جدل في الجزائر حول قرار ترحيل اللاجئين السوريين والفلسطينيين

برلماني إسلامي ناشد بوتفليقة منحهم اللجوء السياسي لأنهم «سيواجهون خطر الموت»

TT

جدل في الجزائر حول قرار ترحيل اللاجئين السوريين والفلسطينيين

كشف برلماني قيادي في حزب إسلامي في الجزائر، عن قرار سلطات البلاد ترحيل اللاجئين السوريين والفلسطينيين، الذين تحتجزهم منذ نحو شهر في منطقة صحراوية، قريبة من الحدود مع مالي. وناشد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلغاء هذا القرار، وتمكين اللاجئين من اللجوء السياسي على أساس أنهم «سيواجهون خطر الموت» إن تم طردهم من البلاد، وأن القرار يثير غضب شريحة عريضة من الجزائريين.
وقال حسن عريبي، ممثل «جبهة العدالة والتنمية» بالبرلمان، أمس في رسالة إلى بوتفليقة، اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إن السلطة «ارتكبت سابقة خطيرة مجهولة الخلفيات والأسباب، وتتناقض مع شعار الدبلوماسية الجزائرية بخصوص التضامن مع الأشقاء، وتقديم الدعم لهم عندما يواجهون مخاطر، تتمثل في إصدار قرار بطرد 53 فلسطينيا وسوريا، يجري احتجازهم منذ مدة».
وأوضح البرلماني، الذي ينشط برنامجا بفضائية خاصة، أن موضوع اللاجئين «فيه لبس، وبه حلقة مفقودة مرتبطة بسفارة فلسطين بالجزائر»، من دون توضيح ما يقصد بذلك.
وفي اتصال هاتفي به، قال عريبي إن الدبلوماسيين الفلسطينيين في الجزائر، «شجعوا الحكومة الجزائرية على ترحيلهم»، لكنه تحفظ عن الخوض في التفاصيل. موضحا في المقابل أن السلطات «قررت تفريقهم بين ثلاث دول، هي تركيا وموريتانيا والنيجر، وقد ترحل بعضهم إلى مكان مجهول، وربما إلى قطاع غزة المحاصر».
وأضاف عريبي أنه «من مساوئ الصدف أن يصدر قرار ترحيلهم في 10 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان... إن هذا القرار يثير الصدمة، وهو غير مقبول. فكيف تطرد الجزائر فلسطينيين وسوريين يواجهون تهديدا بالقتل، وهي تعلم مدى حب وتعاطف الشعب الجزائري معهم في محنتهم؟».
وبحسب البرلماني الإسلامي، يوجد من بين اللاجئين المحتجزين في تمنراست، نساء وأطفال، كما «يوجد ضمن مجموعة الفلسطينيين من هربوا من جحيم الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وقد حطوا الرحال بالجزائر بعد معاناة طويلة». مشددا على أنه «من موقعنا ممثلين للشعب الجزائري، نطالب السلطات العليا في البلاد بالتراجع فورا عن قرار الترحيل، بغض النظر عن الأسباب والخلفيات، لأنه ليس من شيم الجزائريين، وليس من مقتضيات الأخوة بين الشعوب العربية، أن نتصرف مع عرب لاجئين بهدف الطريقة. كما نلتمس من ذات السلطات تقديم توضيحات حول خلفيات ما حدث. فالأمر قد يتم استغلاله إعلاميا وسياسيا لتشويه العلاقات الجزائرية الفلسطينية والسورية، لا سيما أن السلطات قد منحتهم وعدا بحق اللجوء، ثم تراجعت عن وعدها، بعد أسبوعين وطالبتهم بمغادرة البلاد».
وتتعامل الحكومة بتكتم شديد مع أزمة اللاجئين منذ بدايتها. واللافت أن الإعلام المحلي لم يأخذ خبرا عنها إلا بعد صدور بيان من «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي حذر من «الموت الذي يترصدهم إن طردتهم السلطات الجزائرية».
ورفضت الحكومة تمكين تنظيمات حقوقية محلية من زيارة «مركز اللاجئين»، الذي وضعتهم فيه، والذي يوجد بمنطقة صحراوية بعيدة عن وسط مدينة تمنراست، وهو أصلا مخصص للاجئين السريين النيجريين.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».