السيسي: المبادرة المصرية فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم في غزة

إسرائيل لا تستبعد مقتل الضابط المفقود

السيسي: المبادرة المصرية فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم في غزة
TT

السيسي: المبادرة المصرية فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم في غزة

السيسي: المبادرة المصرية فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم في غزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (السبت)، أن المبادرة التي عرضتها مصر هي «فرصة حقيقية» لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل، بعد أن خلفت الحرب آلاف القتلى والجرحى ودمارا هائلا منذ الثامن من يوليو (تموز) الماضي.
وقال السيسي في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، إنّ «المبادرة المصرية هي الفرصة الحقيقية لإيجاد حل حقيقي للأزمة في غزة وإيقاف نزيف الدم».
كما أضاف أن «الوقت حاسم، لا بد من استثماره وبسرعة لإيقاف إطلاق النيران وإيقاف نزيف الدم الفلسطيني».
وشدد السيسي على ضرورة أن «ننتهز الظرف الصعب ونقول إن لدينا فرصة حقيقية أن ننهي الأزمة الحالية، ونبني عليها حلا شاملا للقضية الفلسطينية».
من جهته صرّح رينزي: «في هذا الصدد أضم صوتي لصوت الوزراء الأوروبيين في المطالبة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف».
وينتظر وصول وفد فلسطيني إلى غزة السبت غداة انهيار تهدئة إنسانية، تبادل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات بالمسؤولية عن تقويضها.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أن الوفد الذي يضم أعضاء من فتح وحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى سيتوجه إلى القاهرة «مهما كانت الظروف».
على صعيد متصل، لم يستبعد مصدر عسكري إسرائيلي قبل ظهر اليوم، مقتل الضابط المفقود من الجيش خلال الاشتباك الذي وقع في منطقة رفح صباح أمس الجمعة، مشيرا إلى تفجير انتحاري لنفسه قرب القوة العسكرية، مما أدى إلى مقتل جنديين كانا بجوار هذا الضابط.
غير أن المصدر أكد أنه لم تتوفر بعد أي أدلة تثبت هذا الاحتمال، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي بحركة حماس، موسى أبو مرزوق، قد أعلن أمس عن أسر ضابط إسرائيلي ومقتل جنديين اثنين، قبل سريان الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة.
ولكن إسرائيل قالت إن الضابط أُسر وقتل الجنديان بعد سريان الهدنة.
من جانبها، قالت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في بيان لها فجر اليوم إنها لا تعلم بمكان وجود الضابط المفقود مشيرة إلى احتمال مقتله مع أفراد المجموعة التي اختطفته نتيجة القصف الإسرائيلي لمنطقة الحادث.
ومن ناحية أخرى، أشار المصدر الإسرائيلي إلى أن عملية تدمير الأنفاق في قطاع غزة توشك على الانتهاء ومن المحتمل أن يعلن خلال يوم أو يومين عن استكمالها وخلال اليوم الأخير دُمّرت أربعة أنفاق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.