إيران: موجة اعتقالات ضد عمال الصلب في الأحواز

الخارجية الأميركية تدين و204 نواب يوجهون رسالة إلى روحاني حول تأخر رواتب المتقاعدين

إيران: موجة اعتقالات ضد عمال الصلب في الأحواز
TT

إيران: موجة اعتقالات ضد عمال الصلب في الأحواز

إيران: موجة اعتقالات ضد عمال الصلب في الأحواز

للیوم الثاني على التوالي واصلت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات في صفوف عمال شركة الصلب في الأحواز بعد أربعين يوماً من الإضرابات، احتجاجاً على تأخر الرواتب، وقال اتحاد العمال الإيرانيين، أمس، إن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عشرة آخرين، أمس، ليتخطى عدد المعتقلين 41 عاملاً منذ بدء حملة الاعتقالات فجر الاثنين.
وانضم عمال شركة الصلب في الأحواز قبل نحو أربعين يوماً إلى احتجاجات عمال شركة قصب السكر بمدينة الشوش 120 شمال الأحواز، لتكون أكبر موجة إضرابات تشهدها إيران خلال العام الأخير الذي تخطى فيه عدد الإضرابات أرقاماً قياساً منذ ثورة 1979.
وردد العمال قبل أيام قليلة من الاعتقالات هتافات تندد بحكومة حسن روحاني وتتهمها بـ«خداع الشعب». وهدد العمال الذي ارتدى بعضهم أكفاناً بيضاء باتساع نطاق الاحتجاجات ما لم تتجاوب السلطات مع مطالبهم.
وأتت الاعتقالات في وقت دعا فيه عدد من عمال الشركات الكبيرة في البلاد إلى الانضمام إلى احتجاجات عمال شركات الصلب والسكر.
وأفاد تقرير نشره اتحاد العمال الإيرانيين عبر شبكة «تليغرام» أن السلطات استخدمت «العنف» في مداهمة منازل عشرة من عمال شركة الفولاذ.
واعتقلت قوات الأمن الإيرانية كريم سياحي وهو أبرز العمال الذي تداولته مقاطع في شبكات التواصل الاجتماعي وهو يوجه خطاباً يحث المواطنين على الانضمام إلى العمال المضربين والاحتجاج ضد المسؤولين «الفاسدين».
ولم تكشف السلطات عن مكان احتجاز العمال، لكنّ ناشطين قالوا أمس، إن الأمن نقل المعتقلين إلى سجن مدينة شيبان المركزي في ضواحي مدينة الأحواز ذات الأغلبية العربية في جنوب غربي البلاد.
وقالت مصادر إيرانية إن حاكم الأحواز غلام رضا شريعتي، منح الضوء الأخضر لإطلاق حملة الاعتقالات بعد فشل المفاوضات مع ممثلين من العمال.
واشترط شريعتي -حسب مصادر عمالية- إنهاء الإضرابات للإفراج عن المعتقلين.
ونقلت وكالة «إيلنا» أمس، أن النائب عن مدينة أورمية نادر قاضي زادة، والنائب عن مدينة طهران علي رضا محجوب، وجّها إنذاراً شفوياً إلى وزراء الداخلية والاستخبارات والعدل، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين.
وتأتي الاعتقالات بعدما وعدت السلطات الإيرانية بالتجاوب مع مطالب المحتجين وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وكان عدد من المدن الإيرانية قد شهد وقفات احتجاجية في الأسابيع الأخيرة، تضامناً مع عمال شركتي قصب السكر والصلب.
وقبل الاعتقالات كانت وكالات رسمية إيرانية قد نشرت صوراً لقيادات في «الحرس الثوري» بين العمال. ولم يتضح بعد الجهة المسؤولة عن حملة الاعتقالات، كما لم يصدر تعليق من الحكومة أو القضاء الإيراني.
أول من أمس، احتجّت الخارجية الأميركية على لسان نائب المتحدث باسم الخارجية رابرت بالدينو، الذي كتب عبر حسابه في «تويتر»: «ألقى النظام الإيراني القبض على عمال الحديد والصلب الذين طلبوا ببساطة الحصول على أجرهم مقابل عملهم. للأسف، هكذا يسيء النظام معاملة الشعب الإيراني».
وتابع المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة «تدعم مطالبهم المشروعة. يستحق الإيرانيون العيش بسلام وكرامة».
في شأن متصل، نظم عدد من المتقاعدين، أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان الإيراني، احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية ورددوا هتافات تندد باعتقالات العمال المحتجين.
تزامناً مع ذلك، أصدر 204 نواب في البرلمان الإيراني، بياناً يطالبون الرئيس الإيراني حسن روحاني بدفع رواتب المتقاعدين.
ودعا النواب الرئيس الإيراني إلى الاهتمام برواتب المتقاعدين في ميزانية العام المقبل نظراً إلى ارتفاع معدلات التضخم وتدهور الوضع المعيشي، وفقاً لوكالات أنباء إيرانية.
من جانبها، قالت وكالة «إيلنا» العمالية، أمس، إن السلطات أطلقت سراح الناشطة سبيده قليان، التي اعتُقلت الشهر الماضي في أثناء مشاركتها في وقفة احتجاجية لعمال شركة قصب السكر.
وحسب الوكالة فإن الناشطة أُفرج عنها مقابل كفالة مالية قدرها 500 مليون ريال إيراني.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.