يهود أميركيون يمتنعون عن زيارة إسرائيل بعد إلغاء سلطاتها لقاءاتهم مع العرب

TT

يهود أميركيون يمتنعون عن زيارة إسرائيل بعد إلغاء سلطاتها لقاءاتهم مع العرب

تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة وقعها 1500 طالب يهودي في 30 جامعة في أنحاء الولايات المتحدة، يطالبون فيها حكومته بإعادة اللقاءات مع مواطنين عرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، إلى برنامج الزيارات في إطار «تاغليت»، لكي يستمعوا إلى وجهة نظر أخرى مختلفة عن وجهة النظر الرسمية.
وقالت العريضة التي بادرت إليها رابطة الطلاب التابعة لمنظمة «جي ستريت» اليهودية الأميركية اليسارية، إن «إبعاد أصوات الفلسطينيين عن تاغليت تتعارض مع قيمنا الأساسية».
المعروف أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت مشروع «تاغليت» في العام 1999، وأحضرت من خلاله قرابة 500 ألف يهودي من أنحاء العالم إلى جولات في إسرائيل لمدة تتراوح بين أسبوع وعدة أشهر. وبلغ عدد المشاركين نحو 48 ألف شخص فقط في العام الماضي. وحسب «جي ستريت»، يتراجع عدد المشاركين في «تاغليت»، من سنة إلى أخرى، وفي الصيف الماضي، انسحب عدد منهم عندما علموا بأن الحكومة ألغت لقاءاتهم مع العرب. وقد وصفوا ذلك بأنه «توجه أحادي الجانب للبرنامج تجاه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني».
وأشارت المنظمة اليهودية الأميركية إلى أن الفجوة والاغتراب يتسعان بشكل ملحوظ بين إسرائيل والأميركيين اليهود في السنوات الأخيرة، ويتجلى ذلك من خلال تراجع عدد الشبان الأميركيين اليهود الذي يشاركون في مشروع «تاغليت» الحكومي الإسرائيلي، الذي يُجلب من خلاله هؤلاء الشبان إلى إسرائيل، في محاولة لتقريبهم من إسرائيل، وتشجيعهم على الهجرة إليها. وخلال هذه الزيارات يزور المشاركون في هذا المشروع مواقع في البلاد، بينها مستوطنات، خاصة في القدس المحتلة، ورغم أنهم يتعرضون للرواية الإسرائيلية فقط، فإنهم يطلعون على جزء كبير من واقع الاحتلال، ما يجعل قسما منهم يعود إلى الولايات المتحدة مستاء، وحتى إن الكثير منهم ينضم إلى أنشطة حركة المقاطعة (بي دي إس) أثناء دراستهم في الجامعات الأميركية، بحسب تقارير إسرائيلية، بينها تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب.
ونقلت مصادر سياسية عن خمسة ناشطين في مشروع «تاغليت» قولهم إن عدد المشاركين المسجلين في هذا المشروع، وغالبيتهم من الشبان اليهود من الولايات المتحدة، تراجع بنسبة تتراوح ما بين 20 في المائة إلى 50 في المائة، بين ديسمبر (كانون الأول) الحالي ومارس المقبل، مقارنة بالفترة السابقة نفسها. وكان قد سُجل في الماضي تراجع في عدد المشاركين، وبين أسباب ذلك كانت موجات تنفيذ عمليات ومواجهات، لكن التراجع الحالي غير مسبوق، وفقا للصحيفة. وأضافت أن أسباب هذا التراجع ليست معروفة، لكن الناشطين في المشروع اعتبروا أن السبب قد يكون شعور الشبان الأميركيين اليهود بالاغتراب عن إسرائيل.
وأضافت المصادر أن الأبحاث أظهرت أن معظم الشبان اليهود في سنوات العشرين من أعمارهم، يحملون أفكاراً تقدمية، ويشعرون أنهم مرتبطون بإسرائيل بشكل أقل من الأجيال السابقة، وأن سياسات إسرائيل مناقضة لمواقفهم، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وقضية طالبي اللجوء.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.