خمس محافظات إيطالية تتصدر التبادل التجاري مع ألمانيا

TT

خمس محافظات إيطالية تتصدر التبادل التجاري مع ألمانيا

تعتبر أنشطة التصدير والاستيراد بين إيطاليا وألمانيا الأكثر تميزا في الحركة التجارية بين دول الاتحاد الأوروبي. وتتصدر خمس محافظات إيطالية هذه الأنشطة: «لومبارديا» و«فينيتو» و«ايميليا رومانيا» و«لاتسيو» و«بيمنوتني». علاوة على ذلك، تعد برلين الشريك التجاري الأكثر أهمية بالنسبة لروما بين دول الاتحاد، فهي تحتل المرتبة السادسة على لائحة الدولة المصدرة إلى ألمانيا والمركز الخامس على لائحة الدول المستوردة منها.
وتقول تينا فاغنر الخبيرة في الشؤون الاقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي، إن «الشراكة التجارية بين إيطاليا وألمانيا قدرت قيمتها الإجمالية بنحو 121.3 مليار يورو العام الماضي. وهذا رقم قياسي غير مسبوق. ومن المتوقع أن يصل هذا العام إجمالي التبادل التجاري بين البلدين إلى سقف ممتاز جدا».
وأوضحت، أن حركة الصادرات والواردات بين ألمانيا ومحافظة «لومبارديا» شمال إيطاليا، يصل إجماليها إلى 42.2 مليار يورو، أي تقريبا إجمالي الحركة التجارية بين ألمانيا واليابان الذي يربو على 42.4 مليار يورو. «وفيما يتعلق بمحافظة «فينيتو» شمال شرقي إيطاليا فيصل إجمالي الحركة التجارية مع ألمانيا إلى 18 مليار يورو، أي أعلى من إجمالي التبادل التجاري بين ألمانيا وكندا (14 مليار يورو). في حين يبلغ إلى 13.1 مليار يورو مع محافظة «ايميليا رومانيا» شمال شرقي إيطاليا، وهذا أعلى من إجمالي التبادل التجاري بين ألمانيا وفيتنام (13 مليار يورو). و11.2 مليار يورو بين محافظة «بيمونتي» شمال غربي إيطاليا وألمانيا، أي أعلى من إجمالي التبادل التجاري بين ألمانيا وسلوفينيا (11.1 مليار يورو)... ويصل حجم التبادل التجاري مع محافظة لاتسيو وسط إيطاليا إلى 8.7 مليار يورو، وهذا أعلى من إجمالي التبادل التجاري بين ألمانيا والمملكة العربية السعودية (7.4 مليار يورو)».
وتختم الخبيرة فاغنر بالقول: «نظرا للمعطيات التجارية الأخيرة فإن الاقتصاد الإيطالي يتباطأ عندما يتباطأ نظيره الألماني. ويعتبر مسار الناتج القومي في الربع الثالث من هذا العام أبرز مثال على ذلك. إذ تراجع الناتج القومي الألماني 0.2 في المائة، في حين تراجع نظيره الإيطالي للصفر. ومن هذا المنطلق فإن ألمانيا وإيطاليا تتحدثان نفس اللغة التجارية، ولديهما مشاكل مشتركة عدة منوطة بالاقتصاد والصناعة وريادة الأعمال». وبالنسبة لسوق العمل الألمانية فهي «تعد امتدادا لنظيرتها الإيطالية بما أن شريحة كبيرة من الوظائف في إيطاليا تتعلٌق بمدى صحة الشركات الألمانية».
من جانبه يشير أندياس فيلر الخبير الاقتصادي في فرانكفورت إلى أن ألمانيا وإيطاليا تدركان جيدا بأن ثقلهما سيكون أقوى على الصعيد العالمي إن وحدتا قوتهما معا لتقوية منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي.
ويستطرد فيلر، «مع اشتداد المنافسة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والصين، ينبغي على دول الاتحاد العمل على توحيد الموازنات المالية وأذونات الخزائن بهدف التوافق أكثر فأكثر على القوانين التنظيمية والمصرفية. هكذا ستنجح الشركات الإيطالية والألمانية في الاستفادة من تدفق الاستثمارات الأوروبية إليها لتنفيذ مشاريع خاصة بالبنى التحتية، لا سيما في قطاع النقل العام والرقمنة والطاقة والإبداع التكنولوجي».
وقال: «على صعيد الصادرات الألمانية تستأثر الصين بـ9.7 في المائة منها تتبعها هولندا (8.8 في المائة) وفرنسا 6.2 في المائة، والولايات المتحدة الأميركية 5.9 في المائة، ثم إيطاليا 5.4 في المائة، التي تحتل المركز الخامس. ومن ناحية الواردات فإن 8.7 في المائة منها مصدره الولايات المتحدة الأميركية تليها فرنسا 8.2 في المائة، والصين 6.7 في المائة، وهولندا 6.7 في المائة، وبريطانيا 6.5 في المائة، وإيطاليا 5.1 في المائة، التي تحتل المركز السادس».



