ولي العهد السعودي يؤكد دعم بلاده للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية

تسارع وتيرة الاجتماعات لإنجاح «مخرجات مشاورات السويد»

غريفيث لدى عقده اجتماعاً حول ملف الأسرى أمس (أ.ف.ب)
غريفيث لدى عقده اجتماعاً حول ملف الأسرى أمس (أ.ف.ب)
TT

ولي العهد السعودي يؤكد دعم بلاده للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية

غريفيث لدى عقده اجتماعاً حول ملف الأسرى أمس (أ.ف.ب)
غريفيث لدى عقده اجتماعاً حول ملف الأسرى أمس (أ.ف.ب)

تسارعت وتيرة الأوراق داخل قصر «يوهانسبرغ» الملكي خلال اليوم السابع لمشاورات السويد اليمنية، تحضيرا للانتهاء في أسرع وقت ممكن من الملفات القابلة للحل قبل أن يسدل الستار اليوم، وهو آخر وقت مقرر للمحادثات التي انعقدت بعد انقطاع فاق العامين.
وأكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وتطلُّعها إلى تحقيق نتائج إيجابية في المشاورات المنعقدة حالياً في السويد.
جاءت تأكيدات ولي العهد خلال اتصال هاتفي تلقاه، أمس، من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حيث بحث الجانبان مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية، والجهود المبذولة بشأنها.
وقالت حنان البدوي مديرة الإعلام في مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن «الطرفين تسلما (أمس) حزمة من الاتفاقات، هذه الحزمة ستكون خلاصة نتائج الاجتماعات المكثفة في نهاية الأيام الماضية ونأمل بتلقي ردود إيجابية عليها بحلول نهاية هذا اليوم»، وأعلن مصدر في «الشرعية» أن وفد الحكومة سلم ردوده للمبعوث.
ونقلت مصادر متعددة من السويد أمس، اقتراب الحكومة اليمنية والحوثيين من إنجاح ثاني ملفات إجراءات بناء الثقة بعد ملف الأسرى، إذ أكدت تلك المصادر أن اتفاق إعادة فتح مطار صنعاء (محلي) مع وجود أممي، بات من الملفات المحسومة.
وقال المصدر الأممي إن غريفيث سيبلغ مجلس الأمن يوم الجمعة بنتائج هذه المشاورات على أن يتم أيضا تحديد موقع الجولة المقبلة وتواريخها المقترحة.
ومن المرتقب أن يشارك غوتيريش اليوم في الجلسة الختامية للجولة الأولى من المشاورات التي انقطعت قبل ذلك ما يربو على عامين.
ونقلت «رويترز» في وقت متأخر البارحة أن أعضاء بوفدي طرفي المحادثات قالوا إن الجانبين اتفقا على استئناف صادرات النفط والغاز.
وتداولت مصادر يمنية أمس مسألة الجانب الاقتصادي، ورجحت أنه مرشح محتمل إلى قائمة مخرجات مشاورات السويد، إضافة إلى ملف الإطار التفاوضي (الحل الشامل).
ووصف مصدر أممي ردود الفريقين بالإيجابية، في الوقت الذي أكد فيه مصدر حكومي أن الحوثيين يخلطون بين الجانب الإنساني بملف الحديدة وملف التهدئة، وذلك حول اشتراط وقف إطلاق النار من دون انسحاب، وهي النقطة التي تقف أمام انفراجة ملف رفع الحصار عن تعز، الذي فرضته الشرعية من منطلق إنساني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.