غرينبلات ينتقد نعي «فتح» لمنفذي العمليات في الضفة

الحركة اعتبرت تصريحاته «مسيئة للشعب الأميركي»

TT

غرينبلات ينتقد نعي «فتح» لمنفذي العمليات في الضفة

هاجمت حركة «فتح» المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، قائلة إنه «بتصريحاته وتصرفاته ووقوفه إلى جانب الاحتلال، يسيء للشعب الأميركي صاحب القيم والمبادئ التي نحترمها ونقدرها». وقالت الحركة في بيان: «إن غرينبلات يدرك في قرارة نفسه أنه يعمل وفقاً لأجندة صهيونية تُبرر للإسرائيلي قتل الفلسطينيين ونفيهم وعقابهم جماعياً، ويرفض في الوقت نفسه بقوة مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة، ورفضهم للقرارات الظالمة الأميركية الإسرائيلية».
واتهم عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» والمتحدث باسمها، أسامة القواسمي، غرينبلات بأنه «يرى الأمور بعيون المتطرفين المستعمرين، فهو لا يرى مطلقاً الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري لأرض فلسطين، ولا يرى آلاف الأطفال الذين أبيدوا على أيدي سلطات الاحتلال، ومنهم من أحرق على أيدي المستعمرين، أمثال عائلة دوابشة وأبو خضير الذين أحرقوهم أحياء، ولا يرى اعتقالهم للأطفال والنساء في منتصف الليالي، وما يقومون به من تعذيب جسدي ونفسي للطفولة، ولا يرى أبداً أطفال فلسطين وهم يذهبون للمدارس عبر البوابات الإلكترونية والحواجز، وجدار الضم والتوسع، ولم يرَ الطفلة عبير سكافي التي فارقت الحياة ولها أمنية واحدة، أن تعانق والدها خلف قضبان الاحتلال، ولم يرَ مطلقاً هدم البيوت والعقاب الجماعي والقهر والاقتحامات للمسجد الأقصى، ومنع المسلمين والمسيحيين من صلواتهم في مساجدهم وكنائسهم، ولم يرَ منع الفلسطينيين من التنقل على شوارعهم وطرقاتهم في البلدة القديمة في الخليل».
وجاء هجوم حركة «فتح» على غرينبلات بعد أن وصف غرينبلات نعي الحركة لأشرف نعالوة وصالح البرغوثي اللذين قتلتهما إسرائيل الأسبوع الماضي بـ«العار». وكانت «فتح» نعت البرغوثي ونعالوة اللذين تبنت حركة «حماس» عمليتيهما في الضفة، واعتبرتهما «بطلين» على طريق حرية الفلسطينيين. واعتبر غرينبلات أن ما أقدم عليه البرغوثي ونعالوة من عمليات في الضفة ضد إسرائيليين، هو فعل «مشين» وليست فيه بطولة. وترافق الهجوم على غرينبلات مع هجوم آخر شنته وزارة الخارجية الفلسطينية على سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، متهمة إياها بمواصلة حملتها حول «صفقة القرن»، وانحيازها المُطلق للاحتلال وسياساته، عبر محاولتها تسويق فكرة الاعتراف بالواقع والتغييرات التي حدثت عليه، وكيل الاتهامات لمجلس الأمن والقيادة الفلسطينية.
وأكدت الخارجية أن التحذيرات التي أطلقها مُنسق عملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في مجلس الأمن أمس، توضح حجم الفجوة والخلاف وعدم الرضى الدولي عن الأداء الأميركي الإسرائيلي، فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط وحقوق الشعب الفلسطيني، والتأكيدات الواضحة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي بالأمس بشأن التزامه القوي والمتواصل بحل الدولتين، وتأكيده أن «أي خطة سلام لا تعترف بالمعايير المتفق عليها دولياً، ستخاطر بالإدانة، وسيكون مصيرها الفشل»، وأنه على قناعة مطلقة بأن تحقيق حل الدولتين يجب أن يقوم على أساس حدود عام 1967.
وردت الدول الأوروبية بقولها إنها «تريد التأكيد مرة أخرى والتركيز على التزام الاتحاد الأوروبي القوي والمستمر بمعايير دولية متفق عليها، تشمل حلاً يستند على فكرة الدولتين على طول حدود الهدنة لعام 1967، وتسوية وضع القدس، التي يعتبرها الطرفان عاصمة لهما».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».