مشاهير يتحدثون عن {أفضل وأسوأ} هدايا تلقوها في أعياد الميلاد

الممثل الأميركي أليساندرو نيفولا (أ.ب)
الممثل الأميركي أليساندرو نيفولا (أ.ب)
TT

مشاهير يتحدثون عن {أفضل وأسوأ} هدايا تلقوها في أعياد الميلاد

الممثل الأميركي أليساندرو نيفولا (أ.ب)
الممثل الأميركي أليساندرو نيفولا (أ.ب)

هل ما زلت تتساءل ما هي الهدايا التي ستشتريها لأحبائك وأصدقائك في عيد الميلاد للعام الحالي؟ قد يساعدك المشاهير في حسم قرارك. فيما يستعد المتسوقون لموسم الاحتفال، سألت «رويترز» عدداً من النجوم عن هداياهم المفضلة للأعياد، وأيضاً عن أسوأ هدايا تلقوها.
وتنوعت الإجابات من اللعب الجذابة وحتى مكنسة كهربائية مستعملة. وقال المخرج والممثل برادلي كوبر إنه يتذكر بالكثير من الإعجاب أفضل هدية لعيد الميلاد حصل عليها وهو في الثامنة من عمره، وقد كانت عصا قائد فرقة موسيقية. وقالت الممثلة الآيرلندية سيرشا رونان، إن الهدايا المتعلقة بهاري بوتر التي تلقتها وهي طفلة، «كانت على الأرجح أفضل سنوات في حياتي». وأدى كوبر مؤخرا دور البطولة في فيلم «مولد نجم» (إيه ستار إز بورن)، فيما تلعب رونان دور «ماري ملكة الاسكوتلنديين» (ماري كوين أوف سكوتس).
من جانبه، اختار الممثل البريطاني جو ألوين سيارة لعبة كبيرة الحجم كأفضل هدية، فيما تصدرت لعبة «أسترو وورز» الإلكترونية في الثمانينات قائمة الممثل الاسكوتلندي ديفيد تينانت وقال: «أهدتني زوجتي واحدة العام الماضي... كانت قديمة جدا لكنها كانت لحظة مؤثرة جدا».
أما عن الهدايا الفظيعة فيتذكر الممثل الأميركي أليساندرو نيفولا أن والده أهداه في مرة من المرات مكنسة كهربائية مستعملة قائلاً: «أعتقد أنه كان يحاول أن يبعث لي من خلالها برسالة».
وتلخص الممثلة الأميركية ليزلي مان رؤيتها للهدايا غير المرغوبة وتقول: «زوجي يحب أن يقدم لي هدايا مثل رحلات يود هو الذهاب فيها... سيكون هذا مثالا على هدية سيئة». فيما تحكي الممثلة البريطانية إميلي بلانت نجمة فيلم «عودة ماري بوبينز» (ماري بوبينز ريتيرنز)، أن جدتها اعتادت أن تعيد تقديم الهدايا لها. وقالت: «كانت تهديني الشال الذي اشتريته بحب لها... جعلني الأمر أضحك دائماً». والأغرب أن من تشاركها في بطولة الفيلم الممثلة الإنجليزية إميلي مورتيمير تلقت مرة صينية لمكعبات الثلج ملفوفة بورق الجرائد.
ومثل الكثيرين فإن الهدية النموذجية المعروفة وهي الجوارب، وجدت طريقها أيضاً إلى أسفل شجرة عيد الميلاد لدى المشاهير.
وقال الممثل الأميركي لين مانويل ميراندا: «أعتقد أن أسوأ هدية دائماً أحصل عليها هي الجوارب... أستطيع أن أشتري لنفسي الجوارب يا والدي». ويقول النجم ستيف كاريل، إنه تلقى في مرة من المرات جوارب بابا نويل، ويضيف: «تلك الهدايا... مثل هدية العمة التي رأتك ثلاث مرات، وترسلها إليك من دون أن تعلم ما تحب وما تكره، أو فقط تشتري لك شيئاً من محطة الوقود في طريقها إليك، هذا النوع من الهدايا... لكن أتعلم؟ عليك أن تقدر الهدية أيا ًكانت لأنها تقدم إليك من باب الحب».



