Bohemian Rhapsody > إخراج: برايان سينجر. > تمثيل: رامي مالك، لوسي بوينتون، توم هولاندر، أيدن غيلن. > سيرة حياة | الولايات المتحدة (2018) > تقييم:
انتمت فرقة «ذا كوين» إلى تلك الحقبة التي تلت مباشرة حقبة «ذا بيتلز» و«ذا كينكز» و«دايف كلارك فايف» و«رولينغ ستونز» (رغم أن هذه الفرقة الأخيرة ما زالت تحبو). خلال أواخر السبعينات وفي الثمانينات تغير الروك أند رول، كما كان تغير من قبل أكثر من مرّة، وأصبح أكثر ضوضاء وحدّة. فرقة «ذا كوين» كانت هناك لجانب «غريتفول دَد» و«كريم» و«جفرسون إيروبلانس» وهذه، وسواها، شاركت في تغيير أذواق الشباب من موسيقى خفيفة وراقصة إلى انفعالات تمتزج فيها الحسنات، أحيانا، بالضوضاء الدائمة. هذا كان التمهيد لتغيير لاحق هو «الهارد روك». «بوهيميان رابسودي» يتولى سرد حكاية مغني الفريق الأول فريدي مركوري (رامي مالك). يبدأ به من نقطة نجاح كبيرة (حفلة الفريق في الويمبلي، لندن) ثم يعود لكي يقص بعض تاريخه. وُلد في زنزبار باسم فاروق بلسارا وانتقل إلى الهند حيث درس ومنها إلى لندن. شاب منفتح، طموح، يحب الموسيقى ويحلم بأن يصبح نجماً فيها. والداه محافظان غير راضيين عن توجهه، لكن الفيلم يبارك تمرده ويتابعه وهو يدخل النوادي الليلية لكي يشاهد ما يتمنى أن يصبح عليه يوماً. هذا اليوم لا يتأخر كثيراً. يلتقي فريدي بعازفين من فرقة صغيرة ويقنعهما سريعاً بالانضمام إلى سعيه تأليف فرقة جديدة يتولاها هو. عند هذه البداية ينتهي الفيلم. أقصد أنه يتحوّل إلى مساحة مطر فوق الزجاج الأمامي للسيارة. يريد أن يتابع حكاية لا عمق فيها ولا ما يثبت أن ما يحدث على الشاشة وقع فعلاً. إن فعل فإن ذلك تحصيل حاصل وإن لم يقع فإن وجوده هو لإثراء عمل يريد الوصول إلى الجمهور الكبير بأي ثمن. كأي فيلم من هذا النوع، يحتاج العمل إلى مآزق شخصية وعاطفية سواء تم استيحاؤها من الواقع (إصابة فريدي بالإيدز) أو من مواقف متخيلة. كل هذا يوصلنا إلى عمل لا قيمة فنية له، رغم تعامله مع وسيطين: السينما والموسيقى. أخرج برايان سينجر بعض المشاهد ثم اعتزل وتمت الاستعانة بدكستر فلتشر الذي أكمل الفيلم. بذلك يخلو الإخراج من دوافع رؤى ذاتية أو بصيرة ثاقبة. هذا لم يمنع الممثل المصري الأصل رامي مالك من بذل المستحيل للعب الدور بالتأثير المطلوب. وهو ينجح رغم أن زوايا تلك الشخصية الداكنة تبقى بعيدة عن الطرح لئلا يتسبب ذلك، غالباً، في إزعاج المعجبين.
بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ
يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.
لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.
الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.
في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟
هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.
* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».
THE WRESTLER ★★
* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).
يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.
هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.
يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.
* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».
ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★
* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).
قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).
نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.
اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.
* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز