تركيا تؤكد أنها ستواصل قصف مواقع «العمال الكردستاني» في العراق

TT

تركيا تؤكد أنها ستواصل قصف مواقع «العمال الكردستاني» في العراق

أكدت وزارة الخارجية التركية أمس أن تركيا ستواصل ضرب حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بعد يوم من تقديم بغداد شكوى رسمية من أن الضربات الجوية التركية المتكررة تنتهك سيادتها وتعرض المدنيين للخطر.
وكان الجيش التركي قد أعلن أول من أمس أنه قتل ثمانية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني مما دفع السلطات العراقية لاستدعاء السفير التركي.
وتقصف تركيا على نحو متكرر قواعد الحزب عبر حدودها الجنوبية وتقول إن المقاتلين يستخدمون المناطق النائية والجبلية في شمال العراق قاعدة لتنفيذ هجمات داخل تركيا حيث يشن الحزب المحظور حملة تمرد مسلحة منذ الثمانينيات. وهدد الرئيس رجب طيب إردوغان هذا العام بتنفيذ هجوم بري في شمال العراق. وأعلن الأسبوع الماضي عن عملية وشيكة تستهدف المقاتلين الأكراد في سوريا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن حامي أقصوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، قوله إن «أنشطة منظمة حزب العمال الكردستاني في أراضي العراق وسوريا أصبحت قضية أمن قومي لتركيا». وأضاف أن الحكومة في بغداد عليها واجب منع استخدام أراضي العراق قاعدة لتنفيذ هجمات على جيرانه. ووصف الضربات الجوية التي نُفذت أول من أمس بأنها دفاع عن النفس أقدمت عليه تركيا بعدما لم تجد تحركاً من جانب العراق. وأضاف أقصوي: «ستستمر هذه العمليات في الحرب على الإرهاب ما دامت منظمات إرهابية تقبع بأراضي العراق وما دامت الاحتياجات الأمنية لدى تركيا تستدعي ذلك».
وفي وقت لاحق أمس، قال الجيش التركي إن طائراته الحربية قصفت مجدداً أهدافاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في تجاهل لاحتجاج بغداد. ونقلت وكالة «رويترز» عن القوات المسلحة التركية قولها في بيان على «تويتر» إنها نفّذت ضربات جوية في شمال العراق يومي 14 و15 ديسمبر (كانون الأول)، مما أسفر عن مقتل سبعة مسلحين. وخلال كلمة أمس، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن الضربات الجوية التركية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار العراقية «حوّلت هذه الأماكن إلى قبورهم». وأضاف لأنصاره في مدينة دنيزلي بجنوب غربي تركيا: «سندفنهم في الحفر التي حفروها».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».