العثماني يعلن تضامن «العدالة والتنمية» مع قيادي اتهم بالمساهمة في القتل العمد

قضاة المغرب يبحثون إمكانية مقاضاة وزير في الحكومة

TT

العثماني يعلن تضامن «العدالة والتنمية» مع قيادي اتهم بالمساهمة في القتل العمد

قال سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، قائد التحالف الحكومي، إن إحالة قضية عبد العالي حامي الدين على القضاء من جديد «غير مفهومة قانونيا وحقوقيا»، وجدد التأكيد على أن الحزب متضامن بشكل مطلق مع القيادي حامي الدين.
وأضاف العثماني خلال افتتاح الندوة الوطنية الرابعة للحوار الداخلي، الذي أطلقه الحزب حول موضوع «النموذج التنظيمي وخلاصات الحوار وأسئلة المستقبل»، أمس بمدينة مراكش، أن أعضاء حزب العدالة والتنمية «مجمعون على موقفهم من قضية حامي الدين، ولا مجال للتشكيك في ذلك»، معتبرا ما يروج من انقسام حول القضية تقف وراءه «جهات تريد التشكيك، وتحاول أن تتنبأ بحزب العدالة والتنمية مشتتا وضعيفا. لكن هذا لن يحصل».وشدد العثماني على أن موقف حزب العدالة والتنمية من إعادة محاكمة القيادي في صفوفه «ليس موقفا عاطفيا وسياسيا، بل موقف مبني على رؤية قانونية وحقوقية، وانتصار لدولة الحق والقانون»، مبرزا أن «الحزب يحترم المؤسسات... وسنناصر حامي الدين في الأمور التي هي حق، ولا ندافع على من أخطأ وخالف القانون، ونعرف بأن هذه القضية هي حق»، وذلك ردا على الانتقادات التي وجهت للحزب، واعتبرت موقفه من القضية تدخلا في استقلالية القضاء ومحاولة للتأثير فيه. كما أشار العثماني إلى أن قضية حامي الدين، الذي يتابع أمام محكمة الاستئناف بمدينة فاس (وسط)، بتهمة المساهمة في القتل العمد للطالب اليساري محمد آيت الجيد بنعيسى في تسعينات القرن الماضي، سبق أن صدر فيها «حكم قضائي نهائي وقرار تحكيمي لهيئة الإنصاف والمصالحة»، مبرزا أن إعادة فتح القضية «قرار خارج المنطق والسياق الذي عاشته بلادنا في التصالح مع الماضي».
وسجل العثماني أن إعادة فتح هذه القضية تعني أن «كل القرارات التي بتت فيها هيئة الإنصاف والمصالحة ينبغي فتحها وإعادتها إلى نقطة الصفر وهذا غير منطقي»، ومضى موضحا أن قواعد المحاكمة العادلة تقتضي أنه إذا كان هنا قرار قضائي نهائي «لا يمكن إعادة فتح الملف كل مرة، لأن هذا يضرب في العمق الأمن القانوني، واستقرار الأحكام القضائية»، حسب تعبيره.
وبخصوص الحوار الداخلي للحزب، أكد العثماني أن الندوات عرفت نقاشا مسؤولا وناضجا للوصول إلى قراءة جماعية مشتركة لتقييم المرحلة، والنظر إلى المستقبل، مبرزا أن هذا الأمر هو الغرض الأساس من الحوار الداخلي.
وأوضح العثماني أن المحطة الحالية «تستشرف المستقبل، وتبني على ما ناقشناه وأسسناه في المحطة السابقة»، مبرزا أن الندوة هي «المحطة الأخيرة من الندوات المركزية، وسننتقل إلى المستوى المجالي ليشارك أكبر عدد من الإخوة والأخوات في الحوار».
وكان الائتلاف المغربي للجمعيات المهنية القضائية قد لوّح بإمكانية متابعة المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والقيادي في حزب العدالة والتنمية، بتهمة القذف. وعبر رؤساء الجمعيات المهنية الأربع المشاركة في الائتلاف، وهي الودادية الحسنية للقضاة، والجمعية المغربية للنساء القاضيات، ورابطة قضاة المغرب، والجمعية المغربية للقضاة، خلال لقاء صحافي مساء أول من أمس بالدار البيضاء، عن غضب القضاة من رد فعل الرميد على قرار قاضي تحقيق في فاس بشأن إعادة فتح متابعة قضائية ضد زميله في الحزب حامي الدين، وذلك على خلفية قضية قتل الطالب اليساري أيت الجيد بنعيسى سنة 1993.
وقال عبد الحق العياسي، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، إن قضاة المغرب «غاضبون ومستاؤون من التصريحات والتدوينات التي نشرت عبر وسائل الإعلام، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص قرار قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بفاس، المتعلق بقضية الضحية أيت الجيد، وما ترتب عنها من تطاول خطير على استقلال السلطة القضائية، الذي يعد حقا مجتمعيا»، في إشارة إلى ردود فعل أعضاء قياديين في حزب العدالة والتنمية على قرار القاضي. وأضاف العياسي «نحن نشجب ونستنكر ونرفض استعمال بعض الجهات المسؤولة داخل الحكومة والبرلمان لمصطلحات غير لائقة من قبيل (الاجتهاد الأخرق)، و(انحراف جسيم يستوجب المساءلة)، و(انقلاب على العدالة في حالة صمود قرار قاضي التحقيق خلال المراحل اللاحقة)، إلى غير ذلك من العبارات التي تشكل مسا خطيرا باستقلال السلطة القضائية، وتحريضا وتأجيجا غير مسؤول ضد القضاء».
وأوضح العياسي أن تصريحات الرميد تكتسي أهمية خاصة بسبب موقعه كوزير عدل سابق، ووزير دولة مكلف حقوق الإنسان، لذلك فإن الائتلاف قرر الرد عليها بقوة بناء «على دور الجمعيات المهنية في الدفاع عن استقلال السلطة القضائية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.