العراق يوقِّع عقوداً لحفر 40 بئراً نفطية في حقل «مجنون»

TT

العراق يوقِّع عقوداً لحفر 40 بئراً نفطية في حقل «مجنون»

أبرمت وزارة النفط العراقية عقدين لحفر 40 بئراً، وتنفيذ مسوحات زلزالية لحقل «مجنون» النفطي العملاق في محافظة البصرة.
وأفاد بيان للوزارة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، عن وزير النفط ثامر الغضبان، بأن الوزارة تحرص «على المضي في تنفيذ خططها لتطوير حقل (مجنون) النفطي بالجهد الوطني».
ويعد حقل «مجنون» من الحقول النفطية العملاقة في العراق، وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية فيه أكثر من 240 ألف برميل يومياً، وأعلنت وزارة النفط عن تطوير الحقل بالجهد الوطني بعد أن انسحبت شركة «شل» العالمية من تنفيذ عقد تطوير الحقل الذي فازت به ضمن جولات التراخيص البترولية.
وأضاف الغضبان خلال حضوره مراسم توقيع العقدين، الأول لحفر 40 بئراً نفطية في الحقل بين شركة «نفط البصرة» وشركة «شلمبرجر»، والثاني توقيع عقد تنفيذ المسح الزلزالي بالأبعاد الثلاثة والبعدين للحقل بين شركة «نفط البصرة» وشركة «الاستكشافات النفطية»، أن «حقل (مجنون) من الحقول العملاقة لامتلاكه إمكانيات إنتاجية كبيرة، وأن توقيع العقدين يأتي للنهوض بمعدلات الإنتاج في الحقل، فضلاً عن إحكام الإدارة الفنية للحقل بالجهد الوطني بعد انسحاب شركة (شل) من تنفيذ التزاماتها لتطوير الحقل»، موضحاً أن «حفر 40 بئراً سيعظم معدلات الإنتاج في الحقل التي بدورها ستوفر الإيرادات المالية الإضافية لخزينة الدولة».
وأشار إلى أن «تنفيذ المسوحات الزلزالية لحقل (مجنون) من قبل شركة (الاستكشافات النفطية) بأسلوب الأبعاد الثلاثة سيؤمّن المعلومات الدقيقة لشركة (نفط البصرة) وسيمكّنها من النهوض بواقع الإنتاج في الحقل وزيادة الطاقات الإنتاجية واستخلاص النفط بأفضل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة بجهد وطني خالص».
من جانبه قال مدير عام شركة «الاستكشافات النفطية» نشوان محمد نوري، إن «العقد الموقَّع مع شركة (نفط البصرة) من العقود الكبيرة التي تنفذها الشركة بإمكانياتها الوطنية، وسيتم تنفيذ المسوحات بأسلوب الأبعاد الثلاثة والبعدين لنتمكن من الحصول على معلومات دقيقة لتوضيح الصورة التركيبية للحقل وتحديد امتدادات الرقع النفطية»، مشيراً إلى أن «مدة تنفيذ العقد 19 شهراً».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.