نقلة نوعية في المناهج السعودية... منهج للفلسفة وعودة الإملاء والخط

يدخل التعليم السعودي حقبة جديدة مع إعلان وزارة التعليم عودة تدريس مقرر الإملاء والخط في المرحلة الابتدائية، وإدخال مواد الفلسفة والقانون لمناهج المرحلة الثانوية. وهو ما اعتبره الوسط التربوي قفزة كبيرة في محتوى المقررات المدرسية ونقلة نوعية في الفكر التعليمي الذي يسعى لتلبية احتياجات العصر وتفعيل مهارات الكتابة والنقد والتحليل لدى الطلاب.
وكشف الدكتور محمد الزغيبي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير لخدمات التعليم، أول من أمس، عن عودة الإملاء والخط للمرحلة الابتدائية، قائلا «في الفصل الدراسي الثاني سنبدأ من الصف الثالث الابتدائي، وبقية السنوات الدراسية في المرحلة الابتدائية ستكون العام القادم». وتصفح الزغيبي المقرر قائلا «هذا ليس مجرد كتاب مدرسي فقط، وإنما يضم رسوما متحركة للأطفال، وتطبيقا يساعدهم على ممارسة الإملاء والخط، وكل النصوص الموجودة فيه مأخوذة من رؤية 2030».
وتابع «الإضافة الثانية هي مقرر نوعي في المرحلة الثانوية، حول تفكير مهارات التفكير الناقد والفلسفة، ولأول مرة نوجد نسخة عربية من مقرر يطبق في أكثر من 60 دولة حول العالم». مفيدا بأن هناك إضافة نوعية ثالثة تتضمن مادة متخصصة في مبادئ القانون بعنوان «القانون في حياتنا»، ومن المخطط له أن كل طالب في المرحلة الثانوية سيمر على هذه المادة التعليمية. وأوضح أن هذه المادة ستتناول التعرف على ماهية القانون ومصادره، والتعرف على المؤسسات القانونية الموجودة في البلاد.
من جهته، يشير، صالح الخزيم، مساعد مدير المركز الوطني لتطوير تعليم اللغة العربية، بأن (تحسين مهارات القراءة والكتاب) هو مشروع كبير أطلقه المركز الوطني لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها بعد قيامه بتشخيص الواقع الذي تعيشه مدارس التعليم العام في السعودية، مضيفا «من بين أهم معطياته كان إطلاق منهج الإملاء والخط».
ويتابع الخزيم حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول «سبق ذلك الإطلاق تجارب متعددة في عدد من المناطق والمحافظات من خلال أكاديميات صيفية لتحسين مهارات الإملاء والخط شارك في إعدادها وقياس نتائجها عدد من المختصين والمهتمين بتعليم اللغة العربية في الوزارة والجامعات إضافة إلى عدد من التربويين».
في حين يصف الدكتور محمد الهدلق، أستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود بالرياض، هذا القرار بأنه سار جدا، ويضيف «كنت أمني النفس بسماعه منذ زمن طويل؛ فقد فشا الضعف في الإملاء، والخط، وتركيب الجمل إلى درجة لا تطاق، أجد الكثير من طلاب الجامعة ضعافا في الخط، والإملاء، وتركيب الجمل».
ويتابع الهدلق حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول «أجزم بأنه إذا درس الإملاء، وتركيب الجمل، والخط في التعليم العام على أيدي مختصين مدربين، وحولت هذه المواد إلى مهارات محببة للطلاب فإن ذلك سيؤدي بلا شك إلى نقلة نوعية في التعليم العام». وأنعشت عودة تدريس الخط كذلك فئة الخطاطين، إذ يؤكد سراج علاف، وهو خطاط سعودي حاصل على الإجازة من الحرم المكي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا القرار من شأنه الارتقاء وإعادة المجد إلى الخط العربي، مضيفا «من المهم أن يتم تأهيل المعلمين لتدريس هذه المادة بكفاءة عالية، والاستعانة كذلك بالتقنيات الحديثة في كتابة الخط»، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من كبار الخطاطين في العملية التعليمية.
وحظيت إضافة مقرري الفلسفة والقانون باحتفاء المختصين كذلك، في ظل ما أعلنت عنه شركة تطوير للخدمات التعليمية بالتعاون مع وزارة التعليم عن تأهيل أكثر من 200 معلم ومعلمة، و34 مشرفا ومشرفة تدريب لتطبيق البرنامج في 200 مدرسة ثانوية، على فترتين تدريبيتين انطلقتا في النصف الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في مدينة الرياض، لتمكين المتدربين من تأهيل الطلاب لاكتساب مهارات التفكير الناقد وتنمية مهاراتهم العقلية في طرح الأسئلة، ومعالجة المفاهيم، والبناء المنطقي للحجج.
وكان الدكتور أحمد العيسى، وزير التعليم السعودي، قد دشن مطلع هذا الأسبوع برنامج مهارات التفكير الناقد والفلسفة لمعلمي ومعلمات المهارات الحياتية في التعليم الثانوي «نظام المقررات»، لتكون بذلك إحدى مواد المرحلة الثانوية الإثرائية التي يبدأ تدريسها اعتباراً من بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي، وأكد العيسى على أهمية هذا المقرر لطلاب المرحلة الثانوية الذين هم بحاجة لتعزيز مهارات التفكير الإبداعي، واستخدام الأدوات الصحيحة في هذا التوجه.