيّن على المستثمرين التركيز على المناطق القريبة من المواقع الحكومية مثل مراكز النقل والمواصلات والجامعات. وعلى سبيل المثال، كان المشروع الأول الذي حضنته شركة آي بي غلوبال في ملبورن قريبا من حرم كولفيلد التابع لجامعة موناش».
وبالنظر إلى مواقع أكثر ميلا نحو الشرق، يبدو أنّ قوة العملات الأجنبية مقابل الين الياباني توفّر للمستثمرين فرصة مثالية للتفكير في اليابان، ويوصى أن يستثمر هؤلاء في المناطق التي هي أبعد من المناطق المدنية الكبيرة والتفكير في جزيرة هوكايدو مثلا حيث إن منتجع نيسيكو لا تزال سمعته تزداد وشعبيته تزداد مع ارتفاع عدد زواره بنسبة 143٪ في موسم 2013 و2014.
وفي أوروبا تبقى مدينة لندن ملاذا استثماريا آمنا وهي لا تزال في مقدمة الاقتصادات الرائدة في العالم بحسب التقرير، ولا يزال النمو في لندن يُسجّل بعيدا عن المناطق المركزية حيث إن المستثمرين يتوجهون إلى الفرص الاستثمارية ذات العائدات المتدنية في المناطق الجديدة والبعيدة عن وسط المدينة. غير أنّ مدينة لندن والمناطق الخارجية شهدت نموا تجاوز المعدل المتوسط مقارنة مع العام الماضي وبلغ معدله 7.5٪ في لندن و11٪ خارجها. وإنّ تطوير البنية التحتية ولا سيما افتتاح السكة الحديدية قريبا يجعل من المناطق غير الشعبية وجهات بارزة وساخنة.
وأضاف: «إلى جانب لندن، تقوم شركة آي بي غلوبال باستكشاف مدينتين أخريين هما مانشستر وسلاو، فبسبب الأسعار المنخفضة والروابط الجيدة التي تصل المنطقة بلندن وهيثرو وبسبب افتتاح السكة الحديد في العامين 2018 - 2019. تحول انتباه الشركات الرائدة في العالم إلى هذا الجزء من المملكة المتحدة في السنوات القليلة الماضية».
ويعد مركز سلاو التجاري المنطقة التجارية الأكبر في أوروبا وهو خاضع لمالك واحد كما أنّ المنطقة دافع رئيس للثروات في جنوب شرقي بريطانيا، وفي الشمال، تبقى ثاني أكبر مدينة في المملكة المتحدة، مانشستر، في مقدمة الوجهات الاستثمارية بالنسبة إلى المستثمرين الذين يريدون التفوّق في سوق العقارات في المملكة المتحدة، فالأسعار فيها ارتفعت خلال السنوات العشر الماضية بنسبة 6٪ في العام وقد حلت المدينة منذ فترة وجيزة في المرتبة الرابعة في قائمة إتش إس بي سي لأفضل عشر وجهات يتم فيها الشراء للتأجير في المملكة المتحدة.
في المقابل، وفي وسط أوروبا، لا تزال برلين ملاذا آمنا لأنّ ناتجها المحلي الإجمالي نما خمس مرات أكثر من باقي المنطقة الأوروبية خلال العام 2013. بشكل عام، لا تزال برلين متدنية القيمة مقارنة مع مدن أخرى. وبسبب نمو الأسعار السكنية بمعدل 77 ألف يورو، بدأت المدينة تستقطب الاستثمارات بشكل لا يمكن تجاهله.
من جهته قال وسيم نخلة اختصاصي استثمار عقاري أول في «آي بي غلوبال» بأن أبرز العوامل التي تساهم في استمرار نمو السوق العقارية في الولايات المتحدة، بحسب ما أوضحته الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في بياناتها للعام الجاري 2014 أن معدلات الصرف المواتية، وأسعار المنازل المناسبة، وارتفاع معدلات الثراء في الخارج تعد من العوامل الرئيسية التي من شأنها أن تستمر في جذب المشترين الدوليين إلى الولايات المتّحدة للاستثمار في القطاع العقاري.
