الحكومة الفرنسية تدعو «السترات الصفراء» إلى إلغاء مظاهرات السبت

الحكومة الفرنسية  تدعو «السترات الصفراء»  إلى إلغاء مظاهرات السبت
TT

الحكومة الفرنسية تدعو «السترات الصفراء» إلى إلغاء مظاهرات السبت

الحكومة الفرنسية  تدعو «السترات الصفراء»  إلى إلغاء مظاهرات السبت

دعت الحكومة الفرنسية، أمس، «السترات الصفراء» إلى عدم التظاهر السبت لتمكين قوات الأمن من تركيز جهودها على مطاردة الفرنسي شريف شيكات المشتبه الرئيسي في اعتداء سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ.
وقال بنجامين غريفو، المتحدث باسم الحكومة: «حتى الآن لم نقرر منع المظاهرات» التي يستمر بعض المحتجين في الدعوة إليها السبت. لكنه طلب من المتظاهرين الذين يحتجون منذ نحو شهر ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة تحكيم العقل إثر اعتداء مساء الثلاثاء، الذي أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحا. وأضاف المتحدث أن الحكومة استمعت إلى المحتجين وتجاوبت معهم، في إشارة إلى الإجراءات التي أعلنها الاثنين الرئيس إيمانويل ماكرون لرفع القدرة الشرائية للعاملين والمتقاعدين من أصحاب الدخل المحدود.
وفي بروكسل، دافع ماكرون عن قراره قائلاً: «لن يحقق أي بلد التقدم إذا لم يستمع إلى هذا الغضب المشروع».
وأضاف أنه يعتبر أن رد الحكومة «كان مشروعاً ومهماً لفرنسا، لكنه لن يعيق بأي حال الرغبة في ضبط نفقاتنا (...) والاستمرار في الإصلاحات». وقال إن هذا «الغضب» يعبر عنه في «كل مكان في أوروبا من خلال التصويت للأحزاب المتطرفة، ومع بريكست».
وقد يتعين على ماكرون الرد خلال القمة الأوروبية بشأن التدابير التي تبلغ كلفتها عشرة مليارات يورو التي أعلنها الاثنين، والتي قد تكبّد ميزانية فرنسا عجزاً قدره 3.4 في المائة في 2019 بدلا من 2.8 في المائة.
وفي فرنسا، بدا أن الكثير من منظمي حركة الاحتجاج يواصلون الحشد من أجل مظاهرة السبت، رغم أصوات معتدلة قالت إن الوقت قد حان للحوار. وقال مكسيم نيكول للصحافيين في فرساي، إن «السترات الصفراء» «يحشدون أكثر من أي وقت مضى». وكانت تقف بجانبه بريسيلان لودوسكي التي بادرت بنشر العريضة المعترضة على زيادة ضريبة الكربون التي أطلقت شرارة التحرك.
وشدد غريفو ومسؤولون آخرون على أن قوات الأمن الفرنسية بذلت جهوداً «هائلة» خلال الأسابيع الماضية، وأنها منهكة. وتقوم قوات الأمن المنتشرة بكثافة لتأمين التجمعات التي تخللها بعض العنف في الأسابيع الأخيرة، بعملية مطاردة واسعة للعثور على منفذ هجوم ستراسبورغ، في حين نشر أكثر من 700 شرطي ودركي في إطار العملية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».