الصومال: دعوات للحوار عقب توقيف «أبو منصور»

مختار روبو «أبو منصور» (رويترز)
مختار روبو «أبو منصور» (رويترز)
TT

الصومال: دعوات للحوار عقب توقيف «أبو منصور»

مختار روبو «أبو منصور» (رويترز)
مختار روبو «أبو منصور» (رويترز)

دعا ممثلون عن المجتمع الدولي، أمس، قادة الصومال للسعي للحوار لحل الخلافات السياسية قبل إجراء الانتخابات المحلية في إقليم جنوب غربي الصومال.
وأعرب مبعوثون من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ودول أخرى، عن قلقهم إزاء الاشتباكات الأخيرة في الإقليم، التي أدت للقبض على المؤسس المشارك لحركة «الشباب» مختار روبو (أبو منصور)، وتم تسليمه لوكالة المخابرات الأمنية الوطنية بعد نقله من بيداوة التي تبعد نحو 270 كيلومتراً عن العاصمة مقديشو. وبعدما أعربوا في بيان مشترك عن أسفهم لكل العنف والأعمال الأخرى، التي قد تزيد من تفاقم الوضع الإنساني في الصومال، أكدوا وجوب تقديم دعم موحد لإطار عمل تم الاتفاق عليه حول إدارة الانتخابات. وحثوا كل الأطراف على احترام نزاهة العملية الانتخابية.
بدورها، أكدت لجنة الانتخابات بإقليم جنوب غربي الصومال اعتزامها إجراء الانتخابات رغم القبض على روبو، الزعيم السابق بـ«الشباب»، أحد المرشحين المتنافسين على الرئاسة في الانتخابات التي كانت ستجرى الأربعاء المقبل.
واندلعت مظاهرات بعد القبض عليه بين موالين لروبو وقوات الأمن الصومالية في مدينة بيداوة. فيما نفت قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) تورطها في اعتقال «أبو منصور». وقالت في بيان لها، إنها لم تشارك في اعتقال روبو ولا نقله إلى مقديشو، قبل أن تتعهد بمواصلة احترامها سيادة شعب وحكومة الصومال والاعتراف بها، وتكرر عزمها البقاء على الحياد خلال تنفيذ مهمتها في البلاد.
في المقابل، دعا رئيس البرلمان الاتحادي في الصومال، محمد مرسل شيخ عبد الرحمن، للإفراج عن مختار روبو، وتأجيل الانتخابات الرئاسية لإقليم جنوب غربي الصومال الذي ترشح لها روبو. وقالت وزارة الأمن الداخلي الصومالية، إنها ألقت القبض على روبو للاشتباه في أنه أدخل «متشددين» وأسلحة إلى بيداوة عاصمة إقليم جنوب غربي الصومال. وقال المتحدث باسم روبو، في بيان، إنه على لجنة الانتخابات في إقليم جنوب غربي الصومال تأجيل الانتخابات لحين هدوء الأوضاع وتوفر أجواء حرة ونزيهة وبناءة لإجراء التصويت. ودعا لسرعة الإفراج عن المرشح المعتقل والسماح له بالعودة لمنطقته بشكل سلمي.
وتعد الانتخابات خطوة مهمة في ظل تنامي النزاع على السلطة بين الحكومة المركزية التي تدعمها الولايات المتحدة والأقاليم التي يوجد بها مقاتلو حركة «الشباب» بعد حرب أهلية طويلة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.