بارزاني يتفقد البيشمركة ويعدهم بتوفير أحدث أنواع الأسلحة

العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها يرحبون بزيارة رئيس إقليم كردستان لمناطقهم

بارزاني يتفقد البيشمركة ويعدهم بتوفير أحدث أنواع الأسلحة
TT

بارزاني يتفقد البيشمركة ويعدهم بتوفير أحدث أنواع الأسلحة

بارزاني يتفقد البيشمركة ويعدهم بتوفير أحدث أنواع الأسلحة

عد العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة الاتحادية، زيارات رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى تلك المناطق مهمة حاليا، وأشاروا إلى أن مناطقهم تحتاج إلى هكذا زيارات من قبل بغداد وأربيل من أجل توحيد المواقف ضد الخطر الذي يمثله داعش على المنطقة، في حين أكد رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال التقائه للبيشمركة في هذه المناطق أن الوضع الحالي مؤقت وسينتهي قريبا، وبين أنه سيجري تسليح البيشمركة بأحدث الأسلحة قريبا.
وقال محمد خليل الجبوري عضو مجلس محافظة كركوك في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الزيارات طبيعية لأنه زار قوات البيشمركة في هذه المناطق، نحن لا نجد أن هناك أي شيء يمنعه من إجراء هكذا زيارات طالما أن قواته موجودة في هذه المناطق».
وتابع الجبوري: «نحن العرب لا نجد في هذه الزيارات فرضا لسيطرة الإقليم على هذه المناطق، فالأكراد مشاركون في العملية السياسية في العراق، فبالتالي يخضع الجميع لقوانين السلطة المركزية والدستور العراقي، وهذه الزيارات لا تعني إعطاء الشرعية لهذه القوات بأن تكون هذه المناطق خاضعة لها إداريا، لكن عسكريا وفي الوقت الطارئ يمكن هذا»، مشيرا إلى أن البيشمركة تساهم في هذه المرحلة في استتباب الأمن في هذه المناطق، مشددا بالقول: «لولا حماية البيشمركة لحدود كركوك لما كان هناك أمن فيها، ووجودها حاليا في مصلحة كل مكونات المناطق المتنازع عليها».
بدوره يرى نجاة حسين العضو التركماني في مجلس محافظة كركوك ورئيس مكتب المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم في كركوك، أن العراق بشكل عام وكركوك يمر بمرحلة حساسة ودقيقة وخطيرة تحتاج اهتماما من كل الأطراف.
وأضاف حسين في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في كركوك بحاجة إلى زيارة واهتمام كل مسؤول من جانب المركز والإقليم، وتقديمهم الأفضل في سبيل الحفاظ على العراق وكركوك وإقليم كردستان، لذا نرحب بكل الزيارات من الإقليم وبغداد لحاجتنا إلى كل مواطن عراقي شريف، كرديا كان أو عربيا أو من أي قومية أخرى، للخروج من الأزمة الحالية، فكركوك تقع على حدود منطقة مهددة بالكامل من قبل داعش التي لا تعترف بالمواثيق والاتفاقيات».
وطالب المسؤول التركماني الشيعي رئيس الإقليم بتسليح قوات البيشمركة الموجودة في المناطق المتنازع عليها بالأسلحة المتطورة للتصدي لهجمات داعش، مؤكدا أن الوضع الأمني الحالي مستتب في كركوك أكثر من ذي قبل بسبب ضبط حدود المحافظة من قبل البيشمركة.
وأشار حسين إلى أن إثارة موضوع كركوك والمناطق المتنازع عليها حاليا يضعف جبهة العراق ويؤدي إلى تشتيت الأصوات في البلد، وقال: «أولا يجب أن نحافظ على كركوك ومن ثم نناقش مصير هذه المحافظة، اليوم هذه المناطق وخاصة كركوك بحاجة إلى أن نضحي بأنفسنا وبكل ما نملك للحفاظ عليها، وبعد الخروج من الأزمة وانتهاء الخطر حينها سيكون لكل حادث حديث»، مشيرا إلى أن العراق ملك للجميع.
طوز خورماتو هي الأخرى تعد واحدة من المناطق المتنازع عليها التي ارتبط مصيرها بالمادة 140 من الدستور العراقي، فهي تابعة لمحافظة صلاح الدين حاليا حيث تتكون من خليط من العرب والأكراد والتركمان.
وقال علي الحسيني نائب رئيس المجلس المحلي للقضاء من القومية التركمانية لـ«الشرق الأوسط»: «رئيس الإقليم من خلال زياراته هذه يوجه رسالة إلى العدو بأنه، بصفته قائدا، موجود دائما في الخط الأمامي للمواجهة، لذا هي زيارات اعتيادية يجريها كل قائد لجنوده في ساحات القتال».
وأوضح الحسيني: «هناك دستور في العراق وهو الذي يحل كل شيء، من المحتمل أن أتحفظ أنا بصفتي مواطنا تركمانيا على هذه الزيارات إذا دخلت في قالب سياسي، لكن ما دامت هناك حكومة جديدة مقبلة وبرلمان جديد ورئاسة جمهورية جديدة في العراق، مع وجود بوادر للتفاهم بين الإقليم وبغداد، لذا نحن لا نستعجل في الحديث عن مصير هذه المناطق، خاصة أن تصريحات بارزاني الأخيرة أكدت أنه مع وحدة العراق وشعبه».
من جانبه قال المواطن العربي صابر أحمد من ناحية جلولاء التابع لمحافظة ديالى بعدما نزح منها بسبب التدهور الأمني إلى قضاء خانقين، لـ«الشرق الأوسط»: «المهم لنا نحن في المناطق المتنازع عليها أن ننعم بالأمن والأمان، فقد شبعنا من تدهور الأوضاع في الماضي ومن الانفجارات، لذا نتمنى أن يحل السلام لكل العراق، وأن يتحد كل السياسيين في البلد».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.