مصر: اكتشاف مقبرة عمرها 4400 سنة ومزينة بنقوش ملونة

داخل المقبرة التي اكتُشفت أخيرا أمس (الشرق الأوسط)
داخل المقبرة التي اكتُشفت أخيرا أمس (الشرق الأوسط)
TT

مصر: اكتشاف مقبرة عمرها 4400 سنة ومزينة بنقوش ملونة

داخل المقبرة التي اكتُشفت أخيرا أمس (الشرق الأوسط)
داخل المقبرة التي اكتُشفت أخيرا أمس (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف مقبرة «واح تي» كاهن التطهير الملكي في عهد الملك «نفر إير كا رع»، ثالث ملوك الأسرة الخامسة، التي يعود عمرها إلى 4400 سنة. وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، أمس، إن «البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة بمنطقة سقارة الأثرية اكتشفت المقبرة، وهي في حالة جيدة من الحفظ، وجدرانها مزينة بنقوش ملونة تصور صاحب المقبرة وعائلته في مختلف مناحي الحياة. كما تضم مجموعة من (النيشات) (وهي عبارة تجاويف محفورة في الصخر)، وتماثيل لصاحب المقبرة وعائلته بمختلف الأحجام».
من جهته، أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، رئيس البعثة الأثرية، أن «البعثة بدأت أعمالها في أبريل (نيسان) الماضي، وتوقفت في يونيو (حزيران)، ثم استأنفت العمل في أغسطس (آب) الماضي، وقبل الإعلان عن الكشف الأثري الأخير لجبانة الحيوانات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عثرت البعثة عن مدخل المقبرة وكان مغلقاً بالطوب اللبن».
وأضاف وزيري أن «البعثة أزالت طبقات الرديم، وكشفت عن نقوش غائرة في العتب العلوي للسدة، وهي عبارة عن 3 سطور باللغة الهيروغليفية، تحمل «إيم» ولقب صاحب المقبرة «واح تي»، وهو كاهن التطهير الملكي، ومفتش القصر الإلهي، ومفتش معبد الملك «نفر إير كا رع»، ومفتش المركب المقدس، مؤكداً أن «المقبرة لم تمس ولم تفتح من قبل، ولم تتعرض للسرقة»، وموضحاً أنه «بعد إزالة طبقات الرديم من الأرض والكشف عن آبار الدفن، سوف نبدأ العمل فوراً في كشف محتوياتها، إضافة إلى بابين وهميين، أحدهما يخص واح تي، والثاني لوالدته مريت مين»، ومشيراً إلى أن «البعثة مستمرة في عملها في تنظيف الجدران وتقوية النقوش، وكشف أسرار المقبرة».
«الشرق الأوسط» تجولت داخل المقبرة، التي يصل طولها 10 أمتار، وارتفاعها 3 أمتار، وتحمل جدرانها نقوشاً ملونة متعددة لصاحب المقبرة «واح تي»، وزوجته «ورت بتاح»، ومناظر لصاحب المقبرة مع والدته «مريت مين»، ومناظر متعددة للحياة اليومية كتلك الموجودة في مختلف مقابر تلك الفترة، مثل الحفلات الموسيقية، وصناعة النبيذ، وصناعة الفخار، وتقديم القرابين، وإبحار المراكب، والصيد، وصناعة التماثيل والأثاث الجنائزي، وغيرها.
وقال صبري فرج، مدير منطقة آثار سقارة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقبرة تضم 55 تمثالاً لصاحبها وعائلته داخل (نيشات)، عبارة عن 24 تمثالاً كبيراً وملوناً لصاحب المقبرة وعائلته، داخل 18 نيشة، و31 تمثالاً صغيراً داخل 26 نيشة، منحوتة في الصخر لشخص واقف أو جالس في وضع الكاتب، يرجح أنها لصاحب المقبرة، وأفراد عائلته»، مؤكداً «أهمية الكشف نظراً لأن المقبرة لم تفتح من قبل».


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».