حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الغرب من «طوفان» من المخدرات واللاجئين والهجمات على الدول الغربية إذا أضعفت العقوبات الأميركية قدرة إيران على احتواء هذه المشكلات. وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء: «أحذّر الذين يفرضون هذه العقوبات من أنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب فلن تكونوا في مأمن من طوفان المخدرات والساعين إلى اللجوء والقنابل والإرهاب». ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الولايات المتحدة تبيع أسلحة للشرق الأوسط بما يزيد عن احتياجات المنطقة مما يحولها إلى «برميل بارود».
ويمثل تهريب المخدرات تحدياً كبيراً أمام إيران إذ تقع على الحدود مع أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم، وكذلك مع باكستان التي تعد معبراً رئيسياً تمر من خلاله شحنات المخدرات. وقال روحاني: «ننفق 800 مليون دولار سنوياً لمكافحة المخدرات مما يضمن صحة دول تمتد من أوروبا الشرقية إلى الغرب الأميركي، ومن شمال أفريقيا إلى غرب آسيا. تخيلوا حجم الكارثة التي ستقع إذا حدث اختراق للسد». وأظهر تقرير للأمم المتحدة عام 2014 أن الفضل يرجع لإيران في ثلثي ضبطيات الأفيون وربع ضبطيات الهيروين والمورفين على مستوى العالم في 2012. وقال روحاني: «لدينا نفس الإصرار في الحرب على الإرهاب، نضحي بمئات الجنود وننفق ملايين الدولارات سنوياً في هذا الموضوع». وأضاف: «لا نتوقع من الغرب أن يدفع حصته، لكن عليهم أن يعلموا أن العقوبات تضر قدرة إيران على محاربة المخدرات والإرهاب».
وقال روحاني خلال اجتماع مع رؤساء برلمانات الصين وروسيا وأربع دول أخرى إن «الإرهاب الاقتصادي هو إثارة الفزع في دولة وإثارة الخوف في دول أخرى تنوي الاستثمار فيها. إن انسحاب أميركا (من الاتفاق النووي) مثال واضح دون شك للإرهاب الاقتصادي». وطبقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عاد أكثر من 700 ألف أفغاني من إيران هذا العام مع تأثر الاقتصاد الإيراني. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن بعض الأفغان يسعون لدخول تركيا بغرض الوصول إلى أوروبا.
من جهته، حذر ظريف من مخاطر مبيعات السلاح الأميركية الضخمة في الشرق الأوسط من كبار مشتري الأسلحة في الغرب، قائلاً: «لقد حوّل الأميركيون المنطقة إلى برميل بارود. إن مستوى مبيعات السلاح الأميركية غير معقول ويتجاوز كثيراً الاحتياجات الإقليمية، الأمر الذي يشير إلى السياسات شديدة الخطورة التي يتبعها الأميركيون». كما قال وزير الأمن الإيراني حجة الإسلام محمود علوي في رده على سؤال عن هوية الدول التي تقف خلف الأعمال الإرهابية التي شهدتها مدينة الأهواز والمدن الأخرى، إن بعض أجهزة الاستخبارات الإقليمية وكذلك سياسات واستراتيجيات الكيان الصهيوني وأيضاً الولايات المتحدة الأميركية تدعم مثل هذه الأعمال، وذلك على هامش فعاليات المؤتمر الثاني لمحاربة الإرهاب الذي عقد أمس بحضور ست دول في إيران. وأضاف علوي أن «الأعمال الإرهابية التي تأتي في سياق مصالح هذه الأطراف فإنها لا تعتبر أعمالاً إرهابية من وجهة نظرهم».
روحاني يحذر الغرب من «طوفان» مخدرات
روحاني يحذر الغرب من «طوفان» مخدرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة