وزير الطاقة الأميركي في بغداد ويناقش العقوبات على إيران

صالح أشاد بدعم واشنطن... وعبد المهدي والحلبوسي أكدا أهمية العلاقات الاقتصادية

الرئيس العراقي برهم صالح مستقبلاً وزير الطاقة الأميركي ريك بيري في بغداد أمس (رويترز)
الرئيس العراقي برهم صالح مستقبلاً وزير الطاقة الأميركي ريك بيري في بغداد أمس (رويترز)
TT

وزير الطاقة الأميركي في بغداد ويناقش العقوبات على إيران

الرئيس العراقي برهم صالح مستقبلاً وزير الطاقة الأميركي ريك بيري في بغداد أمس (رويترز)
الرئيس العراقي برهم صالح مستقبلاً وزير الطاقة الأميركي ريك بيري في بغداد أمس (رويترز)

ناقش وزير الطاقة الأميركي ريك بيري مع كبار المسؤولين العراقيين أمس الثلاثاء في بغداد، العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران مع مسؤولين بقطاع الطاقة العراقي، وأشار الوزير الأميركي إلى وجود نية لتعزيز استثمارات القطاع الخاص الأميركي في العراق، وقابل الوزير الأميركي أمس كلا من الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيسي الوزراء عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي.
وأشاد الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله الوزير الأميركي بدعم واشنطن للعراق في حربه ضد الإرهاب وبالتعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة، خصوصا في مجالات النفط والطاقة وإعادة الإعمار والاستثمار. وقال بيان رئاسي إنه «بات من المهم تصويب المسار الاقتصادي في البلاد وخلق بيئة اقتصادية صحيحة تحقق الاكتفاء الذاتي، مع رغبة العراق بالاستفادة من الخبرات الأميركية في مجال الطاقة، لا سيما في مجال تطوير الصناعات النفطية وسوقها الدولية».
من جانبه، أكد وزير الطاقة الأميركي أن «فرص الطاقة والتنمية الاقتصادية والتعليم والصحة غير محدودة في العراق»، وأشار إلى أن «الاجتماعات مع قيادات الحكومة العراقية ركزت على أهمية تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص لتحقيق النجاح في القطاع الاقتصادي»، مؤكداً دعم بلاده الكامل للعراق واستعدادها لتطوير آليات التعاون العلمي والتقني واللوجيستي على صعيد البناء والطاقة وإعادة تأهيل البنى التحتية وتفعيل هذا التعاون عملياً وبشكل جدي من خلال الاستثمارات المختلفة.
وذكر بيان صادر عن مكتب عبد المهدي أن الاجتماع أكد «أهمية تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في جميع المجالات وضرورة توسيع التعاون في مجالات الطاقة والنفط والملفات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة العراقية في مقدمة أولويات عملها بما يحقق نمو وازدهار الاقتصاد العراقي والاستثمار الأمثل لموارده الطبيعية». من جهته، أكد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي خلال لقائه الوفد الأميركي أن «العراق بعد هزيمة (داعش) مقبلٌ على مرحلة مهمة سيكون خلالها كورشة عمل كبيرة، وأن هناك جهودا حثيثة لاستقطاب الاستثمارات العالمية، وبدء طرح فرص استثمارية أمام مجتمعات الأعمال على مستوى العالم وفي جميع المجالات، منها الطاقة والنفط والزراعة». وأوضح أن «مجلس النواب سيعمل جاهدا من أجل تفعيل المجلس الأعلى للإعمار في البلاد، والمضي بتشكيله خلال الدورة الراهنة حالما يصل من الحكومة»، مشيرا إلى «ضرورة إعطاء صلاحيات أوسع للأقاليم والمحافظات؛ من أجل تسهيل فرص الاستثمار وتنشيط القطاع الخاص الذي سيوفر الخدمات وفرص العمل التي تسهم في القضاء على البطالة».
من جهته، أكد مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «واشنطن تعمل مع حلفائها في المنطقة لإخراج العراق من أزمة الطاقة التي يعانيها منذ عام 2003 وإلى اليوم، التي تتمثل في عدم قدرته على إنهاء أزمة الكهرباء مما يجعله يعتمد في جانب منها على إيران حيث يشتري منها 1200 ميغاواط شهريا، بالإضافة إلى استيراد كميات كبيرة من الغاز لتشغيل محطات كهربائية غازية فضلا عن مشتقات نفطية نتيجة لخروج مصفى بيجي في صلاح الدين عن الخدمة بعد احتلال (داعش) للمحافظات الغربية». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان طالب المسؤولون العراقيون استثناء بغداد من العقوبات الأميركية على إيران قال المسؤول العراقي إن «بغداد طلبت من واشنطن أكثر من مرة مثل هذا الاستثناء لكن لم تتلق الجواب بينما يحتاج العراق إلى نحو سنتين مع جهود أميركية وشركاء آخرين لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والمشتقات النفطية وربما حتى الكهرباء، في حين أن المهلة الممنوحة له بموجب العقوبات الأميركية توشك على الانتهاء مع بداية العام الجديد مما يجعله يواجه موقفا صعبا دون توفر بديل سريع».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.