تحقيقات لكشف هوية مجموعات مسلحة هددت باغتيال الحريري ووهّاب

TT

تحقيقات لكشف هوية مجموعات مسلحة هددت باغتيال الحريري ووهّاب

تحركت الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية لتقصي المعلومات وكشف هوية مجموعة مسلحة زعمت أنها محسوبة على الوزير الأسبق وئام وهّاب، وهددت باغتيال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، كما بدأت جمع المعلومات عن مجموعة مسلحة أخرى أطلقت على نفسها اسم «شعبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، وتوعدت بالانتقام من وهّاب وجماعته.
وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الأجهزة الأمنية تسعى لتحديد هوية أفراد المجموعتين ومكان وجود كل منهما، والعمل على توقيف عناصرهما وسوقهم إلى القضاء».
وانتشر يوم الأحد الماضي مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لمجموعة مسلحة زعمت أنها موجودة في محافظة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية، وأطلقت على نفسها اسم «كتيبة سلمان الفارسي - الوحدة الخاصة»، وهددت الرئيس سعد الحريري واللواء عماد عثمان. وجاءت هذه التهديدات بعد أحداث بلدة الجاهلية (جبل لبنان)، التي حاولت خلالها قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توقيف وهّاب تنفيذاً لمذكرة إحضار قضائية.
وسرعان ما انتشر فيديو آخر على مواقع التواصل، لمجموعة مسلحة وملثمة عرفت عن نفسها بأنها باسم «شعبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري - الطريق الجديدة» في بيروت. وتضمن الفيديو تهديداً للوزير الأسبق وئام وهّاب، ورئيس حزب «التيار العربي» شاكر البرجاوي، والمرشح السابق للانتخابات النيابية عن المقعد الدرزي في بيروت رجا الزهيري، وجميعهم ينتمون إلى قوى «8 آذار» الموالية للنظام السوري.
وأحدثت هذه التسجيلات ارتباكاً في الساحة اللبنانية، وأثارت مخاوف من انعكاساتها على الشارع، خصوصاً أنها تأتي بعد أيام قليلة على حادثة الجاهلية التي أسفرت عن مقتل محمد أبو دياب أحد مرافقي وئام وهّاب.
وفي حين تتنصل أطراف الصراع مما جاء في تهديدات المجموعتين المسلحتين، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية «تبذل جهوداً كبيرة لكشف هوية العناصر المسلحة التي ظهرت في التسجيلات، التي حملت تهديدات متبادلة». وقال المصدر: «بغض النظر عن السجالات التي تلت حادثة الجاهلية، والتي تتواصل التحقيقات بشأنها، فإن ما حملته التسجيلات يعد بمثابة اللعب بالنار، ولا بد من القبض على مطلقي التهديدات»، عادّاً أن «التهديد العلني باغتيال رئيس حكومة (سعد الحريري) ورئيس جهاز أمني كبير (اللواء عماد عثمان)، عمل خطير لا يمكن تجاوزه». وعما إذا كانت المجموعة التي هددت الحريري موجودة في منطقة السويداء السورية بالفعل، أوضح المصدر الأمني أن «هذا الأمر سيتحدد في الساعات أو الأيام المقبلة، وهذا الجهد ينصب أيضاً لكشف هوية المجموعة التي زعمت أنها من أبناء منطقة (الطريق الجديدة)».
وكان الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري نفى أي علاقة للتيار بالمجموعة التي انتحلت اسم «شعبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وشدد على أن «(تيار المستقبل) يرفض أي سلاح غير شرعي، ويركن إلى الدولة ومؤسساتها الشرعية العسكرية والأمنية».
في هذا الوقت تقدم الوزير الأسبق وئام وهّاب وشاكر البرجاوي بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية ضد مسلحين مجهولين، بتهمة تهديدهما بالقتل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.