لاغارد: المزيد من خفض الفائدة ممكن مع تراجع التضخم نحو الهدف

رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
TT

لاغارد: المزيد من خفض الفائدة ممكن مع تراجع التضخم نحو الهدف

رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)

قالت كريستين لاغارد، رئيسة «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الاثنين، إن «البنك» سيتخذ خطوات لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر إذا استمر التضخم في التراجع نحو هدفه البالغ اثنين في المائة، مؤكدة أنه لم يعد من الضروري فرض قيود على النمو الاقتصادي.

وكان «البنك المركزي الأوروبي» قد خفض أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام، ويترقب المستثمرون مزيداً من التيسير في السياسات خلال عام 2025 بعد أن تراجعت مخاوف التضخم بشكل كبير، بينما أصبح النمو الاقتصادي الضعيف الآن يشكل القلق الرئيسي.

وخلال تصريحات لها في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، قالت لاغارد: «إذا استمرت البيانات في تأكيد توقعاتنا الأساسية، فسيكون الاتجاه واضحاً، وسنتوقع خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر»، وفق «رويترز».

وأوضحت لاغارد أن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات «مقيدة بدرجة كافية» لم يعد مبرراً في ظل النمو الضعيف وضغوط الأسعار المعتدلة، في إشارة إلى أن الهدف التالي هو الوصول إلى ما يُسمى «المستوى المحايد» الذي لا يعوق ولا يحفز الاقتصاد. وعلى الرغم من أن مفهوم «الحياد» غامض، فإن لاغارد قد أشارت في السابق إلى أن أبحاث «البنك المركزي الأوروبي» تضعه بين 1.75 في المائة و2.5 في المائة. وهذا يعني أنه قد تحدث تخفيضات أخرى عدة في سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3 في المائة، قبل أن يدخل «البنك» في «مرحلة الحياد».

ويتوقع المستثمرون أن يخفض «البنك المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة في الاجتماعات الأربعة المقبلة، فاحتمال إجراء تخفيض آخر قبل نهاية العام تقدّر بأكثر من 50 في المائة. وهذا قد يدفع بسعر الفائدة الرئيسي إلى أدنى مستويات «النطاق المحايد».

ويُعزى تسريع تخفيف السياسة إلى اختفاء بقايا التضخم المرتفع، مع تراجع ضغوط تكاليف الخدمات التي تشكل أكبر عنصر في سلة أسعار المستهلك. وأضافت لاغارد: «لقد انخفض زخم التضخم في الخدمات بشكل حاد مؤخراً. وتشير هذه البيانات إلى وجود مجال لتعديل هبوطي في تضخم الخدمات، وبالتالي التضخم المحلي، في الأشهر المقبلة».

كما أظهرت بيانات نمو الأجور، التي كانت مصدر قلق رئيسياً في الماضي، اتجاهاً أكثر اعتدالاً، حيث يُتوقع أن تنمو الأجور بنسبة 3 في المائة العام المقبل، وهو المستوى الذي يتوافق أخيراً مع هدف «البنك المركزي الأوروبي».

ورغم هذه التطورات الإيجابية، فإن لاغارد أشارت إلى أن هناك بعض المخاطر السلبية على التضخم، خصوصاً من قِبل العوامل الجيوسياسية، التي قد تؤثر سلباً على التوقعات الاقتصادية. وأوضحت أن أي صدمات جديدة قد تلحق ضرراً بالنمو الضعيف الذي تشهده منطقة اليورو حالياً.

وقالت: «إذا تبنت الولايات المتحدة - أكبر سوق تصدير لنا - سياسات حمائية، فمن المرجح أن يتأثر النمو في منطقة اليورو».

وأكدت رئيسة «المركزي الأوروبي» أن عدم اليقين الجيوسياسي قد يؤثر على «شهية المخاطرة لدى المستثمرين والمقترضين والوسطاء الماليين». وأشارت إلى أن القلق الأكبر بالنسبة إلى «البنك» هو أن اتساع الفروق غير المنضبطة في عوائد السندات بين دول منطقة اليورو قد يجعل السياسة النقدية أقل فاعلية، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وقالت لاغارد: «إن تقييم انتقال السياسة النقدية سيظل ذا أهمية كبيرة. وإذا واجهنا صدمات جيوسياسية كبيرة تزيد من حالة عدم اليقين بشأن آفاق التضخم، فسنحتاج إلى الاستعانة بمصادر أخرى للبيانات لتعزيز تقييمنا للمخاطر التي تهدد توقعاتنا الأساسية».