«التقاليد الخالدة» لهيبت بلعة بواب... «الحياة حلوة بس نفهمها»

جانب من معرض «التقاليد الخالدة» (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «التقاليد الخالدة» (الشرق الأوسط)
TT

«التقاليد الخالدة» لهيبت بلعة بواب... «الحياة حلوة بس نفهمها»

جانب من معرض «التقاليد الخالدة» (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «التقاليد الخالدة» (الشرق الأوسط)

رحلة عبر مراحل العمر ومحطات من يوميات أهل المدينة والقرية تصحبنا بها الفنانة التشكيلية هيبت بلعة بواب. في معرضها «التقاليد الخالدة» في غاليري «آرت أون 56» في الجميزة، تترجم تأثّرها بجذورها. تستوقفك شخصيات لوحاتها من جيل الشباب والمتقدمين في العمر. جميعهم كما تذكر هيبت لـ«الشرق الأوسط» يعبّرون عن فكرة واحدة: «الحياة حلوة بس نفهمها».

تُخبر الفنانة التشكيلية في لوحاتها قصصاً تنبثق من قطار العمر. تأخذ على عاتقها جرّ عربات الركاب على سكّة واحدة عنوانها الإيجابية. في غمرة العمر تتوقف الفنانة في مقهى بيروتي، يضم مجموعة من الشباب المبتهجين. وفي لوحة أخرى تأخذنا إلى القرية ضمن صبحية نسائية حيث يرتشفن خلالها القهوة. يمرّ زائر المعرض على مواسم الربيع والصيف في الطبيعة اللبنانية، فتطالعه باقة لوحات تزدحم بالألوان الزاهية، تُلقي على مشاهدها تحيّة مشبّعة بالتفاؤل.

الفنانة أمام واحدة من لوحاتها «حديث جانبي» (الشرق الأوسط)

بفن «الكولاج» المشهورة به، تلاقي الفنانة بأحجامِ لوحاتها الفضفاضة مساحة حرة للتعبير. وتقول: «بداية رحت أنفّذ لوحاتي على (كارد بورد) لا يتجاوز طولها متراً وعرضها 70 سنتمتراً. لم أشعر بالاكتفاء للتعبير عن أفكاري. حينها، انتقلت إلى مساحات أوسع، لتستريح عليها شخصياتي بحرّية. فالأمل والتفاؤل لا يمكننا تقييدهما بمساحة صغيرة. ولذلك أحلّق ضمن هذه المساحات الشاسعة أترجم رؤيتي الخاصة للقصة المروية في اللوحة».

تصف هيبت نفسها بـ«الإيجابية»، تكره التشاؤم ولا تلتفت أبداً إلى النواحي السلبية في الحياة. وتتابع: «يأتي الإنسان هدفاً أساسياً في لوحاتي. وأعمل على تطوير شكله الخارجي من عمر إلى آخر. أدخل في أدقّ التفاصيل في أزيائه كما في ملامح وجهه ولغة جسده».

تطبق هيبت قاعدتها الذهبية هذه على جميع لوحاتها. وإذا ما دقّق ناظرها في تفاصيلها فلا بد أن يلفته هذا التناغم في قالب اللوحة ككل. وكما في «حديث جانبي» كذلك في لوحات «الاحتفال» و«لقاء الأحد» و«على رصيف المقهى» وغيرها، تحضر جرعات كبيرة من البهجة. الوجوه كما الثياب والأماكن تتّسم بها.

