إدانة أممية لاعتداء على مسؤول أمني في طرابلس

جدل بين حرس المنشآت النفطية وكتيبة أغلقت أكبر الحقول

صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه مع قيادات أمنية وعسكرية في طرابلس
صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه مع قيادات أمنية وعسكرية في طرابلس
TT

إدانة أممية لاعتداء على مسؤول أمني في طرابلس

صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه مع قيادات أمنية وعسكرية في طرابلس
صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه مع قيادات أمنية وعسكرية في طرابلس

أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تعرض مسؤول أمني بارز في حكومة الوفاق الوطني لاعتداء مسلح في طرابلس، بينما التزمت الحكومة التي يترأسها فائز السراج الصمت.
ونددت البعثة، في بيان، بتعرض آمر جهاز الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية في جنوب طرابلس، صلاح المرغني، وأسرته، لاعتداء أدى إلى مقتل زوجته وإصابته أمام أطفاله أول من أمس. وشددت على «وجوب انتهاء عمليات القتل خارج القانون على غرار العصابات، والإخفاء القسري في طرابلس»، داعية إلى «تقديم الجناة للعدالة، فهذه جرائم تنتهك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدوليين».
وهاجم مسلحون مجهولون منزل المرغني في ضواحي طرابلس، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ولم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة السراج، رغم أنه اجتمع مع رئيس مركز العمليات المشتركة اللواء حسين عبد الله، ورئيس لجنة الترتيبات الأمنية اللواء حماد عبود، وأعضاء اللجنة، ومسؤول التنسيق في بعثة الأمم المتحدة.
وقال مكتب السراج، في بيان، إن «القادة العسكريين والأمنيين قدموا شرحاً عما تم تنفيذه من تدابير أمنية وعسكرية لتأمين طرابلس الكبرى، ومن بينها عمليات التمركز وإجراءات التنسيق بين اللجنة وبعثة الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن السراج «باعتباره القائد الأعلى للجيش، أصدر تعليماته في ما يخص الخطوات المقبلة، وتوفير ما يلزم لنجاحها، لتشمل مستقبلاً المدن الليبية الأخرى».
من جهة أخرى، بدأت السلطات القضائية في طرابلس تحركاً لاعتقال أشخاص تتهمهم المؤسسة الوطنية للنفط بالتحريض على إغلاق حقلي الشرارة والفيل، وإيقاف ضخ النفط منهما. وأكد مدير التحقيقات في مكتب النائب العام الصديق الصور، في تصريحات تلفزيونية أمس، صدور مذكرة استدعاء في حق كل من بشير الشح وعبد العزيز أغنيمة، بعد بلاغ مقدم ضدهما من مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط.
وطالب رئيس جهاز المباحث الجنائية آمر «قوة الردع الخاصة» بضبط وإحضار المتهمين، بينما قلل مصباح اللافي، منسق ما يعرف باسم «حراك غضب فزان» الذي يتبنى عملية إغلاق الحقول النفطية، من هذه الخطوة، وقال إنها «لن تزيدنا إلا إصراراً».
كان جهاز حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة السراج قد أكد، على لسان ناطق باسمه، رفضه إغلاق المنشآت النفطية تحت أي ذريعة، متهماً «الكتيبة 30» التي تؤمن حقل الشرارة حالياً، والتي تتبع وزارة الدفاع في الحكومة، بعدم استكمال إجراءات ضمها إلى حرس المنشآت. لكنه مع ذلك لفت إلى وجود مئات المدنيين من أبناء المنطقة ضمن قوة الكتيبة، الذين قال إنهم يشاركون في احتجاجات حقل الشرارة للمطالبة بصرف مستحقاتهم.
في المقابل، نفى الناطق باسم «الكتيبة 30»، صالح محمد، اتهامات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بأن الكتيبة عبارة عن ميليشيات، وقال في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس إن «عناصر الكتيبة يحملون أرقاماً عسكرية، وصنع الله التزم في السابق بدفع مرتباتهم، قبل أن يتنصل من المسؤولية لاحقاً».
ولفت إلى أن «الكتيبة سبق أن خاطبت السلطات التي تجاهلت مطالب حراك فزان»، مشيراً إلى أنها «لن تتدخل لإجبار الأهالي على الخروج من حقل الشرارة لأنهم دخلوه بشكل سلمي... لدى هؤلاء مطالب مشروعة، والدولة لم ترسل لهم من يحاورهم، وتهديدات صنع الله غير مقبولة».
إلى ذلك، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن وجود 40 ألف نازح من تاورغاء في حاجة عاجلة للدعم الإنساني في مختلف أنحاء ليبيا. وأوضحت، في بيان، أنها «قامت منذ اندلاع الاشتباكات في طرابلس وحولها، في أغسطس (آب) الماضي، بتنسيق الجهود الإنسانية مع الشركاء من أجل الوصول إلى المجتمعات المتضررة، بما فيها النازحين في المدينة وحولها، ومن ثمّ بادرت بتوسيع نطاقها أخيراً، لتشمل المجتمعات المستضيفة والسكان النازحين في المناطق البعيدة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.