نتنياهو يفاخر بـ«إنجازات» متجاهلاً التراجع الملحوظ في شعبيته

TT

نتنياهو يفاخر بـ«إنجازات» متجاهلاً التراجع الملحوظ في شعبيته

دلت نتائج استطلاعات الرأي على تراجع ملحوظ في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم أنه يستغل كل منصة للحديث عن إنجازاته الأمنية والسياسية، و«تعاظم قوة إسرائيل عسكرياً ونجاحها في مشروع تطبيع العلاقات مع العالم العربي، وذلك رغم عدم تحقيق أي تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين». ويظهر بشكل شبه يومي مع الجنود في مواقعهم على الحدود في الجولان المحتل أو على حدود لبنان أو حول قطاع غزة، بوصفه أيضاً وزيراً للدفاع.
وبينت الاستطلاعات أن نحو 58 في المائة من الإسرائيليين ليسوا راضين عن أدائه كرئيس حكومة أو كوزير للأمن.
وسئل المواطنون عن أداء نتنياهو في المنصبين، رئيس الحكومة ووزير الأمن، في ظل التوتر الأمني في الضفة الغربية خصوصا بعد أن احتفظ لنفسه بحقيبة الأمن بعد استقالة أفيغدور ليبرمان، فقال 7 في المائة من الإسرائيليين فقط إنهم «راضون جدا» فيما أجاب 26 في المائة بأنهم «راضون إلى حد ما»، و25 في المائة قالو إنهم «غير راضين»، فيما أجاب 33 في المائة بأنهم «غير راضين على الإطلاق»، فيما اختار 9 في المائة من المستطلعة آراؤهم الإجابة بـ«لا أعرف».
ودل الاستطلاع الذي بثته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، الليلة الماضية، على أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم، وخاضها رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس، على رأس حزب جديد، فستتراجع مقاعد حزب «ليكود» بمقعدين في الكنيست (من 30 إلى 28)، ولن يستطيع تحالفه الحزبي الحالي الفوز بالحكم بل سيتساوى مع تحالفات أحزاب الوسط واليسار، بـ60 مقعدا لكل منهما. وتركز الاستطلاع حول وضع الخريطة الحزبية الإسرائيلية في حال دخول غانتس الحلبة، علما بأنه أسس حزباً مستقلاً له ورفض الانخراط في أي من الأحزاب القائمة. وتبين أن حزب غانتس سيحظى بـ16 مقعدا، مع أنه لم يعلن رسميا عن قيامه ولم يعلن أيا من مواقفه السياسية. لكن دخوله المعترك الانتخابي سيلحق ضرراً بأحزاب في اليمين وفي الوسط وفي اليسار، حيث سينخفض تمثيل.
وجدد نتنياهو حديثه امس، عما سماه «مسيرة التطبيع مع العالم العربي». فقال مفاخراً: «تشهد إسرائيل مؤخرا خطوات سريعة نحو التقارب مع العالم العربي والإسلامي، فبعد زيارتي التاريخية إلى سلطنة عمان، ووصول رئيس تشاد إلى إسرائيل وإعلانه عن نيته إعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل والمساعدة على تطبيع مع دول أفريقية أخرى، بينها عربية، هناك اتصالات للتطبيع مع دول عربية أخرى».
وادعى نتنياهو بأنّ «الاتصالات مع الدول العربية تجري بمعزل عن القضية الفلسطينية»، وأن «الدول العربية تبحث عن علاقات مع القوي».
ورد على نتنياهو أمس، شبتاي شبيت، الرئيس الأسبق لـ«الموساد»، جهاز المخابرات الخارجية، قائلاً إن سياسة نتنياهو تجلب على إسرائيل خطرا هائلا قد تنفجر فيه صدامات عنيفة ليس فقط في الضفة الغربية، بل على كل الجبهات، مع قطاع غزة ولبنان وربما حتى مع سوريا، فرادى أو مجتمعة. وقال: «أصبحنا دولة داخل قفص معدومة الأمل والتخطيط للمستقبل».
وقال شبيت: «نحن جلبنا هذا على أنفسنا. نتنياهو يدير سياسة قوة ومزيدا من القوة وهذا لا يأخذنا إلى أي تقدم إيجابي. حكومته تضع لنفسها استراتيجية ضيقة الأفق، ليس فيها أي عنصر تهدئة حقيقي. الحسابات الأساسية فيها هي حسابات حزبية، كيف تحافظ على الكرسي ومناعم الائتلاف. وقد وصلنا لدرجة صار فيها نتنياهو يخشى من جمهوره ولا يقرر أشياء يؤمن بها، خوفا من أن يسقطوه من الحكم».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».