أبو الغيط: المنطقة بحاجة للعمل المتضافر على الصعيد التنموي

قال إن التحدي هو إحداث نقلة نوعية في فلسفة القمم ومنهجية عملها

TT

أبو الغيط: المنطقة بحاجة للعمل المتضافر على الصعيد التنموي

في أولى الفعاليات المرتبطة بالقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، المقرر عقدها في العاصمة اللبنانية بيروت يناير (كانون الثاني) المقبل، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن «الفعاليات سوف تشهد عقد ثلاثة منتديات، دشنت أمس بانعقاد منتديي المجتمع المدني والشباب العربي في القاهرة، فيما سيعقد المنتدى الثالث الخاص بالقطاع الخاص في بيروت قبل انعقاد القمة».
وقال أبو الغيط إن انعقاد هذه المنتديات الثلاثة يأتي في إطار السعي لتفعيل ما جاء في القرارات الصادرة، سواء عن القمم العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثلاث السابقة في كل من الكويت، وشرم الشيخ والرياض، أو عن القمم العربية الدورية، فيما يخص دعم الجهود التي تقوم بها الحكومات العربية في مجالات العمل التنموي، من جانب قطاعات حيوية في المجتمع؛ على غرار الشباب والمجتمع المدني ومؤسسات العمل الاقتصادي والاجتماعي الخاصة، والسعي للاستفادة من آراء ومقترحات ممثلي هذه القطاعات في صياغة السياسات التنموية، التي تتبناها الدول العربية. لافتاً إلى أن مسيرة التنمية حققت في عدد ملموس من الدول العربية تقدماً ملموساً خلال العقود الأخيرة في مواجهة كثير من التحديات الإنمائية بمجالات حيوية، كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومع ذلك «لا تزال هناك كثير من التحديات المحورية التي تمس معيشة المواطن على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وتمس في بعض الأحيان أمن وسلامة واستقرار الدول، وهي جميعها تحديات ترتبط بمنظومة الارتقاء بالإنسان العربي ذاته».
واستعرض أبو الغيط التطورات السلبية التي تؤثر على مسار التنمية، بقوله إنه «ليس بخاف عليكم أن هناك كثيرا من التطورات والمؤثرات، التي أثرت سلباً خلال السنوات الأخيرة على المكتسبات التنموية العربية مع ما خلفته من موجات نزوح ولجوء وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، خاصة في أوساط الشباب، وكذلك الزيادة في أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة، وتردي الأوضاع الاجتماعية والصحية والاقتصادية في الدول التي تواجه صراعات ونزاعات مسلحة، فضلاً عن استمرار الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وجميعها عناصر تؤثر بلا شك على مسيرة التنمية في الوطن العربي».
كما تحدث أبو الغيط عن أسباب تأجيل انعقاد هذه القمة عدة مرات، معتبراً ظروف وتحديات مختلفة حالت دون عقد القمم التنموية العربية منذ عُقدت القمة الأخيرة بالرياض في 2013. واعتبر هذا الأمر ثغرة كان لا بد من التعامل معها، لأن المنطقة أحوج ما تكون إلى العمل المتضافر على الصعيد التنموي. لافتاً إلى أن «إطلاق مبادرة الاستثمار في الإنسان في إطار قناعة ولدتها الظروف والتحديات التي مرت بها منطقتنا، ورسختها التجارب العملية في مختلف أنحاء العالم، تتأسس على أن هذا النوع من الاستثمار هو أنجح السبل لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشود؛ بل وأكثر هذه السبل فاعلية واستدامة الاستثمار في البشر، تعليماً وصحة وتدريباً وتثقيفاً».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».