الأوقاف المصرية: الخداع باسم الدين سمة بين «داعش» و«الإخوان»

على خطى فتوى مرشد عام الجماعة في مصر.. «داعش» تدعو لتحليل جهاد النكاح

الأوقاف المصرية: الخداع باسم الدين سمة بين «داعش» و«الإخوان»
TT

الأوقاف المصرية: الخداع باسم الدين سمة بين «داعش» و«الإخوان»

الأوقاف المصرية: الخداع باسم الدين سمة بين «داعش» و«الإخوان»

على خطى فتوى محمد بديع مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين في مصر بإباحة جهاد النكاح خلال اعتصام دام شهرين لأنصار الرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي بالقاهرة، دعت «داعش» أهالي الموصل بالعراق إلى تقديم بناتهن لما يعرف بـ«جهاد النكاح».
في حين رفض علماء دين في مصر، وقال العلماء إنها «نوع من إباحة النخاسة وتجارة الرقيق الأبيض باسم الزواج والجهاد، وامتهان لكرامة وحياء المرأة باسم جهاد النكاح». وأكدت وزارة الأوقاف المصرية أن هناك روابط عديدة تربط بين «داعش» وجماعة الإخوان، يأتي في مقدمتها الكذب والخداع باسم الدين، واللعب بعقول العامة وتبوؤ الجهلاء وغير المؤهلين للزعامات السياسية والدينية.
وانتشر على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تقرير إخباري لإحدى القنوات بالصور والفيديو يرصد طلب تنظيم «داعش» من أهالي الموصل تقديم بناتهن لما يعرف بـ«جهاد النكاح»، عقب عيد الفطر المبارك وتزويجهن من عناصر التنظيم، وحذر التنظيم الأهالي من عدم تسليم بناتهن لعناصر التنظيم.
وسبق أن أفتى مرشد الإخوان المسلمين في مصر بـ«جهاد النكاح» خلال اعتصام أنصار الرئيس الأسبق في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة) أغسطس (آب) من العام المنصرم، مستندا وقتها إلى أنهم في حالة جهاد ويجوز أن يبرموا عقود نكاح في مرحلة الاعتصام.
وفي ردها على دعوة «داعش»، أكدت وزارة الأوقاف أمس، أن هناك روابط عديدة تربط بين «داعش» و«الإخوان»، يأتي في مقدمتها الحرب على الأوطان وممارسة التخريب والتدمير والقتل بالوكالة لصالح من يمولونهما من أعداء الأمة المتربصين بها.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن هناك رابطا آخر هو جنون السلطة واستخدامها لأغراض شخصية، وآخرها طلب تنظيم «داعش» من أهل الموصل تقديم بناتهم لعناصر التنظيم تحت اسم جهاد النكاح أو نكاح الجهاد، والجهاد منهم ومن أفعالهم براء كل البراءة، وليس الجهاد فحسب، بل الإسلام منهم براء، فهم عار وعبء ثقيل على الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية السمحة الراقية العظيمة. أما الرابط الثالث فهو الكذب والخداع باسم الدين، واللعب بعقول العامة وتبوؤ الجهلاء وغير المؤهلين للزعامات السياسية والدينية.
وطالبت الوزارة كل وطني غيور على دينه ووطنه أن يدرك حجم المخاطر التي تتعرض لها أمتنا، وحجم المسؤولية الملقاة على مصر بصفة عامة وقواتها المسلحة بصفة خاصة، مؤكدة أن «مصر التي ردت همجية التتار قادرة بعون الله عز وجل على التصدي للتتار الجدد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
في السياق ذاته، استنكر الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، دعوة «جهاد النكاح»، مؤكدا أنها نوع من إباحة النخاسة وتجارة الرقيق الأبيض باسم الزواج والجهاد، مع أن هذا ليس بجهاد ولا زواج، لانتفاء مواصفات الزواج وضوابطه فيه، بل إنه نوع من السفاح، لما فيه من امتهان لكرامة وحياء المرأة باسم جهاد النكاح، في حين أنه يعد إهانة للإسلام الذي ساوى بين الرجال والنساء في الكرامة الإنسانية، ولم يسمح للرجال بالاستمتاع بالنساء إلا من خلال زواج شرعي مكتمل الشروط والأركان.
وأبدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر «دهشتها من صدور دعوة كهذه»، مؤكدة أنه لا يوجد «جهاد نكاح» في الإسلام وما يسمى بـ«جهاد النكاح» يعتبر دعارة والاستمرار في المطالبة به أمر غير طبيعي، قائلة إن النكاح له شروط لا تتغير أثناء الجهاد وخارجه، وأيا تكن الظروف، منها أن يكون العقد غير مؤقت ويرضي المرأة التي يجب أن تكون بالغة مع موافقتها وولي أمرها، أما شروط ما يسمونه «جهاد النكاح» فغير شرعية كالزواج من صغيرات وإجبار النساء وإرغامهن، وتحديد الزواج بوقت وانتقال المرأة من رجل إلى آخر.
ولفتت آمنة إلى أن مثل هذه الفتاوى تتعلق بالعلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة، بما فيه إهانة للمرأة والنظر إليها على أنها وسيلة لقضاء الشهوة فقط، مع أن الإسلام كرمها وأعلى قدرها، مضيفة: «الإسلام عندما تحدث عن العلاقة بين الرجال والنساء تحدث عنها بأسلوب عفيف غير خادش للحياء، وأكبر دليل على ذلك سورة يوسف، وكذلك السور القرآنية التي توضح أحكام الزواج والطلاق والطهارة للمرأة، والتي لا نجد فيها لفظا واحدا يخدش الحياء. والشيء نفسه نجده في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يتحدث عن كل الأمور المتعلّقة بخصوصيات المرأة، مشيرة إلى أنه مع هذا ما زلنا نرى من ينظر إلى المرأة على أنها جسد فقط، لدرجة إباحته لجهاد النكاح.



انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.