بن تشيلويل: هدفي أن أكون أفضل مدافع أيسر في إنجلترا

لاعب ليستر سيتي كاد يحترف الكريكيت لكن كرة القدم الإنجليزية كسبته كموهبة شابة يتوقع لها التألق لسنوات

بن تشيلويل بقميص ليستر سيتي يحاول منع هجمة من لاميلا لاعب توتنهام  -  بن تشيلويل بقميص منتخب إنجلترا
بن تشيلويل بقميص ليستر سيتي يحاول منع هجمة من لاميلا لاعب توتنهام - بن تشيلويل بقميص منتخب إنجلترا
TT

بن تشيلويل: هدفي أن أكون أفضل مدافع أيسر في إنجلترا

بن تشيلويل بقميص ليستر سيتي يحاول منع هجمة من لاميلا لاعب توتنهام  -  بن تشيلويل بقميص منتخب إنجلترا
بن تشيلويل بقميص ليستر سيتي يحاول منع هجمة من لاميلا لاعب توتنهام - بن تشيلويل بقميص منتخب إنجلترا

كان النجم الإنجليزي الشاب بن تشيلويل في بداية سنوات المراهقة عندما جذب الأنظار إليه كأحد أفضل المواهب الواعدة في إنجلترا، ليس في كرة القدم التي يتألق بها الآن، لكن في لعبة الكريكيت أيضا.
يقول تشيلويل، الذي يتألق في مركز الظهير الأيسر مع نادي ليستر سيتي في الوقت الحالي، عن ذلك: «ربما كنت أفضل في لعبة الكريكيت عن كرة القدم. لقد كنت في أكاديمية نورثانتس وذهبت إلى جامعة لوفبرو لمدة ثلاثة أيام من أجل المشاركة في برنامج «إي سي بي» لاختيار أفضل المواهب الشابة في إنجلترا. ثم بدأت ممارسة لعبة الكريكيت للرجال عندما كان عمري 15 عاماً، وكان هذا هو العمر الذي توقفت عنده عن الاستمتاع بهذه اللعبة. لقد كانت أياما طويلة لعبت خلالها أكثر من 50 مباراة مع رجال أكبر مني بـ15 عاما وليس هناك أي شيء مشترك بيني وبينهم، ولم يكونوا يتوقفون عن الحديث عن رغبتهم في الذهاب إلى الحانات».
وبعد مرور ست سنوات خسرت لعبة الكريكيت لاعبا شابا لكن كرة القدم الإنجليزية فازت بموهبة واعدة ينتظرها مستقبل باهر، وبدأ تشيلويل الموسم الحالي بشكل رائع مع نادي ليستر سيتي وأصبح إحدى أفضل المواهب الشابة في صفوف المنتخب الإنجليزي الأول بقيادة مديره الفني غاريث ساوثغيت. وشارك تشيلويل في خمس مباريات دولية منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وقدم أداء رائعا وثابتا مع ناديه ومنتخب بلاده على حد سواء، وشارك في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في المباراة التاريخية التي فاز بها منتخب الأسود الثلاثة على الماتادور الإسباني في عقر داره بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وكان هو أيضا من صنع هدف الفوز للنجم هاري كين أمام كرواتيا الشهر الماضي في دوري أمم أوروبا. ونتيجة لذلك، يجري الحديث عن أن اللاعب الشاب البالغ من العمر 21 عاما سوف يكون الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر للمنتخب الإنجليزي خلال العقد القادم.
يقول تشيلويل عن ذلك: «هذا هو هدفي على المدى البعيد، لكنني لا أفكر طويلا في هذا الأمر نظرا لأنني ما زلت في بداية مشوار طويل، ولذا فأنا أركز على التفكير في كل مباراة على حده، ثم المباراة التالية وهكذا. وفي الوقت الحالي، إذا تمكنت من اللعب بشكل جيد مع ليستر سيتي خلال الأشهر القليلة المقبلة، فأتمنى أن أكون ضمن تشكيلة المنتخب الإنجليزي في شهر مارس (آذار) المقبل والمشاركة في نهائيات دوري الأمم الأوروبية خلال الصيف المقبل... هذا هو هدفي على المدى القصير.
أما هدفي على المدى الطويل فهو أن أكون الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر بالمنتخب الإنجليزي خلال السنوات العشر المقبلة وأن أكون أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيسر في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. لكنني أضع ذلك كهدف بعيد المدى وأركز بشكل كامل على كل مباراة في الوقت الحالي».
