الأردن وهولندا لتكثيف الجهود لحل الأزمة السورية

TT

الأردن وهولندا لتكثيف الجهود لحل الأزمة السورية

أكد وزيرا الخارجية الأردني أيمن الصفدي والهولندي ستيف بلوك، أمس (الأحد)، ضرورة تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية.
وأكد الوزيران في تصريحات مشتركة عقب لقاء عقداه في العاصمة الأردنية عمان، أمس، أن البلدين سيطلقان مزيداً من برامج التعاون التي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والمياه والزراعة والتعليم المهني.
وشدد الوزيران على أهمية عمل البلدين معاً، وفي إطار التحالف الدولي، في محاربة الإرهاب وتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستعرض الصفدي وبلوك التطورات في المنطقة، وفي مقدمتها تلك المرتبطة بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والأزمة السورية.
وقال إن القضية الفلسطينية تصدرت المحادثات التي أجراها مع وزير خارجية هولندا، وثمن الصفدي موقف هولندا الداعم لحل الدولتين ودعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
وحذر الصفدي من تبعات التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ومن غياب أفق التقدم نحو حل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ووجه الصفدي الشكر لهولندا لدعمها اللاجئين السوريين ومساعدتها المملكة في تحمل أعباء استضافة مليون و300 ألف مواطن سوري. وثمن الوزير الهولندي، من جانبه، المواقف والسياسات الأردنية، وقال إن بلاده تعتبر «المملكة واحة للأمن والاستقرار في منطقة صعبة الظروف».
في سياق متصل، قال وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين، إنه تمت إعادة توطين 377 من عناصر الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، في دول الاتحاد الأوروبي، من أصل 429 كانوا دخلوا الأردن، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال مبيضين أمام البرلمان، أمس (الأحد)، إن الأردن سمح بدخول 422 من «الخوذ البيضاء» عن طريق جسر الشيخ حسين (جسر بين الأردن وإسرائيل)، بعد التنسيق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتدقيق أمني، وسجل 7 حالات ولادة، ما رفع عددهم إلى 429. وأشار مبيضين إلى أنه ستتم إعادة توطين البقية، دون أن يحدد موعداً، لافتاً إلى أن الأمر يخضع لإجراءات الدول التي تريد ذلك. وأكد أن الدولة أعدت مكاناً خاصاً داخل مخيم الأزرق للاجئين السوريين، لإقامة هؤلاء الأشخاص. وأوضح أن الأجهزة الأمنية «لم ترصد أي مخالفة تهدد الأمن الوطني من قبلهم».
من جهته، طالب النائب الأردني طارق خوري بتسليم ما تبقى من عناصر «الخوذ البيضاء» إلى سوريا، متهماً إياهم بـ«خيانة وطنهم».
يشار إلى أن خوري من أكثر المدافعين عن النظام السوري تحت قبة البرلمان الأردني. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في تصريحات سابقة إن عناصر الخوذ البيضاء الذين تم إجلاؤهم من سوريا في يوليو (تموز) الماضي، لم تقبلهم كندا، أو دول أوروبية، وإنهم لا يزالون في الأردن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.