تفاؤل حذِر بقرب تشكيل الحكومة رغم تمسّك الأطراف بمواقفها

الرئيس ميشال عون مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)
TT

تفاؤل حذِر بقرب تشكيل الحكومة رغم تمسّك الأطراف بمواقفها

الرئيس ميشال عون مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)

تُجمع المواقف السياسية في لبنان على التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة من دون وضوح الصورة التي ستكون عليها لا سيّما مع بقاء مواقف الأطراف المعنية بعُقدة تمثيل «نواب 8 آذار» السُّنة على حالها، وبرز الحديث عن صيغ جديدة للحلّ عبر تعديل عدد الوزراء.
وبعدما كان رئيس الجمهورية ميشال عون قد اعتبر أن فشل مبادرته التي أطلقها بداية الأسبوع يعني «الكارثة»، قال أمس: «بدأنا العمل على حلحلة أزمة تشكيل الحكومة على أن تظهر النتائج في اليومين المقبلين بغية إعادة الأمور إلى استقامتها»، في وقت نقل النواب عن رئيس البرلمان نبيه بري تفاؤله بإمكانية تذليل عقبات تشكيل الحكومة، وهو ما عبّر عنه كذلك رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من لندن.
وقال الحريري على هامش مشاركته في افتتاح أعمال منتدى رجال الأعمال والاستثمار اللبناني البريطاني: «تشكيل الحكومة كان يجب أن يحصل من قبل، أنا جاهز والأسماء جاهزة وكذلك توزيع الحقائب، والجميع بات يعرف من أين يأتي التعطيل». وأثنى على مبادرة الرئيس عون آملاً أن تؤدي إلى نتائج إيجابية، وأبدى تجاوبه حيال تأليف حكومة بصيغة 18 أو 24 وزيراً قائلاً: «كل الطروحات جيدة، والبلد بحاجة إلى حكومة، ونقطة على السطر».
كذلك، عبّر بري عن أمله أمام النواب في «لقاء الأربعاء» أمس، أن تنتهي الاتصالات الجارية التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى تأليف الحكومة قريباً. وجدد التأكيد أننا «في حاجة إلى حكومة منسجمة ومتآلفة للقيام بمسؤولياتها تجاه الاستحقاقات الكثيرة التي نواجهها على الصعد كافة».
كذلك، نقل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي عن بري تفاؤله الحذر بالمشاورات القائمة لتأليف الحكومة: آملاً بتخلي البعض عن العناد والمكابرة.
ومع تشديده على مساهمته في الإسراع بتشكيل الحكومة، قال ميقاتي: «الرئيس المكلف ليس مدبر منزل بل يملك صلاحية اختيار فريق العمل الذي يريده»، رافضاً التنازل عن حق كتلته في التمثيل في الحكومة كما اتفق مع الحريري، مؤكداً أن اختيار الوزراء منوط بالرئيس المكلف.
وفيما بدا انتقاداً لوزير الخارجية جبران باسيل، أوضح ميقاتي أنه لم يقصد «اللقاء التشاوري» في إشارته إلى العناد والمكابرة قائلاً: «قصدت مَن قال اليوم إنه لا يقبل بأقل من 11 وزيراً».
وفيما برز الحديث أمس عن أن أحد طروحات عون للحكومة كان عبر تشكيلها من 18 وزيراً، قال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل إنه لم يطرح على بري حكومة من 18 وزيراً، قائلاً بعد لقاء الأربعاء النيابي: «لا نريد العودة إلى الوراء في المفاوضات».
في المقابل، لم يسجَّل أي تبدّل في موقف نواب «اللقاء التشاوري» (سُنة 8 آذار) الذين التقوا أمس رئيس الجمهورية وجدّدوا بعد اللقاء تأكيد مطلبهم. وقال النائب فيصل كرامي: «لم يطرح علينا فخامة الرئيس أي صيغة نستطيع أن نسميها مبادرة لحل الأزمة، لقد استمعنا إلى رغبته في تسريع ولادة الحكومة واستمع بدوره إلى موقفنا الذي كررناه بشكل حرفي، وهو أننا لن نتنازل عن حقنا».
وعبر عن الموقف نفسه كل من النائب في كتلة «حزب الله» وأحد أعضاء اللقاء، الوليد سكرية، والنائب في كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم. وقال الأخير رداً على ما تَردّد حول إمكانية الحل عبر تسميتهم شخصية تمثّلهم: «اللقاء التشاوري لن يسمّي أي شخصية لتوزيرها من خارج نواب اللقاء وقرارنا حاسم ونهائي و(نقطة ع السطر)».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.