ورغم أن تشيلويل يشعر دائما بالارتياح مع منتخب إنجلترا، سواء كان ذلك من خلال اللعب أو التدريب أو الاستمتاع بليالي السينما التي ينظمها زميله في المنتخب ديلي آلي، فإنه بالتأكيد لا يُفرط في الثقة ولا ينظر إلى أشياء قد تشتت تركيزه في الوقت الحالي. وخلال هذه المقابلة الصحافية التي استمرت لمدة ساعة في ملعب التدريب الخاص بنادي ليستر سيتي، كان من السهل أن تشعر بالطموح الشديد الذي يمتلكه هذا اللاعب الشاب وبمدى نضجه رغم حداثة سنه.
وتحدث تشيلويل بشكل مؤثر وبليغ عن مالك ليستر سيتي الراحل، فيشاي سريفادادابرابها، الذي لا يزال يتوقع أن يدخل إلى غرفة خلع الملابس قبل كل مباراة. وفي نفس الوقت، يرد تشيلويل بكل أريحية على الانتقادات التي توجه له بسبب انخفاض مستواه في بعض المباريات، وهو ما يعكس النضج الكبير الذي وصل إليه اللاعب.
يقول اللاعب الشاب: «أعرف دائما أنني أمتلك قدرات كبيرة، لكن خلال الموسم الماضي لم ألعب في بعض المباريات بالشكل الذي يعكس هذه القدرات والإمكانيات.
ورغم أنني كنت أشارك في جميع المباريات في النصف الثاني من هذا الموسم، فإنني كنت أجلس مع نفسي بعد كثير من المباريات وأقول لنفسي: ما الذي كنت أفعله هناك؟ لقد كنت أشعر بالإحباط عندما كنت أعيد مشاهدة هذه المباريات، لأنني أعلم تماما أنني أمتلك قدرات وإمكانيات تجعلني أقدم أداء أفضل من ذلك بكثير».
وأضاف: «ربما كانت مباراة إيفرتون هي الأسوأ بالنسبة لي، لأنني ارتكبت خطأ كلفنا الهدف الأول، وربما كنت مسؤولا أيضا عن الهدف الثاني. لكنني تعلمت الكثير من هذه الأخطاء، وأصبحت أعرف الآن كيف أتعامل معها إذا واجهتها مرة أخرى».
وعندما تستمع إلى تشيلويل وهو يحكي تفاصيل رحلته مع الساحرة المستديرة، تدرك على الفور أن والده قد لعب دورا كبيرا في مسيرته الكروية.
وكان والده، واين، قد ولد في نيوزيلندا وانتقل إلى إنجلترا قبل 25 عاماً، وترك عمله كعامل بناء لأنه كان يقضي الكثير من الوقت في نقل نجله ذهاباً وإياباً إلى أكاديمية ليستر سيتي من منزله في ميلتون كينز. وقد تحدث تشيلويل بشكل صريح وتفصيلي عن إحدى تلك الرحلات، في الوقت الذي كان يكافح فيه من أجل الحصول على فرصة المشاركة في التشكيلة الأساسية لفريق النادي تحت 16 عاما.
يقول تشيلويل: «كان يوم الخميس هو اليوم الذي نعرف فيه تشكيلة الفريق الذي سيلعب مباراة السبت التالي. كان والدي يصطحبني بالسيارة إلى هناك وأتذكر أنه عندما نكون في طريق العودة من النادي إلى المنزل كل يوم خميس كان والدي يستدير نحوي ويسألني: هل ستلعب في التشكيلة الأساسية للفريق هذا الأسبوع؟ وكنا نتناقش في هذا الأمر طوال الطريق إلى المنزل».
ويضيف: «لكن، لكي نكون منصفين، كان الأمر جيدا للغاية. لقد كان والدي يتعامل معي بمنتهى الحزم وكان يقول لي إن موهبتي الفطرية رائعة للغاية لكن يتعين علي أن أبذل مجهودا أكبر من أجل تنميتها وتطويرها. لقد كان محقا في كل ما يقوله، لأنني ربما كنت أشعر بالاسترخاء في بعض الأوقات وبما حققته في ذلك الوقت، وربما كنت كسولا بعض الشيء، وأكتفي بالتدرب مع الفريق. لذلك، اقترب مني والدي وقال: حسناً، إذا كنت تريد الاستمرار في ممارسة كرة القدم، فيتعين عليك أن تقوم بأشياء أخرى بعيدا عن نادي ليستر سيتي. وعندئذ بدأت الذهاب إلى الحديقة وممارسة كرة القدم والركض بمفردي من أجل تحسين مستواي».