لوحة «البحث عن السلام» وصراع القوى العظمى (الشرق الأوسط)

وفي جميع الحالات لا تستغني عن الأخضر. فتُبرز هذا اللون في خلفية لوحة، أو على نقشة تغطي الأرضية، كما يحضر بشكل لافت من خلال الطبيعة. «انظري هنا إلى بنطال هذا الشاب، تلوّحه ظلال شجرة رسمتها بتأن. وهناك في لوحة (البحث عن السلام) تركت العصافير تنتصر على صراعات القوى العظمى. فكل منهما يشدّ بالحبل من ناحيته. والعصافير الملونة تقطع طريق الحروب ليحلّ السلام».

تهتم هيبت بتأليف قصة كل لوحة. وتعلّق خلال جولتها في المعرض: «تركيبة اللوحة تعني كثيراً لي، وأحياناً أزوّدها بأبعاد مختلفة لتشبه نظرتي المتفائلة للحياة، فتصبح الصورة بشخصياتها الأمامية تتصدر المشهد، في حين زحمة الناس في عمق اللوحة تضع الجميع في فضاء ينبض بالحياة».

تقول هيبت إن شخصيات لوحاتها غير صامتة. فهي تتكلّم عن نفسها إن في التقنية المستخدمة من «كولاج» و«أكليريك» و«سيلك سكرين»، أو في أسلوب حياتها المنعكسة على ملامحها.

معرض «التقاليد الخالدة» لهيبت بواب في غاليري «آرت أون 56» (الشرق الأوسط)

ترتكز لوحات هيبت على مراحل محدّدة، تبدأها بتقطيع الورق ومن ثم بتحديد محتواها ولصقها، فتشرّحها بداية لتعود وتعيش حالة ذوبان مع بعضها بعضاً.

يعود تاريخ لوحاتها المعروضة إلى عامين سابقين 2023 و2024، وتعلّق: «إنها نتاج ذكريات أخزّنها في ذهني، نفّذتها على مرحلتين وكان السلام خاتمتها في العام الماضي».

تتميز لوحات الفنانة اللبنانية بانسيابية مكنوناتها وزهوة ألوانها. وفي معرض «بينال» في الصين تصدّرت واحدة من لوحاتها مشهد فن «الكولاج» بين فنون أخرى مشاركة.

تستغرق الدقة في التصميم والتنفيذ الوقت لتولد اللوحات منسجمة مع رؤية صاحبتها. فذكرياتها المزدحمة بين أناملها الرشيقة لا يمكن ترجمتها بين ليلة وضحاها. وتقول: «لا أتقيّد بوقت معين بل أترك لأفكاري الولادات الحرة والمتتالية». في لوحة «حديقة الصنائع» تصوّر كل ما يلفتها في هذه الواحة البيروتية العريقة. «أحياناً أزورها ومرات أتفرّج على زوارها من بعيد عندما أمارس هواية المشي. أتخيل المشهد أمامي وأنا أنفّذ اللوحة. أنقل طبيعتها والناس الجالسين فيها، وبينهم المتقدمون في العمر يتسلّون بورق اللعب».

العودة إلى الجذور عنوان يطغى على لوحاتها (الشرق الأوسط)

تتنقل شخصيات لوحات هيبت بين مكان وآخر، كل حسب عمره ومزاجه. فهنا جلسة شبابية لفتيات يتسامرن بشتى الأحاديث. وهناك في ركن آخر مجموعة من الرجال المتقاعدين عن العمل، يجلسون على كراسي خيزران يدخنون السجائر أو يشردون بنظراتهم في الفراغ.

وبين الوديان والجبال تمرّ هيبت على قطيع الغنم، وكذلك على حقول الزيتون لتوقظ بزائرها الحنين إلى الجذور. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «رغبت من خلال هذا المعرض أن أوصل رسالة إيجابية. فلوحاتي تقولها بوضوح: تفاءلوا ولا تفقدوا الأمل. وكلما أظهرتم حبّكم للحياة، قابلتكم بالمثل».