أنقرة تقول إنها نجحت مع موسكو في تجنيب إدلب كارثة

TT

أنقرة تقول إنها نجحت مع موسكو في تجنيب إدلب كارثة

أعلنت أنقرة أنها نجحت في منع وقوع أزمة إنسانية كبيرة في إدلب من خلال اتفاق سوتشي حول المنطقة منزوعة السلاح الموقع مع روسيا في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال فؤاد أوكطاي، نائب الرئيس التركي، إن بلاده نجحت بالتصدي لحدوث أزمة إنسانية كبيرة من خلال اتفاقها مع روسيا وإنها تولي أهمية لكسر ما سماه بـ«الممر الإرهابي» المراد تشكيله في شرق الفرات.
وفي 17 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا من مدينة سوتشي الروسية على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب ومحيطها مع سحب الأسلحة الثقيلة للمعارضة وإخراج الجماعات المتشددة من المنطقة وهو البند الذي لا يزال متعثرا حتى الآن بسبب رفض جبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) الخروج من المنطقة.
وأضاف أوكطاي، في كلمة الحكومة أمام البرلمان خلال مناقشة مشروع الميزانية العامة للبلاد للعام المقبل 2019 أن تنظيم داعش الإرهابي تعرض لهزيمة نكراء من خلال عملية «درع الفرات»، كما أن عملية «غصن الزيتون» أفسدت ما سماه بـاللعبة التي يتم تدبيرها من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) في عفرين.
ونفذ الجيش التركي العمليتين العسكريتين بمساعدة فصائل من الجيش السوري الحر الموالية له في شمال سوريا ما ضمن السيطرة على مساحات واسعة كانت خاضعة لتنظيم داعش الإرهابي والوحدات الكردية في الشمال السوري.
وقال أوكطاي: «ليس من الممكن أن نقف صامتين دون أن نبدي ردة فعل حيال أي تطورات بالعراق وسوريا اللتين تمتدان على طول جميع الحدود الجنوبية لتركيا، فنحن شعبا ودولة ننظر إلى الأحداث في هذين البلدين على أنها مسألة وجود بالنسبة إلينا».
وتابع: «ومن ثم لم ولن نتوانى عن حشد كافة إمكاناتنا العسكرية، والسياسية، والتجارية، والدبلوماسية، والإنسانية من أجل أمن المنطقة المتاخمة لحدودنا الجنوبية». وأشار إلى أن بلاده أجرت تغييرا استراتيجيا مهما على حربها ضد الإرهاب، وفي إطار هذا التغيير فإن هذه النوعية من الحرب انتقلت من مجرد عمليات يحركها حدث ما إلى عمليات مستمرة بلا انقطاع.
وأضاف أن عدد العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية خلال العام 2018 ضد التنظيمات الإرهابية في مراكز المدن بلغ 6 آلاف و763 عملية، و87 ألفا و699 عملية ضد مناطق الإيواء والقواعد في الريف، وتم تحييد 104 من قادة الإرهابيين بينهم 13 ممن أدرجوا على النشرة الحمراء لوزارة الداخلية التركية.
وذكر نائب الرئيس التركي أن العلاقات التركية الأميركية مرت بفترة مضطربة لكن تركيا تتبنى خلال الفترة الأخيرة مقاربات مختلفة عن التي تتبناها الولايات المتحدة، لا سيما بخصوص الميليشيات الكردية في شمال سوريا.
وأضاف أن ما تطلبه تركيا من أميركا هو أن تتحرك بشكل يتناسب مع روح الشراكة مع تركيا، قائلا: «نريد دولة أميركية تحترم الحرب التي تخوضها بلادنا ضد التنظيمات الإرهابية».
في سياق متصل، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن بلاده تستضيف 3 ملايين و611 ألفاً و834 سوريا.
وأضاف الوزير التركي، في كلمة أول من أمس أمام المؤتمر الأممي حول الميثاق العالمي للهجرة بمدينة مراكش المغربية، أن أكثر من 916 ألف طفل وبالغ سوري يتلقون تعليمهم بالمؤسسات التعليمية التركية.
وأشار إلى أن قوات الأمن وخفر السواحل التركية ضبطت منذ بداية العام الحالي 251 ألفا و794 مهاجرا غير نظامي، مسجلة زيادة بنسبة 52 في المائة مقارنة بالأشهر الـ11 من العام الماضي.
وأكد أن قوات الأمن التركية القت القبض على 5 آلاف و522 من مهربي البشر فقط في 2018.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.