وخلال السنوات القليلة المقبلة بدأت الأمور تتحسن بالنسبة لتشيلويل، الذي اقتنع بحقيقة أن اللعب في مركز الظهير الأيسر سوف يزيد من فرصه في المشاركة مع الفريق أكثر من اللعب في محور الارتكاز بوسط الملعب، وهو المركز الذي كان يلعب به عندما انضم إلى ليستر سيتي. وعندما وصل تشيلويل إلى الثامنة عشرة من عمره كان يمثل المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما، وقدم أداء قويا جذب إليه أنظار مسؤولي نادي ليفربول بعد الفترة التي لعبها في صفوف نادي هيدرسفيلد تاون على سبيل الإعارة. يقول تشيلويل عن تلك الفترة: «لقد أحببت الوجود هناك».
ورغم أن نادي ليستر سيتي قد أعاده إلى صفوفه في الموسم التاريخي الذي حصل فيه الفريق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن تشيلويل لم يشارك في صفوف الفريق الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز إلا في الموسم التالي.
وكان الظهور الأبرز للاعب الشاب قد جاء بعد ذلك بأربعة أشهر عندما شارك كبديل في الشوط الثاني من مباراة فريقه أمام أتليتكو مدريد الإسباني في مباراة الإياب للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا. يقول تشيلويل وهو يبتسم: «لقد كنت قريبا من التسجيل في تلك المباراة – وكم تمنيت لو نجحت في التسجيل بالفعل –قدمت أداء قويا جعل الجميع يشيد بي بعد نهاية المباراة. لقد أصبحت في دائرة الضوء بعد تلك المباراة، وهذا هو ما كنت أريده بالطبع».
ولم يغب تشيلويل عن أي دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وقد وقع مؤخرا على عقد جديد مع النادي لمدة خمس سنوات، لكن أي نجاح شخصي على مستوى النادي يتلاشى أمام الأحداث المأساوية التي شهدها النادي في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما كان فيشاي – الرجل الذي كان الجميع في ليستر سيتي يشيرون إليه باسم «الرئيس» – قد لقى حتفه بين خمسة أشخاص آخرين قتلوا في حادث طائرة هليكوبتر داخل مقر النادي. كان تشيلويل في طريق عودته إلى المنزل من ملعب الفريق عندما اتصل به زميله هاري ماغواير ونقل إليه هذا النبأ السيئ. يقول تشيلويل: «إنه أمر مرعب».
ورغم أن الجميع في ليستر سيتي لديهم قصص عن سخاء وكرم فيشاي، فقد برزت حكايات من أماكن أخرى بعيدا عن الملعب أيضا، ويقول تشيلويل عن ذلك: «كنت في معسكر المنتخب الإنجليزي الشهر الماضي وأخبرني هاري وينكس أنه سمع من اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين (مهاجم توتنهام) أن الأخير كان في مطعم في لندن وكان فيشاي هناك أيضاً، وبعدما انتهى سون من تناول طعامه ذهب لكي يدفع فاتورته، لكنه علم أن فيشاي قد دفع الحساب لكل من كان يتناول الطعام في المطعم آنذاك. إن أشياء من هذا القبيل وأشياء أخرى لم يكن يتعين عليه القيام بها، لكنها تعكس طبيعة شخصيته».
وقد لعب تشيلويل أمام وينكس وسون هيونغ مين أول من أمس على ملعب «كينغ باور»، في المباراة التي انتهت بفوز توتنهام هوتسبير على ليستر سيتي بهدفين دون رد من توقيع سون هيونغ مين وديلي آلي. ويعترف تشيلويل بأن بعض لاعبي ليستر سيتي لا يزالون متأثرين برحيل فيشاي، لكن رغبتهم الجماعية في إعادة النجاح إلى النادي أصبحت الآن أقوى من ذي قبل.
ويختتم تشيلويل حديثه قائلا: «هذا النادي يجمعنا كأسرة واحدة، وليس مجرد زملاء في الفريق. نحن نعرف ما هي الأحلام التي كان فيشاي يريد تحقيقها، وبالتالي فإنه يتعين علينا أن نحقق تلك الأحلام. إن الاستثمار الذي يتم ضخه في النادي قد منحنا الأسس اللازمة لتحقيق ما كان يحلم به، وهو اللعب في أوروبا وأن يكون النادي دائما أحد أفضل الأندية في إنجلترا على مدى السنوات القليلة المقبلة، وسيكون هذا هو هدفنا وسنسعى لتحقيقه بكل ما أوتينا من قوة».


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».