عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي يلتقي نظيره الروسي

TT

عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي يلتقي نظيره الروسي

بحث رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، خلال اجتماعهما، أمس، في العاصمة الروسية موسكو، آفاق التعاون بين البلدين في جميع الجوانب الأمنية والعسكرية، لا سيما في مجال تدريب الكوادر العسكرية والأمنية التي ستساهم في دعم أمن واستقرار ليبيا والمساهمة في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي ودور روسيا في إعادة الإعمار في ليبيا. وقال عبد الله بليحق الناطق الرسمي باسم البرلمان الليبي، في بيان له، إن المباحثات شملت تعزيز التعاون البرلماني بين مجلس النواب الليبي ومجلس الدوما الروسي، مشيراً إلى أنهما أبرما اتفاقية لتعزيز العلاقات بينهما، وتأسيس لجنة للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما دعا صالح، روسيا، للمساعدة بخبرتها العسكرية في تدريب الجيش لضمان أمن واستقرار البلاد، وقال في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية، «إن ليبيا بحاجة لموسكو للمشاركة في إعادة إعمار البلاد، بما في ذلك مجال النفط والسكك الحديدية وجميع المرافق والمشروعات الحيوية».
في المقابل، رأى خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، أن قانون الاستفتاء على الدستور الذي قام مجلس النواب بتعديله، في صيغته الحالية يستهدف محاولة إطالة أمد الأزمة وليس حلها. وقال في مؤتمر صحافي نشرت الصفحة الرسمية لمجلس الدولة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقتطفات منه مساء أول من أمس، «نريد تعديل هذا القانون ونطلب من مجلس النواب أن يوافق على ذلك»، مشيراً إلى أن مجلس الدولة اعتمد قانون الاستفتاء خلال العام الماضي وقدمه لمجلس النواب من دون وجود أي مادة مخالفة للإعلان الدستوري أو الاتفاق السياسي. وتابع: «نحن نؤكد في كل جلساتنا على ضرورة الإسراع في طرح الدستور على الاستفتاء وخروج كل الأجسام المتشظية في البلاد، وحاولنا الإسراع بقدر الإمكان لكن الصيغة التي وضعها مجلس النواب لا تنبئ بذلك».
وكانت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أعلنت أن رئيسها غسان سلامة بحث أول من أمس مع أعضاء المجلس الأعلى للدولة عن شرق ليبيا، التحضيرات الجارية لانعقاد الملتقى الوطني، مشيرة في بيان مقتضب لها إلى أن أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم إزاء انتهاكات حقوق الإنسان وأوضاع السجناء والنازحين.
في غضون ذلك، ناقش وفدٌ يضم ممثلين لقبائل غرب وجنوب ليبيا في القاهرة مع أعضاء اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا، إمكانية مساهمة هذه القبائل في حل الأزمة السياسية وإجراء المصالحة الوطنية في ليبيا. وأشاد الوفد الليبي بالجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، معرباً عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى توحيد بقية مؤسسات الدولة في ليبيا.
إلى ذلك، تعرضت محكمة شرق بنغازي الابتدائية إلى هجوم مسلح أول من أمس من قبل مجهولين، بعد محاولتهم تهريب سجناء بالقوة. وقالت المنظمة الليبية للقضاة، في بيان، إن مجموعة مجهولة قامت بالاعتداء على مقر نيابة ومحكمة شرق بنغازي الابتدائية، بواسطة أسلحة متوسطة لتعطيل العمل القضائي، وإخلاء سبيل المحبوسين بالقوة وعرقلة عمل المحكمة. وتتكرر بشكل متواصل عمليات هروب السجناء من السجون الليبية بسبب ضعف تأمينها إلى جانب قلة عناصر جهاز الشرطة القضائية بوزارة العدل، المكلفين بحماية السجناء والإشراف على عملية تأمين نقلهم من السجن وإلى المحكمة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.