الميليشيات تخسر في باقم ومستبأ وتفشل في اقتحام مواقع بصرواح

TT

الميليشيات تخسر في باقم ومستبأ وتفشل في اقتحام مواقع بصرواح

أفادت المصادر الرسمية للجيش اليمني أمس بسقوط عشرات المتمردين الحوثيين قتلى وجرحى في جبهات صعدة وحجة وصرواح وسط تقدم للجيش أسفر عن تحرير عدة قرى ومواقع في جبهتي باقم وكتاف بصعدة واستعادة تلال استراتيجية تربط بين مديريتي حرض ومستبأ في حجة.
وذكرت المصادر أن القوات الحكومية حررت مواقع جديدة في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة، عقب مواجهات عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بعد هجوم شنته على مواقع الجماعة في قرى آل معيض وآل الحماقي، وفقاً لتصريحات رسمية أدلى بها قائد ألوية محور آزال العميد ياسر الحارثي.
وأدت المواجهات إلى مقتل 30 حوثياً - بحسب الحارثي - وإصابة آخرين وتدمير آليات للجماعة الانقلابية، في حين قامت عناصرها قبل فرارهم بزرع كميات كبيرة من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة في الأحياء السكنية، والطرقات العامة؛ حيث تمكنت الفرق الهندسية لقوات الجيش من نزع نحو 200 لغم وعبوة ناسفة.
إلى ذلك تمكنت قوات الجيش الوطني، الثلاثاء، من تحرير مواقع جديدة في مديرية كتاف عقب هجوم شنته على مواقع تمركز الميليشيات في منطقة رشاحة، وهو ما مكنها من تحرير سلسلة جبال بحرة ريحان، وفقاً لما أورده الموقع الرسمي للجيش اليمني.
وقال الموقع إن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم قناصون، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات التابعة لهم، فضلاً عن استعادة كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والذخيرة المتنوعة، التي خلّفتها الميليشيات. ويوم أمس في جبهة صرواح، أفاد موقع الجيش اليمني بأن القوات الحكومية كبدت الميليشيات خسائر كبيرة، في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب، بعد محاولات مستميتة منها للتسلل إلى مواقع في ميسرة الجبهة.
وذكر قائد جبهة صرواح العميد عبد الإله علي «أن ميليشيا الحوثي كانت تحاول منذ يومين، التسلل باتجاه مواقع في جبل هيلان، ومواقع أخرى في جبهة صرواح، إلا أن قوات الجيش تصدت لمحاولاتهم، وتعاملت معهم بحنكة واقتدار».
وأوضح أن الميليشيات حاولت، فجر الأربعاء، التسلل باتجاه تلتين في ميسرة الجبهة، إلا أنها تكبدت خسائر كبيرة، إذ سقط منهم قيادي ميداني والعشرات من عناصرهم بين قتلى وجرحى، وقال إن الجماعة الحوثية «تحاول صنع انتصار إعلامي من أجل رفع الروح المعنوية لمقاتليها، عقب مشاورات السويد، والتغطية على خسائرهم وانسحابهم من الحديدة وموانئها، بمثل هذه التحركات في جبهة صرواح».
وفي السياق الميداني نفسه، أفادت مصادر رسمية في «اللواء الأول خاصة» بقيادة العميد الركن محمد الحجوري، بأن قوات اللواء شنت عملية خاطفة على مواقع تمركز الميليشيات المحاذية لمديرية مستبأ ومثلث عاهم، ووادي السيل المتاخم لجبل المحصام شرقي مديرية حرض.
وفي حين ذكرت المصادر أن العملية أفضت عن تأمين المواقع الجبلية المطلة على مديرية مستبأ ومثلث عاهم، أكدت انهيار عناصر الميليشيات وتكبيدهم عشرات القتلى والجرحى وفرار البقية بعد أن قاموا بزرع العشرات من حقول الألغام «بشكل جنوني».
وقالت المصادر إن العملية نجحت في فرض السيطرة العسكرية على معظم التلال المحيطة بمديرية مستبأ والطرق الرابطة بين المديرية نفسها ومثلث عاهم، بعد أن كانت شهدت معارك كر وفر لأسابيع عدة عقب تحرير قرية شليلة وتبة الخزان.
وبحسب المصادر الرسمية في اللواء الأول - قوات خاصة، أصبح تحرير مديرية مستبأ ضمن الخطط العسكرية للواء، حيث تدرس القيادة مختلف الخيارات بما يؤدي إلى توفير أدنى كلفة من الخسائر أثناء عملية التحرير المرتقبة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.