العالم يترقب فصلاً جديداً من إبداعات مودريتش في مونديال الأندية

تنطلق منافسات النسخة الرابعة عشرة من بطولة كأس العالم للأندية «الإمارات 2018» الأربعاء المقبل، إذ من المتوقع أن تشهد البطولة أجواءً نموذجية تلتهب بالحماس.
واكتملت التحضيرات النهائية لاستضافة البطولة، فيما ينتظر الجمهور بكلّ شغف مشاهدة اللاعب الأفضل عالمياً بلا منازع، الأسطورة الكرواتية لوكا مودريتش، على ملاعب العاصمة الإماراتية أبوظبي بصحبة فريقه ريال مدريد حامل لقب النسخة الأخيرة.
وكان مايسترو ريال مدريد قد فاز هذا الأسبوع بجائزة الكرة الذهبية التي تقدمها سنوياً مجلة «فرانس فوتبول» لأفضل لاعب في العالم.
وجاء هذا التتويج ليكسر احتكار الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لهذه الجائزة منذ 10 سنوات.
وتوجت الجائزة عاماً حافلاً بالإنجازات للنجم الكرواتي، والذي حصد فيه الألقاب الفردية الثلاثة الرئيسية في عالم الساحرة المستديرة، ليضيف إنجازه إلى لقبي أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والتي حصدها في وقت سابق من العام، وجائزة كرة أديداس الذهبية بعد أن قاد منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم الأخيرة في روسيا.
ويأتي ظهور مودريتش في بطولة كأس العالم للأندية «الإمارات 2018» في أعقاب ارتقائه لعرش أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، ليكون الجمهور من عشاق النجم الكرواتي مودريتش على موعد مع رؤية أفضل لاعب في العالم في البطولة، حيث تشكل كأس العالم للأندية فرصة أمام اللاعب لمواصلة أدائه الرائع ومحاولة حصد إنجاز جديد في ختام موسم خيالي بالنسبة للنجم الكرواتي، وبإمكانه إضافة لقب فردي رابع في حال حصوله على جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للأندية.
من ناحية أخرى أصبح ملعب مدينة زايد الرياضية واستاد هزاع بن زايد في أتمّ الجاهزية لاحتضان نخبة أندية العالم، حيث تم تجهيز أرض الملعبين ببساط عشبي مثالي، فيما استكمل الفريق المشرف على العمل تجهيز غرف اللاعبين بأبهى حلّة ممكنة، بينما ستضمن مقاعد المشجعين أجواءً لا تنسى للجماهير.
كما استعدت مدينتي أبوظبي والعين للترحيب بالفرق المشاركة والمسؤولين واللاعبين والمتابعين من عشاق اللعبة، وتضمّ الأندية التي حجزت مكاناً لها على قائمة البطولة: كاشيما أنتلرز، بطل دوري أبطال آسيا؛ والترجي التونسي، بطل دوري أبطال أفريقيا؛ وجوادالاخارا بطل الكونكاكاف؛ إضافة إلى ويلينغتون، الفائز بدوري أبطال أوقيانوسيا؛ وريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا، الذين سيتنافسون مع فريق العين ممثل دولة الإمارات لتكون الفرق السبعة في انتظار انضمام الفائز من المباراة النهائية لكأس ليبرتادوريس بين فريقي ريفر بليت وبوكا جونيورز.
وقال سالم السليماني، مدير إدارة العمليات في اللجنة المحلية المنظمة للبطولة: «تسير التحضيرات النهائية لاستضافة البطولة على نحو مثالي، ضمن منافسة ستجمع نخبة أندية العالم على أرض ملاعب أبوظبي والعين. وقد اكتملت الاستعدادات على صعيد تجهيز الملاعب والفرق التطوعية وتحضير المدن المضيفة، ونحن كجهة منظمة في أتم الجاهزية لاستضافة مباريات البطولة».
وأضاف: «نضع الآن اللمسات الأخيرة للتأكد من أن كل شيء يسير وفق الخطط المرسومة لنضع أمام الفرق والمسؤولين واللاعبين والمشجعين نموذجاً استثنائياً وترحيباً حاراً وصورة مشرفة ليستمتع الجميع ببطولة لا تُنسى على أرض الإمارات».
وفرضت كرة القدم العربية وجودها على بطولة كأس العالم للأندية سواء من خلال النسخة التي أقيمت عام 2000 أو على البطولة بنظامها الحالي الذي بدأ في 2005 وكانت الكرة العربية حاضرة بشكل شبه دائم في مونديال الأندية.
