رفيف الظل
«رفيف الظل» زاوية جديدة، تنشر أسبوعيا في مثل هذا اليوم. وتختلف هذه الزاوية عن غيرها من الزوايا السابقة كونها، أولا، نصا مفتوحا يحمل هواجس إنساننا المعاصر وانشغالاته، وكونها، ثانيا، نتاجا مشتركا لثلاثة شعراء عرب يمثلون أجيالا مختلفة، ويعيشون في بلدان مختلفة، وهم الشاعر البحريني قاسم حداد، والشاعر السعودي سعد الدوسري، والشاعر الإماراتي عادل خزام.
ليل أجمل من الظلام
هذا صباح شبيه بسابقه من الأيام، لا أحد، لا حضور ولا غياب، ثمة شيء من الهوس المضطرب في رائحة الانتظار،
وأنت كما الطرقات تحرق الإسفلت بعيون ملتهبة.
كأن الفراشات نحو النار.
ليس للفراشة مناص،
سوى أن تغوي الليل،
وتتذوق ملاءة الصحو.
والنار شهوة السماء.
الكتاب آلة الزمن، والحبر زيتها.
القلم آلة الحياة، والكلمة بيتها.
ويبقى أن أشعَّ ببوصلة الصمت،
ثم أهطل شرق المليحة.
لولا أن حدود الخرائط ممحوة بفعل الحب، لتيسر للسماء أن يعيد صياغتها ثانية.
انظرْ إلى الموت، لا مفر منه ولا نجاة. قم إذن، وتعال مكتظا بالحياة.
التفتْ للشجر،
تهدك آياتها،
وتوسوس لك نداها.
نعم،
الشجرة سيدة الغابة ومليكة الزرقة
في الليل.
كلما الليل أجمل من الظلام.