موسكو تشدد على رفض تغيير الوضع القانوني للجولان

TT

موسكو تشدد على رفض تغيير الوضع القانوني للجولان

دعت موسكو إلى الالتزام الصارم بنظام وقف إطلاق النار في منطقة الجولان، وشددت على عدم قبول أي إجراءات أحادية الجانب تهدف إلى تغيير الوضع القانوني للجولان بوصفها أرضاً سورية محتلة.
وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ضرورة المحافظة بشكل صارم على نظام وقف إطلاق النار بين الجيشين السوري والإسرائيلي في الجولان، محذرة من عواقب تعريض الوضع القائم لهزات.
وجددت زاخاروفا رفض موسكو أي إجراءات أحادية من شأنها تغيير الوضع القانوني للجولان. وقالت ردا على سؤال عن احتمال أن تذهب واشنطن نحو إعلان اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة، إن هذه الخطوة مرفوضة، محذرة من نتائج سلبية لها. وقالت الدبلوماسية الروسية إن موسكو تتخذ موقفا مبدئياً وثابتاً بشأن تبعية الجولان لسوريا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم «497» لعام 1981.
وزادت أن بلادها متمسكة بموقفها الذي يرى في القانون الذي تبناه الكنيست الإسرائيلي في عام 1981 بشأن فرض سيادة إسرائيل على الجولان، «خطوة غير قانونية»، مشيرة إلى أن تغيير وضع الجولان خارج إطار مجلس الأمن الدولي يمثل انتهاكا مباشرا لقرارات الأمم المتحدة.
وقالت: «روسيا مهتمة بدعم الهدوء في الجولان وضمان الأمن ونظام وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، ويُضمن ذلك عن طريق التنفيذ الكامل للاتفاق المبرم في عام 1974 بشأن الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية»، مذكّرة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن هذا الموقف في ختام مفاوضاته مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في هلسنكي في يوليو (تموز) الماضي. وتطرقت زاخاروفا إلى الإعلان التركي عن إطلاق عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات، وقالت إن «الاتصالات بين موسكو وأنقرة مستمرة، خصوصاً فيما يتعلق بعمليات مكافحة الإرهاب بسوريا». وأوضحت أن موسكو على اتصال مع أنقرة، بما في ذلك فيما يتعلق بالعمليات التركية لمكافحة الإرهاب في سوريا.
وقالت، ردا على سؤال حول نية أنقرة شن عملية ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا: «نحن ننسق مع نظرائنا الأتراك بشأن جميع القضايا المتعلقة بالوضع في سوريا والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب هناك»، لكن زاخاروفا أشارت إلى أن مواقف موسكو وأنقرة «لا تتطابق في جميع القضايا» منوهة بأن موسكو لا تعدّ القوى الكردية في المنطقة إرهابية.
على صعيد آخر، أفادت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية بأن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، بحث مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم، في دمشق، تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وزادت أن النقاشات التي جرت في إطار جلسة اللجنة الحكومية المشتركة تهدف إلى وضع آليات لتطوير التعاون في مجالات عدة على خلفية التطورات الجارية ميدانيا والحاجة إلى دفع مشروعات مشتركة في مجالات إعادة الإعمار.
وكانت «نوفوستي» أعلنت قبل ذلك أن الرئيس السوري بشار الأسد التقى أول من أمس المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، وقالت إن البحث ركز على الأزمة السورية، مع إيلاء أهمية خاصة لمسألة تشكيل اللجنة الدستورية.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الطرفين أكدا أهمية تسريع الجهود لتشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية.
وجاء في بيان للخارجية الروسية أنه «جرت مناقشة تطور الأحداث في سوريا وحولها بالتفصيل. وتم تركيز الاهتمام على مهمة تشكيل اللجنة الدستورية السورية بأسرع ما يمكن وإطلاق عملها، تنفيذا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)».
وضم الوفد الروسي مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع.
إلى ذلك، بحث وزيرا الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، التسوية في سوريا في اتصال هاتفي. ونقلت وسائل إعلام روسية أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول أحدث التطورات المتعلقة بسوريا وسبل دفع الحل السياسي.
وطالبت جامعة الدول العربية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لضمان احترامها للقرارات والمواثيق الدولية ومنها قرار مجلس الأمن رقم 497 بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) 1981 والذي دعا إسرائيل للتراجع عن قرارها بضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة بحكم الأمر الواقع.
وقال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، أمس، بمناسبة ذكرى إصدار قرار الضم الإسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل المسُمّى بـ«قانون الجولان»، إنه بعد مرور ما يزيد عن ثلاثة عقود على قرار الضم والاستيلاء وعلى مقاومة أهالي الجولان له ما زالت إسرائيل حتى اليوم تعمل على تعزيز فرض قوانينها وسلطتها على أرض الجولان وأبنائه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.