«راسبري باي 3 أيه بلس»... نسخة زهيدة من كومبيوترات شعبية

النموذج الجديد يطرح بثمن 25 دولاراً

«راسبري باي 3 أيه بلس»... نسخة زهيدة من كومبيوترات شعبية
TT

«راسبري باي 3 أيه بلس»... نسخة زهيدة من كومبيوترات شعبية

«راسبري باي 3 أيه بلس»... نسخة زهيدة من كومبيوترات شعبية

إن الهدف الأساسي لشركة «راسبري باي» هو «تقديم حوسبة بأرخص الأسعار» تتوفر لجميع الناس. ولهذا السبب، قدّمت الشركة أخيرا كومبيوتراً جديداً بسعر 25 دولاراً، يضمّ الكثير من الميزات الرئيسية الموجودة في كومبيوترها الأكثر تطوّراً والذي يبلغ سعره 35 دولاراً.
يستخدم الإصدار الجديد والذي يحمل اسم «راسبري باي3 A+»، Raspberry Pi 3 Model A+ معالج «برودكوم» الرباعي النواة 1.4 غيغاهرتز، المتوفر في إصدار B+ المتطوّر. كما أنّه يأتي بدعم البلوتوث 4.2 نفسه إلى جانب اتصال واي - فاي 2.4 غيغاهيرتز و5 غيغاهيرتز، مما يسهل استخدامه في أي مكان يتوافر فيه الاتصال.
وتعتبر اتصالات الواي - فاي من أفضل ميزات الجهاز الجديد ن وفقا لخبراء موقع «ذا فيرج» الإلكتروني.
ولكنّ الدولارات العشرة التي ستوفرونها في شراء الكومبيوتر الجديد لن تكون دون تنازلات، إذ يفتقر «راسبري باي3 A+» إلى منفذ اتصال إيثرنت (أنتم مجبرون على استخدام الواي - فاي)، غير أنّ ذاكرة الوصول العشوائي متوفرة (RAM) بسعة 512 ميغابايت بدل 1 غيغابايت، ويضمّ منفذ «يو.إس.بي. 2.0» واحدا بدل أربعة.
يمكن القول إن هذه الصيغة هي نفسها التي استخدمتها «راسبري باي» آخر مرّة قدمت فيها نموذج A+ بخصائص مخففة عام 2014. ولكنّ الفرق الذي يميّز نموذج A+ الجديد عما سبقه ويجعله أكثر قوّة هو أن نماذج A+ السابقة كانت تفتقر إلى اتصالي الإيثرنت والواي - فاي، أي إنّها لم تكن مجهّزة بخيار متحرّك للاتصال بالإنترنت. أمّا «باي A+» الجديد فيأتي باتصال الواي - فاي، ويتيح لكم بالتالي التنقل به أينما أردتم.
لا شكّ أن «باي 3 A+» أغلى بكثير من أرخص كومبيوترات «راسبري باي» الذي يعرف باسم «باي زيرو» بسعر 5 دولارات، ولكنّ الأول يقدّم لكم المزيد من الطاقة والاتصال والقدرة على التمدّد.
وفي حال كنتم تريدون شراء عدد كبير منها لمدرسة أو مشروع أو منتج، لا شكّ في أنّ الدولارات العشرة التي ستوفرونها في كلّ جهاز ستحدث فرقاً كبيراً.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».