وبعد مشاركة النصر السعودي والرجاء البيضاوي المغربي في نسخة 2000. كانت ضربة البداية الحقيقية للمشاركات العربية في مونديال الأندية من خلال فريقي الأهلي المصري واتحاد جدة السعودي حيث شاركا في بطولة 2005 التي كانت النسخة الأولى للبطولة بشكلها الحالي.
وتوالت المشاركات العربية في البطولة بعد هذه النسخة ولم تغب الأندية العربية عن مونديال الأندية على مر النسخ الماضية إلا في نسختي 2015 و2016.
وشهدت ضربة البداية نجاحا ملموسا للكرة العربية حيث فاز الاتحاد السعودي بالمركز الرابع في مونديال 2005 ثم فاز الأهلي المصري بالمركز الثالث في النسخة التالية عام 2006.
لكن الإنجاز الأكبر للفرق العربية في البطولة كان بلوغ الرجاء البيضاوي المغربي المباراة النهائية في نسخة 2013. وقد شارك في البطولة كمضيف لها فيما احتل الأهلي المصري الفائز بلقب أفريقيا آنذاك المركز السادس بنفس النسخة.
ورغم هذا، كانت الفرق العربية المنتمية للقارة الآسيوية أكثر تفوقا على نظيرتها من القارة الأفريقية في النسخ التي شهدت مشاركة فريقين عربيين أحدهما من آسيا والآخر من أفريقيا.
ويتطلع العين إلى تحقيق خطوة جديدة إلى الأمام في تاريخ مشاركات الأندية الإماراتية ببطولة كأس العالم للأندية، ويحمل العين على عاتقه مهمة ثقيلة في هذه النسخة لا سيما أن الفريق يتمتع بإمكانيات تؤهله للمنافسة بقوة في ظل المستويات المتوسطة لمعظم فرق البطولة والظروف المحيطة ببعض هذه الفرق.
ولهذا، يخوض العين هذه النسخة واضعا صوب عينيه الوصول للمربع الذهبي على أقل تقدير لمعادلة إنجاز الجزيرة في النسخة الماضية التي استضافها نادي الجزيرة في 2017 وبلغ فيها المربع الذهبي.
وشهدت مشاركة الأندية الإماراتية بالبطولة تدرجا تصاعديا هادئا في النتائج من المركز السابع في 2009 وحتى المركز الرابع في النسخة الماضية.
وزارت البطولة الإمارات ثلاث مرات سابقة كانت بدايتها في 2009 عندما استضاف أهلي دبي البطولة لكنه أخفق مبكرا وخسر المباراة الأولى أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي ليحتل المركز السابع، ثم استضاف الوحدة النسخة التالية وعبر المباراة الأولى لكنه احتل المركز السادس بالهزيمة أمام
باتشوكا المكسيكي بركلات الترجيح في مباراة المركزين الخامس والسادس.
وعادت البطولة إلى الإمارات في العام الماضي عندما استضافها نادي الجزيرة وتقدم خلالها خطوة جديدة للكرة الإماراتية إلى الأمام ببلوغه المربع الذهبي وفوزه بالمركز الرابع.
ويمثل بلوغ المربع الذهبي للبطولة الحد الأدنى بالنسبة لطموح العين في النسخة الجديدة خلال الأيام المقبلة.
ويتطلع الفريق إلى قفزة حقيقية وأن يكون أول فريق من عرب آسيا يصل للمباراة النهائية وثاني فريق من القارة الآسيوية يبلغ نهائي مونديال الأنية بعد فوز كاشيما أنتلرز الياباني بالمركز الثاني في 2016.
ومن بين جميع الفرق العربية التي سبق لها المشاركة في البطولة، كان الرجاء البيضاوي المغربي هو الوحيد الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة وذلك عندما استضاف نسخة 2013.
وفي المقابل، يفتقد المنافس الأول للعين في البطولة الخبرة بمونديال الأندية حيث يشارك فريق ويلنجتون النيوزيلندي في البطولة للمرة الأولى في تاريخه ممثلا لاتحاد أوقيانوسيا الذي مثله أوكلاند سيتي النيوزيلندي في آخر سبع نسخ رافعا رصيده إلى تسع مشاركات في البطولة.
وفي حال اجتاز العين هذه المواجهة، سيلتقي الفريق مع الترجي التونسي الذي لم يظهر في مشواره نحو لقب دوري أبطال أفريقيا بالمستوى القوي وإن حقق فوزا مثيرا على الأهلي المصري في نهائي البطولة ليشق طريقه نحو مونديال الأندية.
ومن ثم، فإن الاختبار الحقيقي الأول للعين حال اجتيازه المباراتين الأولى والثانية سيكون في المواجهة المرتقبة أمام الفائز بلقب كأس ليبرتادوريس في المربع الذهبي لمونديال الأندية.