بومبيو وماتيس اعتبرا تصويت «الشيوخ» حول حرب اليمن «قابلاً للنقاش»

أكدا عمق العلاقة الأميركية ـ السعودية

مايك بومبيو وجيمس ماتيس مع نظيريهما الكنديين في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء الجمعة (أ.ف.ب)
مايك بومبيو وجيمس ماتيس مع نظيريهما الكنديين في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء الجمعة (أ.ف.ب)
TT

بومبيو وماتيس اعتبرا تصويت «الشيوخ» حول حرب اليمن «قابلاً للنقاش»

مايك بومبيو وجيمس ماتيس مع نظيريهما الكنديين في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء الجمعة (أ.ف.ب)
مايك بومبيو وجيمس ماتيس مع نظيريهما الكنديين في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء الجمعة (أ.ف.ب)

أكد وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين مايك بومبيو وجيمس ماتيس، أن العلاقة السعودية الأميركية والتحالف الطويل بين البلدين لعقود طويلة يخدم مصالح البلدين، ويحافظ على الأمن الأميركي وسلامة المواطنين الأميركيين، وأن التصويت الذي اتخذه الكونغرس الأميركي بشأن وقف المساعدات الأميركية في حرب اليمن أمرٌ خاضع للمناقشة مع الإدارة الأميركية.
وقال بومبيو في رد على سؤال عن رأيه في تصويت مجلس الشيوخ، إن الإدارة الأميركية بما فيها وزارة الخارجية تقدّر أعمال الكونغرس الأميركي والجهود التي يبذلها أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، مشيراً إلى وجود مناقشات وتواصل مستمر بين الجهتين التشريعية والتنفيذية في ما يخص الشؤون السياسية الخارجية والحفاظ على سلامة وأمن المواطنين الأميركيين.
وأضاف: «لدينا تواصل مباشر ودائم مع المشرعين وما هي آراؤهم وخططهم في الشؤون الخارجية والعمل، للحفاظ على سلامة وأمن بلادنا، ونحن على علم بالتصويت الذي حصل في مجلس الشيوخ بالكونغرس، لكن أودّ التوضيح والتأكيد أن الرئيس دونالد ترمب سبق أن توعّد باتخاذ الخطوات اللازمة والرد على حادثة مقتل خاشقجي، وعلينا النظر أيضاً في الآلاف الذين قُتلوا بسبب إيران وميليشياتها في العالم، الذين بسببهم قُتل العديد من الجنود الأميركيين، والتهديد الذي يواجه أمننا ومواطنينا».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد بمقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن مساء أول من أمس، بين الوزيرين الأميركيين ونظيريهما الكنديين كريستينا فريلاند وزيرة الشؤون الخارجية، وهارجيت ساجان وزير الدفاع، وذلك لإجراء مناقشات حول السياسات بين البلدين.
بدوره، علّق جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي، في رده على السؤال، بأن الولايات المتحدة تربطها علاقة قوية وتاريخية مع السعودية، ويهمها الحرص على تلك العلاقة وإنهاء الأزمة اليمنية، لافتاً إلى أن البلدين عملا معاً مع الأمم المتحدة على إنهاء هذه الحرب، وهي في طريقها للانتهاء وفق العملية السياسية، وأوضح ماتيس أن التعاون الأميركي في هذه الحرب كان تعاوناً استخباراتياً واستراتيجياً، وإمداداً عسكرياً.
كان وزير الخارجية الأميركي قد أشاد في بيان أول من أمس، بالمشاركين في المشاورات اليمنية التي عُقدت لمدة أسبوع منذ السادس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لإحراز تقدم في المبادرات الرئيسية السياسية بين الأطراف المتنازعة، بما في ذلك وقف إطلاق النار وسحب القوات في الحُديدة وتبادل الأسرى وفتح ممرات إنسانية لمدينة تعز، معتبراً أنه على الرغم من أن العديد من التفاصيل لا تزال خاضعة لمزيد من المناقشة، فإن «هذه المشاورات بين حكومة الجمهورية اليمنية والحوثيين تمثل خطوة أولى محورية، وأن جميع الأطراف لديهم فرصة للبناء على هذا الزخم وتحسين حياة جميع اليمنيين».
وأضاف: «من الآن فصاعداً، يجب أن يستمر الجميع في المشاركة ويقلل من حدة التوتر ويوقف الأعمال العدائية الجارية، هذه أفضل طريقة لإعطاء هذه المشاورات المستقبلية والمقبلة فرصة للنجاح، وتشكر الولايات المتحدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، على قيادته لهذه الجهود والتفاؤل المستمر والقدرة على إلهام المصالحة، كما نشكر حكومة السويد على استضافتها، فضلاً عن حكومات الكويت وعمان والسعودية والإمارات والعديد من الحكومات الأخرى التي ساعدت في تسهيل ودعم المشاورات، ولن يكون العمل المستقبلي سهلاً لكننا رأينا ما بدأ العديد من غير المرئيين في التبلور، والسلام ممكن يمكن أن تكون نهاية هذه المشاورات بداية فصل جديد لليمن».
يذكر أن اجتماع الوزراء الأميركيين والكنديين، أول من أمس، ناقش المخاوف المتبادلة حول احتجاز المواطنين الكنديين في الصين، كما بحث عديداً من القضايا العالمية التي تتعاون فيها الولايات المتحدة وكندا، بما في ذلك ملفات كوريا الشمالية وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وسوريا والعراق، كما ناقشوا سبل تعزيز الرخاء والأمن الاقتصادي المشترك.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».