لوكاس مورا وصف آخر سبعة أشهر له في نادي باريس سان جيرمان بالأسوأ في حياته، ويرى السرعة التي سقط بها من القمة إلى القاع في عهد المدرب أوناي إيمري تبدو محيرة.
جناح نادي توتنهام الإنجليزي الحالي كان لاعبا مميزا في فريق باريس سان جيرمان. وعندما جاء الإسباني إيمري لياولي لتدريب بطل فرنسا في موسم 2016 - 2017، دفع بلوكاس أساسيا في 53 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 19 هدفا، وهو الرقم الأعلى بين لاعبي الفريق وحيث لم يسبقه سوى الأورغواياني أدينسون كافاني في قائمة هدافي النادي الباريسي.
بعد ذلك تغير كل شيء، حيث تعين على إيمري إشراك كل من البرازيلي نيمار وكيليان إمبابي اللذين انضما للفريق الفرنسي الصيف قبل الماضي، ولم يكن من الغريب رؤية ذلك الجفاف التهديفي الذي عانى منه لوكاس بعد ذلك. فخلال الفترة من يوليو (تموز) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، لم يشارك البرازيلي سوى في ست مباريات كان بديلاً فيها جميعاً، وإجمالي الدقائق التي لعبها لا تتجاوز 80 دقيقة، وهو ما جعله يوافق على الانتقال إلى توتنهام مقابل 25 مليون جنيه إسترليني.
كان البرازيلي يتحرى الدقة في كل ما يقوله عن إيمري الذي بات الآن مديرا فنيا لفريق آرسنال، لكن تاريخهما الشخصي كان له بصمة في مباراة الديربي التي استضافها ملعب الإمارات الأسبوع الماضي (فاز آرسنال 4 - 2).
خلاصة القول هي أن إيمري كان المدرب الذي أجبر لوكاس على الرحيل عن باريس سان جيرمان الذي استمر يدافع عن ألوانه منذ انتقاله إليه مقابل 45 مليون يورو (45 مليون جنيه إسترليني) قادما من نادي ساوباولو في يناير (كانون ثاني) 2013، وفاز خلالها بأربعة ألقاب للدوري الفرنسي، وثلاثة كؤوس فرنسية وأربعة كؤوس لرابطة المحترفين، وهي إنجازات تدعو للتساؤل.. كيف فشل لوكاس بعد كل هذه الإنجازات في إثبات نفسه أمام مدربه الجديد؟.
عندما سئل لوكاس: هل أراد أن يثبت لإيمري أنه يملك مقومات التألق في الأندية الكبيرة؟ كانت إجابته: «أحاول أن أثبت ذلك مع توتنهام، لقد نسيت الشهور الخمسة أو الستة الأخيرة التي قضيتها في باريس سان جيرمان، وأحب فقط تذكر السنوات الأربعة التي كنت فيها في غاية السعادة هناك والتي رفعت خلالها الكثير من الكؤوس. العام الماضي كان عاما للتعلم والنضج، والآن أصبحت أكثر خبرة وأقوى».
بعد أن بلغ عامه السادس والعشرين، بات لوكاس يتحدث عن سعادته الشخصية وكيف أنه بات أكثر قناعة بنادي توتنهام بعد شهور عصيبة في بداية الموسم. لكن تلك الفترة قد مرت، ولم يكتفِ بالمساهمة بخمس تمريرات حاسمة في جميع المسابقات فحسب، بل تألق أيضاً بسرعته وقدرته على المراوغة. ولذلك فإن الفارق واضح بين موسمه الأخير مع سان جيرمان وما يقدمه حاليا.
استطرد لوكاس بقوله: «كانت فترة عصيبة، بل كانت أسوأ فترات حياتي على الإطلاق، بعدما أنهيت موسماً رائعاً كنت فيه ثاني هدافي الفريق خلف كافاني. كنت أحضر التدريبات فقط ولا أشارك في المباريات. ورغم ذلك واصلت العمل بقوة، ولذلك كافأني الله بأفضل هدية في حياتي عندما رزقت بابني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 2017».
وبسؤاله هل فسر إيمري له سبب تجاهله؟ أجاب لوكاس: «لا... لكن علي احترام قرار المدرب. أعلم أن هذا الأمر صعب لأن عليه اختيار 11 لاعبا للمشاركة. لا أحب النظر إلى الخلف، بل إلى الأمام وإلى ما أفعله وإلى ما أستطيع الفوز به».
وأضاف: «لا أضمر كراهية لأوناي، فأنا أحترمه. هو مدرب رائع، لا أعرف لماذا تجاهلني، ولا أستطيع تفسير ذلك، لكنى الآن سعيد في توتنهام. فقد بدأت مرحلة جديدة من حياتي، وأخوض تحدياً جديداً».
ورفض لوكاس تقييم مدربه السابق عندما سئل عن أسلوب لعب إيميري، وفضل الحديث عن المستقبل وعما يستطيع فعله في توتنهام.
ويحتل توتنهام حاليا المركز الثالث في جدول المسابقة، بفارق 6 نقاط عن ليفربول المتصدر، وعادت الثقة للوكاس وزملائه في المنافسة مجددا على القمة وكذلك على مكان في دور الستة عشر لدوري الأبطال.
وقال لوكاس قبل مواجهة برشلونة الحاسمة في دوري الأبطال: «أنا أثق في قدرات هذا الفريق، نستطيع حمل الكؤوس الموسم الحالي. أعلم أن الأمر في غاية الصعوبة، لكن علينا أن ننظر في الإنجاز الذي حققه ليستر قبل 3 أعوام».
واختتم: «في كرة القدم، لا تستطيع التنبؤ بما سيحدث، وهذا هو سر جمالها. علينا أن نؤمن بقدراتنا، وأن نعمل بجد، وأن نستمتع بكل فرصة تتاح لنا».
لوكاس مورا: آخر 6 أشهر مع سان جيرمان كانت الأسوأ في حياتي
أكد أنه يستمتع باللعب مع توتنهام ولديه ثقة في حصد البطولات
لوكاس مورا: آخر 6 أشهر مع سان جيرمان كانت الأسوأ في حياتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة