أدت «اتفاقية استوكهولم» التي أبرمتها الحكومة اليمنية الشرعية مع الحوثيين إلى خلافات بين قيادات الحوثيين، وبخاصة بين جناحي الحوثي، الأبرز، أبو علي الحاكم، ومهدي المشاط؛ ذلك لأن الأول يرفض الاتفاقية في حين يؤيدها الآخر.
وأكد مصدر مطلع مقرب من الحوثيين في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، وجود خلافات عاصفة وعميقة بين تياري الحاكم والمشاط، اللذين يعتبران أكبر تيارين نافذين بالصف الأول لميليشيات الحوثي، مبيناً أن تيار أبو علي الحاكم، الرافض للاتفاقيات، هو وراء الاختراقات التي حدثت منذ إعلان وقف إطلاق النار، الثلاثاء الماضي.
وأضاف المصدر: إن تيار الحاكم، يعد الاتفاقية هزيمة. ويتبع لهذا التيار غالبية قيادات الجبهات والأفراد، وهم يشكلون الهيكل التنظيمي العسكري في الميدان. ويسيطر التيار على زمام الأمور وإدارات الجبهات.
ولفت المصدر إلى أن تيار مهدي المشاط، ومعه محمد عبد السلام، والعجري أحمد الكحلاني، والفيشي، والموشكي حميد رزق، وعبد الله الرزامي النمري، وحسين العزي، والجنيد، وعدد من القيادات العليا العسكرية الميدانية والإدارية، يشكل الجسم التنظيمي للهيكل الإداري والثقافي ولديه قيادات قليلة في الجبهة، إلا أنه يمتلك القرار النهائي؛ لما يتمتع به من نفوذ قوي في إيران ولبنان.
وتابع: «حتى في غالبية القرارات المصيرية يخضع لهم عبد الملك الحوثي بتوجيه من غرف إيران ولبنان، رغم أن تيار أبو علي الحاكم له علاقات وطيدة مع إيران ولبنان، لكن ليس بنفوذ وقوة التيار الثاني».
وتطرق المصدر إلى أن سبب الاختراقات والقصف العنيف منذ يوم إعلان الهدنة، وخصوصاً منذ إعلان وقف إطلاق النار؛ رفض تيار أبو علي الحاكم للاتفاقية واعتبارها هزيمة، مشيراً إلى أن الخلافات بين الطرفين - أبو علي الحاكم ومهدي المشاط - مستمرة منذ فترة المفاوضات في السويد حتى اللحظة، ووصلت بهم إلى حد تخوين بعضهم بعضاً، واتهام كل منهما بالعمالة، وبلغت النقاشات بينهما الاشتباك بالأيدي لولا تدخل بعض القيادات لفضها.
وأكد أن إيران و«حزب الله» لم يستطيعا إقناع الطرفين والتوصل معهم إلى حل للأزمة التي نشبت بينهما. وصدرت توجيهات لإعطاء أوامر عسكرية للقيادات التابعة لأبو علي الحاكم بعدم التوقف عن الحرب، بينما امتنعت قيادات تابعة للتيار الآخر عن القتال بناءً على توجيهات القيادات التي يتبعونها؛ وهو ما أدى إلى مشكلات كبيرة بين قيادات التيارين في جبهات القتال بالحديدة.
وأدت هذه الأزمة إلى خرق ميليشيا الحوثي للتهدئة التي تم الاتفاق عليها في استوكهولم، وعدم التزامها بانسحاب جميع المسلحين من مدينة الحديدة وموانئ المحافظة مع بدء سريانها أمس.
ورصدت قوات المقاومة المشتركة التابعة للجيش اليمني والمدعومة من التحالف العربي الأوقات التي خرقت فيها الميليشيا الحوثية اتفاقية استوكهولم ووثقتها.
وأوضح مصدر عسكري، أن ميليشيا الحوثي أطلقت النار قبل ثماني دقائق من الموعد المحدد للهدنة من خلال مدافع رشاشة قرب فندق الاتحاد، باتجاه شارع الخمسين، كما أطلقت عناصر الحوثي أعيرة نارية في جولة يمن موبايل بشارع صنعاء، باتجاه مواقع القوات المشتركة، ومن رشاش نُصب في أحد المباني غرب سيتي ماكس باتجاه مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الحديدة.
وبيّن المصدر، أن الميليشيا الانقلابية نشرت مجاميع من عناصرها وأطقماً مسلحة في جولة السمكة، وأمام جامعة العلوم والتكنولوجيا، وأمام المصلى، كما تحركت مجاميع منهم من خط الكثيب وبوابة الميناء الشرقية باتجاه حي 7 يوليو السكني شمال شرقي مدينة الحديدة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأشار المصدر إلى أن ميليشيا الحوثي أطلقت النار من أعيرة نارية متوسطة على مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح، وتسبب استهداف مواقع المقاومة المشتركة بقصف مدفعي شنته الميليشيا فجر أمس غرب مدينة التحيتا في سقوط ثلاثة شهداء وسبعة مصابين.
اتفاقية استوكهولم تشعل الخلافات بين قيادات الحوثيين
التيار الرافض اعتبرها هزيمة... وتبادل اتهامات بالتخوين واشتباكات بالأيدي
اتفاقية استوكهولم تشعل الخلافات بين قيادات الحوثيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة