25 قتيلاً من النظام في هجوم مفاجئ للمعارضة بين إدلب وحماة

TT

25 قتيلاً من النظام في هجوم مفاجئ للمعارضة بين إدلب وحماة

أفادت المعارضة السورية بمقتل أكثر من 25 عنصرا من القوات الحكومية وإصابة آخرين الأربعاء بريف حماة وسط سوريا.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لوكالة الأنباء الألمانية إن «ثلاث مجموعات تابعة للقوات الحكومية شنت صباح أمس هجوماً على نقاط لمقاتلي جيش العزة التابع للجبهة الوطنية للتحرير في بلدة المصاصنة بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 25 منهم وإصابة آخرين، في محاولة منهم لاستغلال الأحوال الجوية، والاشتباكات ما زالت مستمرة».
وأكد القائد العسكري أن القوات الحكومية بعد خسارة عناصرها في محور المصاصنة ردت بقصف القرى والمزارع المحيطة بمدينتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي.
وتعتبر المناطق التي شنت القوات الحكومية هجومها عليها منزوعة السلاح وخاضعة لاتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا الذي أقر في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
من جهته، كشف قيادي في جيش العزة تفاصيل عمليته العسكرية ضد قوات النظام، بريف حماة الشمالي.
وأوضح الناطق العسكري لجيش العزة النقيب مصطفى معراتي تفاصيل العملية ونوعيتها لـ«شبكة الدرر الشامية»، قائلاً: «بعد التنصت على الاتصالات الواردة من عمليات عصابات النظام ومن خلال الاستعانة بجنودنا داخل خطوط العدو، وردتنا معلومات بنية النظام التقدم على أحد محاور ريف حماة الشمالي».
وتابع: «وعليه قامت قواتنا على الفور بنصب كمين محكم للقوات المهاجمة وتم قتل أكثر من 30 عنصر وجرح 10 عناصر واغتنام أسلحتهم».
وأدلى مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي، ألكسندر فينيديكتوف، الأربعاء، بتصريح مفاجئ عن محافظة إدلب تمهيداً لتقويض اتفاق سوتشي، بحسب «الدرر». وقالت إنه اعتبر «محافظة إدلب هي أكبر التهديدات في الوقت الحالي، ويجب عدم السماح بأن تتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين».
وأضاف: «من الضروري العمل في إدلب على مراحل، وبذل الجهود لفصل (الإرهابيين) عن المعارضة، المستعدة للانضمام إلى العملية السياسية والتنمية السلمية للبلاد»، على حد تعبيره.
وأكد على ضرورة «تجنب تكرار الكارثة الإنسانية التي وقعت نتيجة للأعمال غير المدروسة التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الموصل والرقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.