وأضاف نخلة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» حول التقرير «ارتفعت أسعار المنازل في الولايات المتّحدة بنسبة سنوية تقدّر بنحو 8.8 في المائة في شهر مايو (أيار) المنصرم، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 6 في المائة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وذلك وفقا لأحدث البيانات والمؤشرات التي نشرتها شركة (كورلوجيك) المتخصّصة في دراسة وتحليل السوق العقارية. وبوجه عام، ارتفعت الأسعار على أساس سنوي طوال الأشهر الـ27 الماضية».
وأكد أن بعض المناطق الأميركية مثل لوس أنجليس ونيويورك نجحت في تجاوز مستويات الذروة ما قبل الركود، لا يزال تركيز «آي بي غلوبال» يتمحور حول المناطق التي تتخطّى حاليا فترات الاستقرار مثل ميامي (35 في المائة تحت المعدل)، وشيكاغو (18 في المائة تحت المعدل).
ولفت أن السوق العقارية في المملكة المتّحدة تبقى ملاذا آمنا للمستثمرين في الخارج، والذين يبحثون عن شراء عقارات عالمية، لا سيما أن لندن تُعرف على وجه التحديد بأنها بمثابة عملة عالمية احتياطية، ينظر إليها الكثيرون على أنها منطقة آمنة لضخ أموالهم فيها. وتعد لندن مدينة عالمية متنوّعة الطابع والثقافات، ويرغب الكثير من الأفراد من شتى أنحاء العالم أن ينتقلوا إليها للعيش والحياة والعمل.
وتابع: «في ظل الارتفاعات المستمرة لأسعار المنازل، أصبح قطاع العقارات الخيار المثالي للأفراد الذين يمتلكون بعض المال ويرغبون في استثماره، سواء بالنسبة إلى المشترين المحليين أو المستثمرين الأجانب. وفي عالم الاستثمار عموما، فإن المخاطر تكمن في أن قيمة الاستثمارات قد تنخفض، لكن هذه المخاطر في سوق العقارات اللندنية تعد في مستواها الأدنى نظرا للطلب الهائل وقلة العرض في الأسواق».
وعن أكثر الأسواق العالمية التي تزخر بفرص النمو في مجال الاستثمارات العقارية حاليا، قال اختصاصي استثمار عقاري أول في «آي بي غلوبال»، عالميا تزداد أسعار العقارات السكنية بمعدلات ثابتة، خاصة أن آخر مؤشر لأسعار المنازل حول العالم من شركة «نايت فرانك» قد تخطّى مستوياته ما قبل الأزمة المالية الماضية، ويتوقّع الخبراء الماليون عاما مميّزا للاستثمارات العقارية في القطاع السكني خلال العام 2014.
وتابع: «تصدّر الأداء القوي للمؤشر العناوين الرئيسية للأخبار مدعوما بالارتفاعات في كل من دبي والصين وهونغ كونغ، حيث تراوح النمو السنوي للأسعار ما بين 16 في المائة إلى نحو 29 في المائة، ناهيك عن أداء عدد من الأسواق الناشئة الأخرى مثل تايوان، وإندونيسيا، وتركيا، والبرازيل، والتي سجّلت نموا في الأسعار بنسبة 15.4 في المائة و13.5 في المائة و12.5 في المائة و11.9 في المائة على التوالي منذ بداية السنة وحتى سبتمبر (أيلول) 2014».
ويبقى المجهول الأهم في العام 2014 هو أن التعافي الاقتصادي على مستوى العالم سيواصل كسب مزيد من الزخم، خاصة في الولايات المتحدة والصين وأوروبا، ومع ذلك، فإن الاعتقاد السائد يقول إن السوق العقارية تبدو في حالة جيّدة. حتى إذا واجه النمو الاقتصادي بعض العثرات، فإن غياب المعروض الجديد في الأسواق سيكون خبرا جيّدا لقيمة العقارات، مما يعزّز من طلب المستثمرين.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.